الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(إسرائيل ترشّ علينا ماءَ الوردِ من الجوّ...)

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يختلف الكثيرون حول جدوى ما فعله حزب الله بأسره جنديين إسرائيليين، وطلبه التفاوض غير المباشر فلا تحرير للأسيرين الإسرائيليين دون تحرير الأسرى العرب القابعين منذ سنوات في سجون إسرائيل، ومن ضمنهم أسرى أردنيون، على الرغم من أن الأردن وقع منذ سنوات اتفاقية سلام مع الدولة اليهودية، وأقول اليهودية لأنها الدولة الوحيدة القائمة على أساس تعاليم توراتية مصطنعة ومصنعة، وفق رؤى حاخامات ساهموا بتأسيس الكيان الصهيوني.
عملية حزب الله التي أطلق عليها تسمية (الوعد الصادق) قادت لبنان من هدوئه وسحر صيفه ولياليه، إلى دوامة قصف إسرائيلي متواصل لا هوادة فيه، ألحق أذى واسعاً بالبلد الآمن الذي لم يستيقظ بعد من سلسلة متلاحقة من الانفجارات والاغتيالات كانت أدخلته قبل أكثر من عام في عنق الزجاجة، لكن يبدو أن وحدة أهله، كما الآن، جعلته يتجاوز اندلاع شرارة حرب أهلية، أو مذهبية...
وإن يكن حزب الله الذي احتفل ومعه كل اللبنانيين قبل حوالي الشهرين بالذكرى السادسة لتحرير جنوبه، قد أقدم على خطف الجنديين الإسرائيليين، وهو كان أكد مرات ومرات على أن قضية الأسرى اللبنانيين في سجون إسرائيل قضية لا يمكن التنازل عنها، فإنه لم يكن في نيته خوض حرب حولها الرد الإسرائيلي القاسي إلى مواجهة قاسية لم يستطع أحد حتى الساعة التنبؤ بشكل نهايتها.
الغريب الآن أن تتقافز الأصوات من هنا وهناك تدين فعل حزب الله وتحمله المسؤولية عما يحدث، وينسون أو يتناسون أرض المعركة، وبدل أن يمدوا يد العون للبنان لانتشاله من محنته يمدون أيدي العون إلى إسرائيل لتزداد طغيانا وعدوا، ويقدمون لها الذريعة تلو الأخرى، على طريقة أبناء العم سام، وهم يشيحون وجوههم عن جثث الأطفال المحترقة، وبطون النساء المبقورة، وعيون العجائز المفقوءة، وكأن إسرائيل تمطر اللبنانيين بماء الورد لا بالقنابل العنقودية والغازية.
كان مظفر النواب قد كتب منذ سنوات طويلة يصف (العميل) فخاطبه يقول: إسرائيل ترش علينا ماء الورد من الجو وأنت تراقب... مبسوط لا شك).
فما أشبه ما يفعله بعضنا اليوم وهو يكيل الاتهامات لحزب الله بمن يرى ماء الورد يتناثر من السماء على اللبنانيين.
تقول دراسة بريطانية: إذا رأيت ابنك ينجرف في عمل خاطئ، فلا توبخه بل احتضنه... وما تفعله بعض القنوات الإعلامية والسياسية العربية منذ بدأت إسرائيل حربها على لبنان أنها توبخ حزب الله، ألا يقول الحديث النبوي الشريف: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وأنا أظن، وحسبي أن بعض الظن إثم، أن اللبنانيين والفلسطينيين اليوم مظلومون، فلننصرهم، ولنقل مرة واحدة: مبارك صمودكم... مباركة أجسادكم الطاهرة مزقتها يد السفاح...
وطوبى لكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-