الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متغيرات بفِعْلِ الكوفيد ، من يحط على سطح القمر أولا ؟ (2)

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 1 / 14
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


أشرنا في الفصل الأول إلى علامات التراجع المجتمعي التي تتكشف توازيا مع فورات الوباء المتتالية ، فذكَرْنا تراجع المتوسط العمري ، تردي نوعية العيش نتيجة تضافر عوامل بيئية و أساليب انتاج البروتين الحيواني ، اختلاف أثر الوباء على المجتمعات في أوروبا و افريقيا و آسيا ، و أخيرا الفرق بين إدارة الدولة المركزية الغربية للأزمة بو اسطة جهاز خدماتي صحي جرى إضعافه و إدارة شبه الدولة في البلدان العربية التي أنهكتها الحروب ففتك الوباء في المجتمع فتكا شديدا .
لعل ما يتميز به الوضع في زمن الكوفيد هو " ظهور الدولة " بقوة و احتلالها المكان ، ترافق ذلك بتمهيد إعلامي ضاج ، عن الوباء و أخطاره و السيرورة الجارية من أجل مكافحته ، الأمر الذي أخاف الناس و أرعبهم و أسكتهم .
و لكن هذه الدولة سواء كانت أصلية أو شبه دولة ، سارعت في أغلب البلدان إلى إعلان حالة الطوارئ و إلى تنشيط مؤسساتها التشريعية التي أصدرت قوانين و رسمت تدابير لم تقتصر على مجال الصحة و تنظيم مقاومة الوباء و أنما تعدته إلى أمور أخرى تتعلق بالمالية و الاقتصاد و الأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب ، و العلاقات الخارجية و الاتفاقيات الدولية ، والمناورات السياسة ، و شؤون القضاء و التحقيقات الجنائية و غيرها ، في المقابل خيّم الجمود و القلق على الناس . و كثر الكلام عن " الأتمتة الرقمية" في الإدارات و المدارس ، و في كثير من القطاعات المهنية .
من البديهي في هذا السياق ، ان استخدام شبكة الانترنيت ليس في متناول الجميع بنفس المستوى ، يختلف الأمر بحسب ظروف عيشهم واماكنها و بحسب المهن التي يمارسوها ،هذا من جهة أما من جهة ثانية فإن هذه الوسيلة هي بالقطع أقل مردودية في تعليم تلامذة المدارس مقارنة بطلاب الجامعات . مجمل القول أن شبكة الانترنيت ستضيف تباعدا ثانيا في إطار العمل و المدرسة على سبيل المثال ، إلى التباعد الذي يجب احترامه لمنع العدوى بين الأفراد ، و لا بد من الإشارة استطرادا إلى تباعد ثالث قائم حقيقة بين المتقاعدين و كبار السن من جهة و الذين يستثنيهم قرار حظر التجول من جهة ثانية كون حضورهم ضروريا إلى أماكن عملهم .
و الرأي عندي أن و باء الكوفيد تسبب أيضا بتباعد دولي نتيجة توتر العلاقات بين كتلة الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة الأميركية من جهة و كتلة الدول الآسيوية و على رأسها الصين و روسيا من جهة ثانية . و على الأرجح أن هناك دولا أو بالأحرى شبه دول ، خاصة في القارة الإفريقية لم يعد يحسب لها حساب . أغلب الظن أن الدول خائفة من أن يضعفها الوباء أكثر من غيرها ، يتضح هذه الأمر في السباق المحموم الجاري بينها في الوصول إلى اللقاح الأكثر فاعلية ضد الكوفيد الحالي ، و في الطرائق الجديدة ، المعقدة، في تحقيق السبق العلمي في انتاجه ، التي لا يتحكم المنافس بها ، بعد ُ ،استعدادا لمواجهة الكوفيد القادم . فمن يحط هذه المرة على سطح القمر أولا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال