الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ما حقيقة قوات بيشمركه روجافا..؟
صالح بوزان
2021 / 1 / 14مواضيع وابحاث سياسية
ليس صحيحاً تسمية قوات بيشمركه روجافا بأنها مرتزقة تركيا، لأنها لا تخضع لأوامر الجيش التركي مثل مرتزقة الائتلاف السوري. وإنما تخضع لقيادة بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK بقيادة السيد مسعود البرزاني. قرأنا في الاعلام أن الجيش التركي هو الذي قام بتدريبها بطلب من رئاسة الاقليم، وربما زودها الأتراك بالسلاح والتمويل أيضاً (ليست لدي معلومات على هذا الصعيد). وشاهدنا زيارات كبار المسؤولين الأتراك لمواقع تدريب هذه القوات. فما حقيقة بيشمركه روجافا..؟
تم تشكيل هذه القوات عام 2012 بطلب من السيد مسعود البرزاني. وهي مؤلفة من كرد روج آفا الذين التجأوا إلى الاقليم. وحسب مصادر مختلفة فإن تعدادها الحالي ما بين 3000 ولغاية 4000. كان الهدف من تشكيل هذه القوات العسكرية هو إيجاد موقع قدم للحزب الديمقراطي الكردستاني PDK في كردستان سوريا بعد فوضى الثورة السورية التي عمّت في البلاد. لم تكن تغطية هذه القوات العسكرية بعباءة المجلس الوطني الكردي سوى للتعتيم على الهدف الرئيسي. فقادة المجلس الوطني الكردي لا يملكون أي سلطة على هذه القوات سوى التقاط الصور معها. وقد صرح بعض قادة بيشمركه روجافا في التلفزيونات أنهم يأخذون أوامرهم من حكومة الاقليم، وحصراً من قادة حزب PDK. وعندما تأكد السيد مسعود البرزاني أن قادة وحدات حماية الشعب في روجافا لن يسمحوا بدخول هذه القوات العسكرية إلى سوريا، تم تعديل اتجاهها. فوجهها السيد مسعود البرزاني ضد داعش لحماية الاقليم. وقد وردت معلومات في الاعلام أنها استبسلت في هذه الحرب. وهذا عمل قومي جيد بأن يقوم أبناء كردستان سوريا بحماية مواطني الاقليم من داعش. لكن هذه القوات لم تدافع عن شبر من كردستان سوريا ولا عن مواطنيها خلال ثماني سنوات. بل لم تطلب قيادتها ولا رئاسة الاقليم من قادة وحدات حماية الشعب والمرأة السماح لها بدخول روجافا للدفاع عن عفرين وتل أبيض ورأس العين ضد الاحتلال التركي ومرتزقته.
والسؤال لماذا.مادامت هذه القوات كردية سورية..؟
حدث اتفاق "سري" بين السيد مسعود البرزاني والرئيس التركي أردوغان بتوجيه هذه القوات ضد حزب العمال الكردستاني، وضد وحدات حماية الشعب. وثمة معلومات أنها دخلت في اشتباكات مع قوات حزب العمال الكردستاني. لا يتجرأ السيد مسعود البرزاني توجيه بيشمركة حزبه ضد قوات حزب العمال الكردستاني، لأن ذلك سيجلب له إدانة شعبية كردية عامة. فالحزب العمال الكردستاني هو الحزب الكردي الوحيد لديه جماهيرية واسعة في كل أجزاء كردستان، بما في ذلك في كردستان العراق. لم يكن الأمر الصادر لقوات بيشمركه روجافا بالدخول في اشتباكات مع حزب العمال الكردستاني من قيادة الجيش التركي، بل كان من قادة بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني. مما يدل أن ولاء بيشمركه روجافا هو لقادة هذا الحزب وليس للجيش التركي ولا لقادة المجلس الوطني الكردي.
يفرض اليوم قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وأردوغان على قادة المجلس الوطني الكردي في الحوار الجاري من أجل وحدة الصف الكردي التمسك بشرطين، وعدم التنازل عنهما. الشرط الأول اقتسام الادارة الذاتية في روجافا فيفتي- فيفتي. وهنا يدوس قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وقادة المجلس الوطني الكردي معاً على أبسط مبادئ الديمقراطية، وهي الانتخابات. لأن هذان الطرفان يدركان أن لا جماهيرية لديهما في روجافا، وبالتالي سيحصل المجلس الوطني الكردي على نتائج هزيلة في أي انتخابات جماهيرية. وهناك هدف آخر لمسألة فيفتي- فيفتي، وهو خلق حساسية سياسية عند شركاء حزب الاتحاد الديمقراطي من العرب والسريان والآشوريين كي يبتعدوا عنه.
أما الشرط الثاني، فهو دخول قوات بيشمركة روجافا إلى شمال سوريا بهيكليتها الراهنة دون الاندماج مع وحدات حماية الشعب كي لا تخضع لأوامر قيادة قوات سوريا الديمقراطية.
فماذا يريد قادة حزب الديمقراطي الكردستاني ومن خلفهم الحكومة التركية من هذين الشرطين..؟
1- يعتقد أردوغان وباتفاق مع السيد مسعود البرزاني أن اقرار نظام فيفتي- فيفتي سيغتصب إرادة الشعب الكردي في سوريا، كما فعل هذا النظام في كردستان العراق منذ ربع قرن. وبالتالي ستصبح الانتخابات مسرحية من مسرحيات الرئيس السوري معروفة النتائج مسبقاً. والاقليم الكردي في سوريا غير معترف به دستورياً بعد، ومن سيحدد مستقبل كرد سوريا في هذه الحالة، هو النظام السوري والمعارضة السورية وتركيا وروسيا وايران، ومن خلف تركيا قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل والمجلس الوطني الكردي. وهكذا ستكون النتيجة الحتمية، هي انهار الادارة الذاتية من الداخل.
2- يريد الطرفان التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني من الشرط الثاني بإدخال قوات بيشمركة روجافا إلى منطقة الادارة الذاتية بتركيبتها وبنيتها العسكرية الراهنة وارتباطها المطلق للسيد مسعود البرزاني هدفاً أبعد مما يتصوره البعض. سيطلب قادة المجلس الوطني الكردي أن تتمركز هذه القوات في إحدى المناطق الكردية الحدودية القريبة من حكومة أربيل. وفيما بعد سيجري تعزيز وتقوية هذه القوات من قبل الاقليم وتركيا سراً وعلناً بحيث تضاهي وحدات حماية الشعب. لن يوافق قادة المجلس الوطني الكردي ولا قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني قطعاً أن تتمركز هذه القوات في مواجهة الجيش التركي ومرتزقته السوريين على ضواحي رأس العين وتل أبيض وعفرين. لأن مهمتها السرية هي هدم الادارة الذاتية وليس طرد المحتل التركي. الدليل الساطع على ذلك، أن السيد مسعود البرزاني لم يطلب من الحكومة التركية دخول هذه القوات إلى المناطق الكردية التي احتلتها. لأن هذه المناطق أصبحت خاضعة للحكومة التركية، ولن تسمح للسيد مسعود البرزاني ولا لقادة المجلس الوطني الكردي التفكير بها. ما يريده أردوغان من السيد مسعود البرزاني ومن قادة المجلس الوطني الكردي، هو توجيه قوات بيشمركه روجافا إلى منطقة الادارة الذاتية، للسيطرة عليها بالتدريج وسرقتها من حزب الاتحاد الديمقراطي.
أختتم، أن قادة المجلس الوطني الكردي غير مخولين بالمطلق التوقيع على أي اتفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطي وشركائه، ما لم يتضمن الاتفاق هذين الشرطين اللذين أشرنا إليهما أعلاه. وكل هذا الصخب الحالي من قبل قادة المجلس الوطني الكردي والموالين لهم سراً وعلناً، هو تغطية عورتهم السياسية أمام الشعب الكردي. وكل هذا العشق الشعري إعلامياً للديمقراطية يشبه عشق النظام السوري والائتلاف السوري المعارض للديمقراطية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل تحكم حلب هيئة انتقالية؟.. الجولاني يكشف خطته في سوريا
.. جندي كوري جنوبي ينحني معتذرًا لمواطن بعد نزولهم لفرض الأحكام
.. محللان: موسكو وطهران تضغطان على الأسد واجتماع الدوحة سيكون م
.. مصادر طبية للجزيرة: 36 شهيدا جراء الغارات الإسرائيلية على قط
.. ما حظوظ نجاح جهود التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟