الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربعون الحصار 3

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 7 / 22
الادب والفن


أكلَ الجنودُ طعامهم
غذوّا بنادقهم
وغنّوا في الطريقِ إلى حدائق أورشليم
وجدوا المخيّم عائقاً في دربهم
قصّوا أظافره بجرّافاتهم
واستأنفوا صلواتهم
نقلوا إلى أطفالهم خبَراً جديداً كي يناموا...
ضاجعوا راشيل عند الحاجزِ الغربيّ
حين رأى (الإله) صنيعهم حسناً
تكفّلَ أن يطيلَ صهيلَ لذّتهم
ويغفرَ صلبَهم للمريميّ
وأن يذوقَ هو الجحيمْ
ورمى لهم عشرين مزموراً جديداً
فانتشى تابوت عهدهم القديمْ

(22)
عاد الجنودُ إلى منازلهم
وظلّ مخيّم الأشباح فرداً دون منزلْ
فرحتْ نساء الجند بالبشرى:
(قتلنا منهمُ ألفاً, وألفاً بعد غدْ)
السّبت حلّ
فأغلقت دبّابةٌ ملكوتها
حتى إذا جاء الأحدْ
قرعت نواقيسٌ
فمات معلّم الناقوس
واحترق المسيح بلا جسدْ

(23)
يا ربّّ إن سوّيتهم بشراً
فكيف تركت جندك يفلحون بلحمنا؟
وبأي مصباحٍ تضيء صوابنا
إن كانت الأخطاء عامدةً تزيد خرابنا؟
وبأي إنجيلٍ نلاقي طفلةً ذابت سلاميّاتها
قرأ المكفّن فوق جبهتها:
(ندمتُ لأنني عربيّةٌ)...
يا ربّ... هل أخطأتَ إذ أنشأتنا عرباً؟
وهل أكملتَ لعنتنا وشئتَ عذابنا؟
فاخرج إذاً من ظلّ معبدِنا ودعْ محرابنا
سنقيم من دمنا إلهاً لا يطيل عقابنا...

(24)
تضاءل دور المؤذّن للفجر
فالخلقُ لم ينعسوا ليناموا
ولكنّ دربَ الصلاة معطّلةٌ
ولم يأتِ إلاّ
الحمامُ...

(25)
نحبّ النعاسَ يجيء لذيذاً خفيفاً
ونشعرُ أنّ الظلام ينقّب فينا عن الليلِ
ما أهدأ الليلَ لولا القنابلُ
ما أحسنَ الضوءَ من آخرِ الأفقِ
لولا الصواريخُ
ما أطيب الارتخاء على عسل الحلمِ دون عطبْ
وما أجمل
النوم
دون
سببْ
......!

(26)
نحتاجُ أن نصحو بلا دبّابةٍ
لنعيد ترتيب الزمان كما نريدْ:
المزهريّة فوق طاولةٍ
حذاء مهملٌ لصغيرةٍ مشلولةٍ
كتبٌ يباشرها فتى في العاشرةْ
نحتاجُ أغنيةً تردّ على هديرِ الطائرةْ
ونودّ أن نقضي بقيّة يومنا
بخسائرٍ أدنى
ومذبحةٍ أقلّ من القليلْ
نحتاجُ أحياناً إلى أعضائنا
لنصابَ بالموتِ الطبيعي الجميلْ...!

(27)
عنه لا تسألوا أحداً
واشهدوا طفلةً عمرها ساعتانْ
شطرتها القذيفةُ عشرين شعباً
فقالت لأشلائها:
ربّما كان هذا الحنانْ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس


.. ليلى عباس مخرجة الفيلم الفلسطيني في مهرجان الجونة: صورنا قبل




.. بـ«حلق» يرمز للمقاومة.. متضامنون مع القضية الفلسطينية في مهر