الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بهاء عبد المجيد... الساعي إلى اكتشاف جذوره في هُويته

أسامة عرابي
(Osama Shehata Orabi Mahmoud)

2021 / 1 / 16
الادب والفن


بهاء عبد المجيد..الساعي إلى اكتشاف جذوره في هُويته
فقدت الحركة الأدبية المصرية إثر إصابته بداء كورونا الوبيل د.بهاء عبد المجيد ( 1974-2020) أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية التربية - جامعة عين شمس، والمترجم والناقد الأدبي والباحث في الأدب المقارن، وأحد الكتَّاب الاستثنائيين الذين شغلوا مكانة متميزة بين لِداته وأترابه؛ بفضل غنى شواغله المعرفية والجمالية، على نحو ما تشهد به أعماله الإبداعية: سانت تريزا، النوم مع الغرباء، خمارة المعبد، جبل الزينة وقصص أخرى، البيانو الأسود، ورق الجنة، طقوس الصعود، القطيفة الحمراء. وترجمت روايتاه "سانت تريزا، والنوم مع الغرباء"عام2010 إلى الإنجليزية بدار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وكان بهاء عبد المجيد قد حصل على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي عن "موضوع العنف في شعر تيد هيوز عن الحيوان" عام 1996. وعلى درجة الدكتوراه عن "تطور التيمات الإبداعية في أعمال شيمس هيني الشعرية"عام 2000. وعمل أستاذًا زائرًا في جامعة أكسفورد البريطانية. وسأتوقف هنا عند رواية "خمارة المعبد"؛لأنها- من وجهة نظري- أكثر تمثيلًا له ولأدبه بعامَّةٍ. وهي حصاد بعثته العلمية لمدة عاميْن في "دبلن" من 1997إلى 1999 لدراسة الأدب الأيرلندي في ترينتي كولدج – T C D. فقد وضعت الرواية الذات موضع سؤال؛ لتقيم ضربًا من الوجود الذي يكشف عن نفسه في اختلافه وتوتره وحركته الحرَّة؛ فتستعيد ماهية السؤال التي لا تستنفد؛ إذ"السؤال هو رغبة الفكر" بتعبير موريس بلانشو. لذا قدّم"معتز"بطل الرواية رؤية مسكونة بحوار متعدد الأبعاد، يفتح أفقًا يسعفه على بناء معادلته الروائية من دون أن يتطامن إلى كمالها، كما فعل "روبير جوردان" في رواية "لمن تدقّ الأجراس" لإرنست هيمنجواي؛ حين يكشف عن طبيعة اللحظة التي يحياها، آخذًا في ترديد كلمة "الآن" في عدة لغات. لكن فقر هذه السلسلة من الألفاظ يخلّف لديه شعورًا بالخيبة، فيقول في نفسه : "الآن.. يا لها من كلمة سخيفة للتعبيرعن عالم بأكمله، وعن حياتك بكاملها". فيبحث عن كلمات أخرى يستعيد من خلالها ما توحي به إليه : لقائه بماريا الذي كان أيضًا لقاء آخر ساعة، ولقائه مع الموت. وقد سأل المُعالِج معتزّا بعد أن أجلسه قائلًا له : "صفْ لي ما ترى حولك. كم عددهم؟ وما أوصافهم؟ وماذا فعلوا معك؟ وماذا فعلت معهم؟ وعندما لم أجبْ، قال لي : إنْ لم تكن تستطيع الكلام يمكنك أن تكتب عنهم.عرفت أنك تهوى الكتابة، ولك دراية بالأدب. إذن لماذا لا تكتب؟ الكتابة ليست علاجًا صدقني، ولكني أريد أن أعرفك، وأتعرف إلى هذه الشخصيات". وبذلك يرى"معتز" الكتابة مغامرة وجودية يطبعها الألم. الألم بوصفه صنوًا للحياة، ومطهرًا للروح، ورغبة تلوذ بالحلم أملًا في الخلاص.لهذا أمكنه " أن يقول إنه قد تطوّر كثيرًا، وتغيّر لدرجة أن تواتيه فكرة أن يضع النهاية؛ ليرحل هذا العذاب وهذا الوهم". إذ كانت تراوده فكرة إنهاء حياته بالنار، أو بشفرة موسى حادة، أو نصل مسموم كلما دخل الحمَّام" ليرى دمه مسكوبًا على الأرض. وبعد هذه الفِعلة الجريئة سيتدفق الدم الحارّ، وسيتحرَّر الجسد، وستخرج الروح المعذبة وتذهب بعيدًا جدّا، وسيرتاح هو، ويرتاح الجميع".فهل رأى معتز الموت تفسيرًا للتناقض بين الواقع ومبدأ الواقع، كما ذهب فرويد؛ ومن ثم فاللذة تقع باتجاه الموت، والقلق يقع باتجاه الحياة..أم رأى الموت من حيث هو عنصر مكوِّن لوعينا بالذات، وبالمخاطرة بالحياة فحسب تتحقق الحرية، كما قال هيجل..أم أن معتزًّا يحيا تجربة"روكنتين" في رواية " الغثيان " لجان بول سارتر"حيث يعيش الفرد غريبًا في الكون؛ فلا تُفضي علاقته مع الموجود إلَّا إلى وحدة مع الوجود؛ فيُقضى عليه بالعدم" ؟ غير أن معتزًّا يتحدث عن لا لزومية الأشياء، وأن الحرية تبعث على الحصر النفسي والقلق؛ ومن ثم فالموت ينشأ مع وضعنا لوجودنا موضع السؤال، لا في حدود المعرفة كما حدث في الكوجيتو الديكارتي، ولكن في حدود وجودنا كله. لهذا ضجر من إجباره على" أن يعيش وأن ينظر إلى وجهه في المرآة كل صباح أو كل مساء، ويقنع ذاته بأنه حي، وأنه ناجح، وأنه شخص عادي مثل كثيرين ممن حوله.هؤلاء أقنعوه بأن المعاناة جزء من الوجود، وأنها لحكمةٍ ما قد ولدت مع الإنسان". وبذلك يرى معتزّ أن الإنسان قد اكتشف مبكرًا أن الماضي لا يمكن الاحتفاظ به إلَّا عبر الألم، وأن المعاناة هي أفضل وسائل التذكر المُعِينة للذاكرة. وهي فكرة نيتشوية - نسبة إلى نيتشه - في تأكيده على أن الحضارات الأكثر تقدمًا عندما أصبحت أشد مهارة في صناعة الذاكرة بقسوة " بدأ الإنسان يمثل بنفسه ويضطهدها ويُفزعها مثل حيوان متوحش يُلقي بنفسه؛ ليصطدم بقضبان قفصه ". وراح معتز يتأمل أثر خبر موته على والدته التي تعُدُّه"حلم العمر، وتوأم وجودها وقصتها الحقيقية مسطورة في عقله، وعلى صفحات كراسته التي يُخفيها وتقرؤها عندما يكون غارقًا في سُباته، أو في الخارج مع أصدقائه القلائل. وهذه أجزاء من حياته التي حاول معتزّ أن يُسجِّلها في دفتره". وهذا الإيحاء بالبداية ليس سوى قناع معلن لنهايات مفتوحة، في سلسلة حكايات مفتوحة. يُهيمن عليها سارد عليم تزاوج حياته بين الحلم والانكسار. بينما تعاني سائر الشخصيات في بحثها عن التواصل، لكنها تذهب - في النهاية - إلى غربتها الوجودية العميقة الآتية من هذه العلاقة الملتبسة مع الآخر.عندئذ تتعدد الشخصيات، ومعها تتعدد الأسماء؛ لتصبح مرايا لبعضها بعضًا. فتمسي على تماسٍّ مع الزمن الحاضر. لذلك يبني" الراوي " الحكاية في"خمارة المعبد" في زمن تتداخل فيه الأزمنة، مُحِيلًا إلى الواقع. يقول معتزّ: "ماذا أفعل لكي أهرب من هذه الشخصيات التي تُحيط بي؟ إنها تُصاحبني في كل الأماكن، وفي كل الأزمنة.أصبحت أشباحًا تُطاردني في يقظتي وغفوتي، وباتت مفردات أحلامي وطقوس هروبي، ومحتوى كلماتي". مضيفًا: " الشخصيات والبشر الذين قابلتهم في رحلتي في هذه البلدة البعيدة "أيرلندا " أرض المطر.أصبحوا يجلسون معي ويتحدثون إليَّ، وباتت أجسادهم وأرواحهم أحجارًا ثقيلة تجثم على صدري.أراهم يمشون معي في شوارع وسط المدينة بالقاهرة، تمامًا كما كانوا يتجوَّلون معي في شوارع "دبلن" و" بلفاست" وأزقتيْهما، ويجلسون معي على المقاهي- كما كانوا يفعلون في خمارات دبلن وحاناتها..إلخ". وبذلك تتقاسم شخصيات الرواية وقائع حكاياتها، ومهمة سردها والتعليق عليها، وتوزيعها على أصوات وأطراف وزوايا نظر تعددية. وهنا نتعرَّف إلى أستاذة معتزّ في جامعة " ترينتي كولدج" التي درس بها؛ إثر تراسلهما لفترة طويلة عن طريق الإنترنت، ودعوتها له إلى الحضور إلى أيرلندا ليقوم ببحثه في الأدب الأيرلندي "وخصوصًا في كتابات شيمس هيني وجيمس جويس وعلاقتهما بالأرض والمستعمِر، ومقارنته بالأدب الفلسطيني، وبخاصَّةٍ في أشعار محمود درويش". ويسَّرت له مهمة السفر؛ بعد أن خاطبت السفارة الأيرلندية في القاهرة التي كانت ترفض سفره؛ نظرًا إلى شُحِّ مواردها المالية، لكنها منحته فرصة " الاستماع إلى المحاضرات، واستخدام التسهيلات المكتبية والجامعية، وأن يترجم لها بعض القصص التي يكتبها لكي يتسنى له قراءتها، منبِّهة إياه إلى أن هناك مؤتمرًا في "مانوت" سيحضره شيمس هيني، وسيقرأ شعره هناك. فقرَّر السفر أسبوعًا مبكِّرًا لكي يحضر المؤتمر ويراه، ثم يذهب إلى دبلن حيث الدراسة لمدة سنة. لكنه بسبب ما حدث في مانوت لم يستطع أن يراه". وهنا نضع يدنا على الحكاية الإطارية التي تتواتر منها سائر الحكايات وترتبط؛ فنلتقي بغربة الروح التي تتخذ من تحققها الموضوعي مرايا تُدرك فيها حقيقتها بوصفها ذاتًا حرَّة، حيال غربٍ حوَّل المعرفة إلى قوة، وعقّدَ أواصر التعاطف وجسور العبور الشعوري والحدسي بين الإنسان والآخرين الذين استحالت عليه معرفتهم؛ لأنه ابتعد عمَّا وصفه ماسينيون بـ"علم النفس الاجتماعي التعاطفي العمومي". لهذا تتوزع حكايات معتز بين القاهرة وأيرلندا، ويُحسّ دومًا بحاجته إلى الحكايات، بل إلى الكثير من الحكايات، وكأن لها وظيفة تطهيرية أرسطية تُحرِّره من وطأة هذا العالم الجديد؛ فيستعيد هُويته ويتماهى مع جذوره ! فيتذكر سهامًا برغم فشله في الارتباط بها.. وحنانًا على الرغم من عدم استعداده للارتباط بها.. ثم لا يني يُردِّد : "هل أتحقق مع امرأة أخرى غير حبيبتي سهام؟ ". بَيْدَ أنه لا يلبث أن يرفض التورُّط في علاقة عاطفية مع "سيمون" قائلًا بحسم : " لم أقصد أن تترك خطيبها ولا حبيبها. فقط أرتاح لها. ليست هذه هي المرأة التي أريد، وهي مختلفة عني تمامًا ". وظلَّ طَوال الوقت أسير"مِنطقة اللاتحقق، والتردد، والخيبات".ناشدًا " الروح والمحبة ". مُقنعًا نفسه بأنه لن يشعر" بالراحة والحرية وبالروح تملأ المكان وبالله في كل شيء، إلّا إذا صعد الجبل". ألم يقلْ لنا في مفتتح الرواية : " فالحبّ السماوي لن يذهب بعقلك ولا بجسدك، فالروح هي المقصد" ؟ لذا ظلّ ممتلئًا بهذا التوهج الصوفي الذي يُعين الروح على إدراك حقيقتها الكونية المجردة. تقول سيمون : " لا أريد أن أعمل في بار، لا أحبّ الخمر، ولعن الله حاملها وساقيها ". مخاطبًا نفسه بعد لقائه الشابَّ الباكستاني الذي يعمل في إدارة المسجد : " إن المتدين قدوة، والنوم في الاستراحة المجاورة للجامع أيضًا التزام ". لهذا جاء عنوان الرواية "خمارة المعبد" تعبيرًا عن رغبته الحرَّى في الوصول إلى الله "بطريق التخطي الأفقي"، أي بالعمل المباشر.أي إحالة إيمانه إلى تجرِبة حيَّةٍ مباشرة؛ للوصول إلى مركز ذاته من خلال وحدانية المطلق، والتحليق الصافي للروح. فالإنسان عند معتزّ يستكمل ذاته بعلاقته بالمتعالي الرائي إلى الوجود في وحدته، والذي يتمثل ويعيش هذه الوحدة في داخليته.على نحو ما هو مستفاد من قوله : " لم أكن أطمع في أن أسقيَ ربي خمرًا. هذا الحلم الذي حلمَ به صاحب سيدنا يوسف في السجن، ولكن أن أصنع الخمر الذي لا يُسكر، وأن أتجوَّلَ في أروقة معبدٍ أو جنبات مسجدٍ، وحيدًا إلّا من الطمع في محبة الله وعطفه عليَّ. أو أقيم في ديرٍ على جبلٍ بعيدٍ، أعيش على الكفاف حتى يتعّلم قلبي التقوى، ويتعوَّد جسدي على التقشّف، ولكن حتى الآن أنا إنسان أحمل معي خطيئتي الأولى، ولم أتعلّم الكلمات التامَّات؛ فأحصل على التوبة ". وظلَّ معتزّ حالمًا بدعوة الناس إلى الخير والمحبة، ونبذ العنف، وأن يعيشوا في تآخٍ وسلام"، وأن أرى ابتسامة الملائكة في لحظتيْن : لحظة نهايتي، وبداية رحلتي الأخرى. وأين الخطيئة في الوصول إلى هذه المرتبة ؟ سألتني سيمون. فقلتُ : إن الخطيئة بالنسبة إليَّ هي الطريق إلى الخلاص أحيانًا.هي اللحظة الصادقة التي أعترف فيها بأنني إنسان..أنني ضعيف، وأنني أطلب الغفران والحياة. فقالت بتهكّمٍ : هذه اللحظة هي الميراث الذي ورثته عن آبائك المؤمنين، الذين يخافون الجنون فيلجئون إلى القوى الغيبية التي تسهِّل لهم الاستمرار في الحياة. فقلتُ لها مدافعًا : لا، إنها الروح المخلوقة على الفطرة التوَّاقة إلى التحقق والخلود، التي تريد أن تبقى طاهرة تقية ". وعلى هذا النحو، يظلّ معتزّ ساعيًا سعيه الحثيث إلى امتلاك وجدان نقيٍّ شفافٍ طافرٍ بروح الحبّ الشامل؛ كي تُصبح الذات مرآة لتفتّح الروح الفردية؛ فيحقق التصالح الحقيقي للإلهي مع العالم. بين الكليّ والفرد. بين اللوجوس الإغريقي (قوانين الضرورة الموضوعية)، وبين لحظته الذاتية الإسلامية (استقلالية الروح الداخلية تجاه العالم الطبيعي والاجتماعي). ولعل هذا ما يُفسِّر لنا تلك اللغة الشاعرية التي تتحد بالطبيعة التي تعبق بالدفء والسحر وأطياف آسرة.يقول معتزّ: " تساءلتُ : هل أتى" وليم وردزورث " شاعر الرومانسية الأعظم الذي عاش في إنجلترا في القرن التاسع عشر إلى هذه المراعي الخضراء؟ هل كتبَ قصائده التي تمتدح الطبيعة في هذا المكان، بجوار البحيرة الساحرة ؟ هل أتى"جون كيتس" ورأى العندليب، وكتبَ أغنيته الخالدة إليه؟ هل عندما كتبَ"جبران" كتاب " النبي" كان في هذه البقعة، واقترب كثيرًا من روح الله، وجاءه النور الذي سطعَ على الطبيعة ؟ ". لكنَّ معتزًّا عانى الأمرَّيْن من عنصرية أيرلندا، وكراهية صاحب منزله للعرب، واستفزاز"أدنا "و"باتريك" من حديثه عن الإسلام والحلال والحرام؛ ما جعل معتزًّا أكثر إيمانًا بالإنسان الكوني المؤمن بأمميتيْن:أممية المنتجين بعقولهم وأيديهم، وأممية المؤمنين بوحدة الوجود على الطريقة الصوفية. وهو ما عبَّرت عنه سيمون بقولها : " أنت النعيم المفقود، ولكن أحيانًا لا أفهمك. تبدو شخصية محيِّرة، ومع ذلك أحبُّك.أحيانًا أشعر أنك تقيٌّ ورع كما فهمت، ومسالم كطفل لم يبلغ الثالثة. وأحيانًا أشعر أن بداخلك جنيًّا خرَّ من السماء يُريد أن يُفسد بين البشر، ومتمردًا على كل شيء، شهوانيًّا حدَّ الابتذال، خلوقًا حتى الطهر والنبوة. أحيانًا تُريد الدنيا والحياة دون حدود، وأحيانًا تكون متحفِّظًا لدرجة الزهد. ثم مع ذلك أحبُّك".غير أن معتزًّا عاش رحلته الحياتية لا يعرف التحقق ولا الاكتمال في علاقةٍ، ولا في مشروعٍ ما. فنعى نفسه في مونولوج حزين : "عدتُ لوهمي القديم أبحث عن المرأة - الحلم.لم تكن سهامًا فقط، ولكن كان شيئًا آخر لم أجده، وسقطتُ. وكان الجميع يدرك ما ألمَّ بي، ولكني كنت الوحيد الذي لا يرى، وكأن لعنة قد حلَّت بي، وكأن طاقة شديدة أفسدت عقلي وما بداخله، وتهتُ في أحلامي وذكرياتي ونسائي. حدث هذا بعد رجوعي، ولكني فقدتُ إحساسي بدورة الشمس والقمر والأرض، وتهتُ في عالمٍ من اللازمن واللاوجود". فهل تُحايث رحلة معتز الأيرلندية التي عبرت جبالًا مفروشة بالذكريات، رحلة في الذات، عمودية- إن صحَّ القول - تُستهلّ بـ " تفكيره في النهاية " ؟ وهل كان يُشبه "بلوم" بطل رواية "عوليس"لجيمس جويس، الذي كان يمشي في الطرقات وحده تائهًا ؟ لا. فهو حريص على إعلان اختلافه عن " بلوم"، وعن "ستيفن ديدالوس" في رواية " "صورة الفنان شابًّا"، مؤكِّدًا " أنني جئتُ لدبلن؛ لأني سئمتُ وجودي في القاهرة. اعتقدتُ أن رحيلي إلى دبلن فرصة؛ لأبحث في هُويتي عن وجودي، وعن جذوري، بعيدًا عن كل المؤثرات. سأكون أنا ". ومن ثم؛ راح معتزّ يؤكِّد مبدأ الحرية الذاتية التي تُحيل الكينونة إلى صيرورة، موزًّعًا بين الشعر والنثر ولغة المتصوِّفة - أهل الحقيقة. لهذا توحَّدَ القلب والحلم في فضاء إبداعيٍّ ثرّ في رواية بهاء عبد المجيد المتميِّزة "خمارة المعبد".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا