الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يفعلها الجلبي ؟

علاء الزيدي

2003 / 5 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 

من المعروف ، أن الصحافة – و لا فرق الآن بين ورقيتها وإلكترونيتها مادامتا تلعبان الدور ذاته – سلطة رابعة حقيقية في العالم المتحضر ، بعد السلطات الثلاث ، التشريعية والقضائية والتنفيذية . فهي تسقط الرؤساء ، مثلما حصل للأميركي ريتشارد نيكسون عام 1977 . و هي تهزم العدو نفسيا تمهيدا للهزيمة العسكرية ، مثلما فعل الصحفي البريطاني نورثكليف صاحب العبارة الشهيرة : ليس الخبر أن تقول عض كلب رجلا ، بل الخبر أن تقول عض رجل كلبا ! كان أسلوب نورثكليف يقوم على إشاعة روح الهزيمة في ألمانيا عبر نشر كم هائل من الأنباء التي تصب في هذا المجرى . وقد تحقق له ما أراد ، حينما انهارت ألمانيا الهتلرية كناطحة سحاب ورقية في غضون أيام ، أثناء نهايات الحرب العالمية الثانية . بل حتى في العالم الناهض ، تلعب الصحافة الدور نفسه . فقد دمرت صحيفة كيهان ( الكون ) الإيرانية شركات المضاربة ( الاستثمار الوهمي ) الأخطبوطية ، من خلال سلسلة تحقيقات ميدانية نشرتها نهاية الثمانينات ، ما أدى إلى هروب العديد من أقطاب الاقتصاد الطفيلي إلى الخارج ( وحل محلهم رفسنجاني فيما بعد ، و ها هو يهرب أمواله إلى الخارج ، تحسبا للظروف التي قد تطرأ استنساخا للمثال العراقي ! )

أهمية الصحافة هذه ، تستلزم إيلاءها اهتماما خاصا من قبل سياسيي المستقبل ، الذين يدعون أنهم يريدون إرساء أسس وقواعد نظام حر ، شفاف و صريح ، على أنقاض النظام الشمولي ، أي نظام شمولي .

لا شأن لي بكل ما تسوقه البروباغاندا العربية ( أكتبها باللفظ الانكليزي لوقعه المدوي أكثر من العربي ) المدفوعة باعتبارات طائفية واضحة ، مصرية وأردنية ، حول الدكتور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي ، لأنه ، باختصار شديد ،  شأن أجنبي ، أردني تحديدا ، جهة حسمه المحاكم المحايدة وليس القضاء الأردني الذي يصعب التحقق من نزاهته . ما يعنيني هو أن الجلبي رئيس حزب عراقي ، يستعد لخوض معركة ديموقراطية ، بغية الفوز بسهم ما ، من أسهم الحكم القادم ، الذي ينتظره العراقيون بإلحاح .

ثمة جهات ( بروباغاندية ) تضع بالفعل عصيا في عجلة الجلبي ، تعيق حركتها وحركته نحو هدفهما . وأول هذه الجهات أنظمة عربية وقناة الجزيرة التي تبث من قطر . هو آخذ برد الصاع صاعين ، ولا أعتقد أن أحدا يؤاخذه . فهي معركة تستخدم فيها كل الأسلحة . يقولون إنه سيعترف بإسرائيل . يقول هل تقصدون اعترافا شبيها باعتراف مصر والأردن ؟ يقولون إنه يراهن على أميركا أولا ، يقول وهل تطلبون المراهنة على ساحل العاج أم الأردن أم بوركينافاسو ! يقولون إنه يحاول إقناع الأميركيين بالبقاء لفترة أطول في بلاده ، و لا يقولون حتى يشتد ساعد الحكم الجديد وتحاصر احتمالات الفوضى والحرب الأهلية . و هو لا يقول أيضا إن الرئيس  مبارك المصري يتوسل إلى الجنرال الأميركي تومي فرانكس أن لا يسحب قواته من صحراء سيناء ( المحررة ! ) خشية هجوم إسرائيل . يقولون ويقول ولا يقولون ولا يقول .

لكنه ، الجلبي أعني ، يقول إن حركته عثرت على ملف استخباري يتضمن معلومات ثمينة عن العلاقة التمويلية للنظام العراقي البائد بقناة الجزيرة التي تبث من العاصمة القطرية الدوحة . ومن حقه ، ومن حق صحافتنا الإلكترونية قبل الورقية عليه ( بما لها من سرعة انتشار تجمع بين الشامي والمغربي بأسرع مما يرتد إليه طرفه ) أن يضع في متناول أيديها الكثيرة هذا الملف الرائع قبل أن يتقادم عليه الزمن فيفقد نكهته .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحزمة نارية عنيفة للاحتلال تستهدف شمال قطاع غزة


.. احتجاج أمام المقر البرلماني للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تض




.. عاجل| قوات الاحتلال تحاول التوغل بمخيم جباليا وتطلق النار بك


.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف




.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟