الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برقيات للسيد الرئيس

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2021 / 1 / 17
القضية الفلسطينية


السيد الرئيس ، نحن لسنا متفائلين ، لقد عانينا خلال عقد ونصف من الزمن حروبا وقهرا وفقرا واضطهادا ’ عانينا عنصرية في الداخل والخارج، من أهلنا والغرباء ، التصق اسم غزة بحتمية الإذلال ومحاولات الكسر، أخذنا بجريرة أخطاء لم نرتكبها ، وجرائم كنا فيها الضحية ، وعوقبنا كأننا الجناة ، صبرنا على كل ذلك فيما يشبه الاستسلام للقضاء والقدر الذي كتب علينا ، محتسبين عند الله ما يحدث وما سوف يحدث ، لذلك وبعد كل هذه السنوات والتجارب والجولات في ساحات عدة مع قضية المصالحة ، بتنا يائسين سوداويين ، لا نؤمن بإمكانية التغيير أو حقيقة أن الانتخابات ممكنة لتعيد الحقوق وتغير وجه الخارطة السياسية المشوّهة طوال هذه السنوات الدامية ، ولكن تشبثا ببريق الضوء الخافت من واجبنا أن نرسل بتلك الصرخات لعلها تصل وتجدي نفعا قبل أن يفوت الأوان مرة أخرى .
لذلك يا سيادة الرئيس ومن منطلق الحرص على الوطن وعلى حركة فتح التي ترعرعنا في كنفها ونأمل منها أن تعود حاضنة لأبنائها حريصة عليهم ، ولا تدير ظهرها لهم ، أتقدم لسيادتكم بهذه الهمسات التي أعتقد أنها طلب ورجاء الكثيرين من أبناء جيلي الذي ضاع من عمرهم خمسة عشرة عام هباء منثورا .
أولا : لا تصدق أي تقارير ترسل إليك يا سيادة الرئيس ، كلها تقارير كاذبة مضللة ، كل من يقول لك أن فتح بخير وسوف تكتسح هو منافق يسعى للبقاء محظيا بالمنفعة ، لذلك تيقن بنفسك من كل شيء ، اختر عددا من الصادقين الحريصين على سلامة الوطن وسلامة فتح ، واجعلهم مراقبين ينقلون لسيادتك الحقيقة وحدها دون أن يكونوا تجارا .
ثانيا : الحرص على أن يتولى أبناء فتح القدامى حملتها الانتخابية ، هؤلاء وإن نال منهم بعض الفساد ، لكنهم أشد حرصا على تعافي فتح ، يكفي ما حدث في 2007، حين تولى أشخاص لا ينتمون لفتح حملتها الانتخابية وجعلوا تلك الحملة نشاطا عبثيا لا يسمن ولا يغني من جوع ، وكانت النتائج كارثية .
ثالثا : كل استطلاعات الرأي التي يمكن أن تصل لسيادتك من خلال مؤسسات السلطة حول الوضع الشعبي العام هي استطلاعات غير علمية ولا تحمل أدنى حد من الدقة والموضوعية ، فلا تعتمد عليها ، حيث أنها تجري وفق أمزجة القائمين عليها .
رابعا : الانتخاب من خلال القوائم شائك جدا ، فإن لم تكن قائمة موحدة وفق اتفاقات محددة ، فإن نزول فتح في قائمة للانتخابات سيكون خطيرا جدا ، وذلك لأني على ثقة أن كثيرا من أبناء فتح لم ينتخبوا القائمة التي قدمتها فتح رفضا لبعض الأشخاص المرشحين ، وانتابهم السخط لوجودهم في القائمة الانتخابية لفتح ، مما خلط الصالح بالطالح وأضاع الأصوات ، ولا يجب تكرار هذا الخطأ أبدا ، فإما إنتقاء شخصيات تنال رضا أبناء الحركة ،أو ستواجه فتح نفس الأزمة وتخسر الكثير من الأصوات .
خامسا : غزة والضفة صنوان ، لكن قد تحمل الأشهر القادمة ألغاما عملاقة ، وقد تحدث جولات عسكرية واسعة تسلط الضوء على غزة ، وتجعل منها بؤرة الأحداث والأهمية ، فلا ضير أن تولي غزة خلال تلك الأشهر الكثير من الاهتمام ، ليس من باب التمييز ، وإنما ضمن إعادة الأمور إلى نصابها ، وقد تحدث خلال تلك الأشهر صفقة تبادل أسرى ، يجب ألا تكون السلطة بمنأى عن ذلك أو تستخف بأثره فنحن شعب عاطفي مرتبط بالإنجازات الملموسة ، والمراهنة على غيبيات لن يكون صوابا على الإطلاق ، بل يجب السعي أن تكون السلطة شريكة بشكل أو بآخر في أي صفقة ضمن تفاهمات مع الفصائل والوسطاء ، وأعتقد أن ذلك ليس مستحيلا ، ربما لاحتياج فصائل الم.قاوم.ة في غزة إلى جسر لتمرير الصفقة ، والوسطاء الدوليون هذه المرة قد يرغبون أو يضغطون إن صح التعبير لحضور السلطة للمشاركة في المرحلة النهائية من الصفقة على الأرجح .
سادسا : مراقبة مسار كل دولار يذهب لصالح حملة فتح الانتخابية ، حتى لا يكون نصيب اللصوص أكثر من نصيب الصالح الفتحاوي في شتى الساحات التنظيمية التي تعمل بها الحركة في الداخل والشتات .
سابعا وأخيرا : التاريخ لا يكترث لخطوات العامة ولا الصغار ، لكنه لا يغفل ذكر كل خطأ للقيادة ولأي مسؤول وحامل أمانة ، فاجعل تلك الصفحة يا سيادة الرئيس يدونها التاريخ ، بإنهاء الانقسام مهما كان الثمن ، وإنهاء التفكك الفتحاوي ومعالجة كل الخلل الداخلي في الحركة والتخلص من الفاسدين ، لتعود أم الجماهير التي عهدناها ، تجاوز يا سيادة الرئيس أي عثرات توضع في الطريق، تجاهل أي مغرض ، أي أفاق ، أي منتفع ، كل تلك المرحلة سوف تمر، لكن ما الذي سيدوّنه التاريخ ،ذلك هو القول الفصل في الحكاية ، وأنت صاحب الاختيار والقرار في هذه المرحلة العصيبة .
ونسأل الله عز وجل أن يجنب شعبنا الفتن واللصوص وسفاكي الدماء ، والله من وراء القصد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن