الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُقتَربات اليأس

امين يونس

2021 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ـ صديقي عيسى كتبَ على صفحته الفيسبوكية : " .. أرضٌ مُنّفِرة ، لا تُنبِت إلّا السَفلة الأشرار .. " . في حين أن صديقي ذاك شخصٌ غير عادي ، بل مُثّقفٌ من طرازٍ نادِر ، نزيهٌ صادِق . وكما يبدو فقد بَلَغَ بهِ الأسى مَبْلغاً بحيث ينشر ما يُشير الى اليأس المُطبق ويُؤِيدُ ضِمناً هجرة كُل مَنْ يستطيع إلى ذلك سبيلا .
ـ يكادُ لا يمرُ شهرٌ ، دون أن ينتحر شابٌ أو شابةٌ ، مِمَن ما زالوا قابعينَ مُجبَرين في مُخيمات النزوح " ومن نافلة القَول أن أغلبهم إيزيديين " مَلّوا من المَللِ نفسه ولم يعودوا يروا أي بصيصٍ في الأُفُق . عندما تتكرر الحالات وبوتيرةٍ متصاعدة ، فإنها تكُف عن كونها حوادث منفردة وتقترب من الظاهرة . والغريب أن حوادث القتل والإنتحار إزدادتْ في الآونة الأخيرة ، في المُدن أيضاً والأمرُ لا يقتصر على النازحين فقط .
ـ محمد الماغوط يقول " .. لا أريدُ شيئاً ، فطول حياتي وأنا أركض ولم أصلْ ، إلّا إلى الشيخوخة !
أيها النسّاجون : أريدُ كَفَناً واسِعاً لأحلامي ! " .
ـ يقول الصديق خيرالدين خالد " أنا لستُ سوداوي … الواقع أسود " .
ـ أفضلُ بيئةٍ لدوام الإستبداد وبقاء الظُلم لفترةٍ طويلة : نَشر الجَهل ولا سيما عند الطبقات الفقيرة والمُستضعَفة بحيث تستسلم للأمر الواقع وكأنهُ قَدَر، تغذية فِئةٍ طُفيلية بلا قِيَم ومُستعدة للدفاع المستميت عن الوضع القائم ، ترهيب المعارضين وغير المُوالين وإسكاتهم بِمُختَلَف الطُرُق .
ـ السُلطات تُشّجِع الناس البُسطاء الذين يرزحونَ تحت وطأة الظُلم وتدفعهم للدعاء من السماء أو زيارة المراقد للتوسل بالأولياء والصالحين ، لوقف الظُلم . وهي طريقةٌ مضمونة لإدامة الوضع ، فبالأدعية وحدها لن يتغيَرَ شئ .
ـ حتى الذين لا يُؤمنونَ بالنظرية الماركسية ، كثيرٌ منهم يدركون ان " الصراع الطبقي " من أبرز مُحّركات المجتمع . ولا يخفى على أي مُراقِبٍ بسيط ، إتساع الهوّة بإستمرار ، بين فِئة الأثرياء من جهة والفقراء والمحرومين من جهة أخرى . بل أن الأزمات المُتلاحقة وسط بيئةٍ حاكمة فاسِدة ، تجعل الأغنياء أكثر غِنىً والفُقراء أكثر فُقراً ، بإضطراد .
ـ أمثالي الذين نتهربُ من خَوض الصِراع الحقيقي بِحججٍ : ( .. أمتلكُ منزلاً يأويني وَلَدَيَ وارِدٌ يَسُدُ أودي / كُبر العُمر أو الأمراض / الخَوف .. ) وغيرها من هذهِ الأعذار البرجوازية الصغيرة ! ، تُثبتُ أننا " رغم إدعائنا بإمتلاك الوَعي " فأننا غير مُؤهلين للمُشاركة الفعالة في أي حِراكٍ جماهيري .
فقط الذين [ لن يخسروا سوى أغلالهم .. سوى بُؤسهم وحرمانهم ] الفقراء الذين يمتلكونَ وَعْياً طبقياً صحيحاً ، " وليسَ الفئة الرّثة التي من السَهِل قيادها مَنْ قِبَل السُلطات " ، هُم الذين بإمكانهم إحداث تغيير جوهري لا سيما إذا إنتظموا وِفقَ رؤىً واضحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل