الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحالة اللبنانية ، اللقاح ضد الكوفيد نموذجا !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 1 / 17
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


في البداية يلزم التوضيح ، أنا لست مقيما في لبنان و ما أعرفه لا يعدو كونه ذكريات أو مذكرات أو مستقى من و سائل الإعلام .أما في موضوع الحالة اللبنانية فإن دراستها كما هو معروف ذات أهمية كبيرة كون لبنان مرصدا و مختبرا للتجارب في مجال المخططات و المناورات الدولية على مستوى المثلث العربي ـ الإسلامي في الفضاء المحدود بمضائق جبل طارق ، باب المندب و مضيق هرمز .
الرأي عندي ، في هذا السياق ، أن انتشار و باء الكوفيد في لبنان يسلط الضوء إلى جانب الفوضى السائدة ، على أساليب المجتمع الدولي ، أي الولايات المتحدة الأميركية ، في العمل على خلخلة المجتعات و في استغلالها بوحشية الحيوانات الكاسرة .
تفيد الأخبار عن أوضاع صحية مقلقة في لبنان و أنها خارج السيطرة ، ولكن في أغلب الظن ، لا يوجد في هذه البلاد سلطة تمتلك الإحساس بالمسؤولية الجماعية و القدرة أو الإرادة لمعالجة الضائقة الناجمة عن ذلك .
فلقد تناهي إلى العلم ، أن أسرة و اجهزة طبية أخرى ، أرسلت إلى لبنان ، بعد حادثة تفجير المطار في شهر آب الماضي ، و لكنها ما تزال مكدسة في المستودعات ، بينما يعلن المسؤولون أن أعداد المرضى تجاوزت طاقة المستشفيات على استيعابهم ، و أن بعضهم يعالجون على مقاعد و ضعت على الأرصفة المحاذية للمستشفيات ! هذا يذكرنا بأن كميات من الطحين وصلت هبة أيضا إلى البلاد ، فوضعت في مستودعات بعض الوقت ثم علم أن التلف أصابها . و لا أظن في السياق نفسه اننا بحاجة إلى براهين و ادلة على أن أموال الدولة و المودعين تبخرت هي أيضا في مستودعات المصرف المركزي!
من المعلوم أنه لم يبق من شبه الدولة إلا مجلس نواب ، و حكومة محدودة الصلاحية " بتسيير الأعمال " ، و رئيس جمهورية في منصب جردّه اتفاق الطائف من حق " اقتراح السياسات " ، بينما قادت الدساتير البريميرية في لبنان ( نسبة إلى دستور الحاكم الأميركي في العراق . استنادا إلى أن دستور لبنان ألذي سطر في مؤتمر الطائف هو عينية أولى منها ) إلى تكليف شخصية بتشكيل الحكومة متى تشاء و كيفما تشاء و أينما تشاء !
فما يثير الحيرة و الدهشة في هذه الحالة الكاريكاتورية كما أرادها الممثلون ومصممو مشاهد المسرحية ، هو فصل اللقاح الأميركي ، الذي تضمن حتى الآن كما جاء في وسائل الإعلام كلاما عن اتفاقية بين مجلس النواب من جهة و المختبر الأميركي المصنع للقاح من جهة ثانية ، تلازما مع اتفاقية ثانية بين مجلس النواب نفسه ( أي المنتدى و هو الجزء المتبقي من السلطة ،الذي يلتقي فيه جميع الشركاء ) و بين البنك الدولي يقدم بموجبها هذا الأخير قرضا ماليا إلى السلطة من أجل تمويل شراء اللقاح ضد الكوفيد . يحق للمراقب إزاء هذه الحالة أن يتساءل عما إذا كان اللقاح ضد الكوفيد سيصل إلى مستودعات السلطة أم أنه سيتأخر على الأرجح أشهرا بل من المحتمل أن يصل القرض إلى المستودع دون اللقاح . و ما أدراك ما مستودعات السلطة فجدرانها مثلومه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة