يبدو إن شيخا يعيش في القرن الخامس عشر بعد الهجرة النبوية الشريفة ، ولا زال للآن لمْ يع ِ لِمَ قال جلت قدرته لرسوله الكريم ( ولو كنت فظا ً غليظ القلب لانفضوا  من حولك ) ، وإلا لما أفتى من يسمي نفسه مفتي السعودية عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ب ( عدم جواز التبرع للشعب العراقي ) جوابا ً على سوأل الشيخ عبد العزيز السدحان في درس يوم الجمعة الماضية : هل يجوز التبرع للعراق ؟ .
أجاب الشيخ ( لا فض َ فوه ) : ( إن المسألة فيها تفضيل ، فإذا وضع المتبرع تبرعه في أيد أمينة وجهات موثوقة يعلم إنها ستجتهد في توصيلها لمستحقيها من أهل السنة فلا شئ في ذلك .
أما إذا علم إنها ستذهب إلى المنظمات العالمية كالصليب الأحمر وغيرها فلا يجوز ذلك  ) . وإلى هنا انتهت فتوى ( شيخنا ) بن جبرين .
وعندما حصل جدال وتكذيب لمغزى الفتوى المذكورة والتي قصد منها بكلمة وغيرها ( الشيعة ) ، أعيد سؤال الشيخ الذي قال : ( فإن تيسر إيصال التبرعات إلى أهل السنة  والجماعة فهو الأفضل إعانة وتثبيتا لهم . فإن تعذر دخول تلك الصدقات والنفقات إلى أهل السنة جاز تعميمها على المواطنين من كل الفرق وجاز إعطاء الرافضة منها .... ( لكن  !!– للكاتب - ) على أن ألا يترتب على إعطاء الرافضة تقوية معنوياتهم وتسلطهم على المسلمين .   
      عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين         25 / 2 / 1424 هجرية  )
وللشيخ بن جبرين نقول إن محمد المصطفى قال ( جئت من أجل مكارم الأخلاق )
والله تعالى يقول ( وإن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ) ، والعراق بلد الخير والخيرات ، فكيف لم تسمع بأرض السواد ، وتمر العراق وحده يكفي لإشباع أهله ، وهي شدة وتزول إنشاء الله ، ويشمر العراقيون سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة ويهود وكل الملل والنحل من الفسيفساء الرائع الذي يؤطر خارطة العراق الجميلة عن سواعدهم لإعادة بناء ما هدم منه  وإعماره من جديد .
فالعراقيون لا يقبلون الصدقة هذا أولا ً ، وليس بينهم من يقول مقولتك ويفرق المسلمين ويقول هذا شيعي أو هذا سني ، ثم إن المسلمين لم ينفصلوا عن بني قومهم من العراقيين الآخرين من بقية الأديان .
وملخص جوابنا ما تقوله الآية الكريمة ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ً ) .
ورسالتي هذه موجهة لكل القوى الوطنية العراقية المتواجدة الآن في الداخل وهي :
ارفضوا ما يبعثه الوهابيون ، فالشعب العراقي ليسوا شحادين على أبوابهم .
 
 *  كاتب وصحفي عراقي مقيم في النمسا .
[email protected]