الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين القديم والحديث ، عالم يتغير لا يعترف باللبوث ...

مروان صباح

2021 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


/ رغم العيون المتسعة ظلت المغمغمة سيدة المواقف ومتنكرة للواقع الحديث ، حتى وقعت واقعة مغادرة طلال سلمان مكتبه من جريدة السفير وإعلانه في مقاله الوداع عن إغلاق نهائي للصحفية ، بالفعل من راقب الواقعة كان بالحدث المحزن لكثير من القارئين أو العاملين فيها ، ولأن السفير تُعتبر الأكثر حضوراً في المجال العربي ، شهدت تعاطفاً واسعاً حتى من الذين لم يقرؤها يوماً ما بتاتاً ، ولأن ايضاً سلمان له باع طويل في هذه المهنة ، مهنة المتاعب كما يسميها أصحابها ، جعل من رحيله وتوقف مكنات مطبعة السفير دراما فريدة قد سُجلت في دفاتر الصحافة الورقية كالوفاة الأولى منذ نشأتها ، ولأن جريدة السفير ولدت كما هو معروف بمقاتله الأولى كان ايضاً تشيعها إلى مدفنها الأخير بمقالته الاخيرة ، بل هو فراق أشبه بالنذير إلى ما سيحدث تباعاً للصحف الورقية وبالتالي أشار الإغلاق عن شكل المستقبل الذي سيمكن المواقع الالكترونية من السيطرة على حياة الناس بلا منازع ، كما حصل تماماً مع الهاتف الأرضي والخلويات اللاسلكية ، بل للتوضيح الضروري ، عندما تغادر السفير وقبل ذلك ، عندما تباع جريدة القدس العربي لكي تتجنب الإغلاق، فإن ذلك كله مؤشر عميق وصريح للصحف الأخرى ، بأن عالم الورق سيختفي اجلاً أم عاجلاً واستمراره ليست سوى مسألة وقت .

ولعل بات جرد الحساب اليوم بالأمر الواقعي ، بل استرجاع الزمن ، هو المشهد الأجدر ، فحسب المحتوى التى تقدمه الصحف الورقية ، تُعتبر المبالغ التى تنفق عليه جزء أساسي من الفساد ، بل إذا كانت هذه الصحف تعتمد بشكل جوهري على إعلانات الوفيات أو بالأحرى على مساعدة الشركات تحت بند المخاجلة ، إذنً من الأولى إعادة دراسة جدواها أو تحويلها بشكل تام لمواقع الكترونية ومنصات مختلفة وبالتالي ليس عيباً من إعادة تأهيل موظفينها وتدريبهم بالشكل الذي يخدم التوجه الجديد ومواكبة الحداثة ، أما أن يظل دافع الضرائب ينفق على المؤسسات بالأصل لا يستفيد منها أو غير قادرة على تقديم المعرفية ، فهو أمر يرتقي إلى مراتب الفساد دون أدنى شك .

بصراحة المسألة في الواقع ، ليست بين أصيل ومزيف بقدر أن الحقيقة الدامغة أنها بين القديم والحديث ، وهذا يلاحظه المرء كيف يمكن لكثير من الناس معايدة شخص بيوم ميلاده مكتفياً بإرسال باقة ورد أو حتى هدية معينة من جدول القوائم المتوفرة في المنصات المختلفة مثل الفيس بوك أو تويتر وغيرهما ، لكن في المقابل ، هناك الكثير لا يستطعون الاندماج بالسرعة المطلوبة ، كأنهم مصابين بمرض التوحد ، فالانتقال من عالم إلى أخر يحتاج إلى إعادة البعض إلى المرحلة التمهيدي أو الابتدائي ، وهذا الأمر قد شهده عّالم الساعات ، ربما احتاجت البشرية الانتقال من ساعة الحائط إلى الجيب ومن ثم اليد ، قرون طويلة حتى بات يخلد المرء إلى النوم وساعته جزء من جسده .

للأسف مع الأزمة الورقية . يكتشف المراقب أن أغلبية الصحف تنتمي إلى العالم القديم الذي يشبه الأنظمة القمعية ، فهي مارست تدجين المواطن ببراعة أكثر من أن تبرع في تقديم الحقيقة ، وكل ذلك تحت خيمة الواجب الوطني ، التى لم تكن في الواقع سوى مزارع لفئات منتفعة وغير قادرة على التطور ومواكبة الحداثة . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟