الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات طوق نجاة لقوى الإسلام السياسي

صوت الانتفاضة

2021 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن لأحد التكهن بأن الانتخابات ستجري ام لا، فأوضاع البلاد السياسية والاقتصادية معرضة للهزات بأي وقت، فالميليشيات الحاكمة اليوم هي في حالة شبه صدام مسلح، قد يقع في اية لحظة، هم اليوم في اوج حالة الانقسام والتشظي "حشد ولائي-حشد مرجعي"؛ اما الواقع الاقتصادي والمعيشي فهو في حالة انهيار شبه تام، فقد توقف كل شيء في هذا البلد، والانتفاضة الجماهيرية تدب فيها الروح بين الحين والأخر، رغم القمع الهستيري من قبل السلطة وميليشياتها، ومن الممكن جدا انفجارها بشكل ارقى واكثر حسما، فالظروف جد ملائمة؛ اما سيناريو الصراع الأمريكي-الإيراني فهو قائم، وكل الخيارات متاحة امام الطرفين، والعراق هو المجال الارحب لتلك المعركة، المؤجلة، لكنها الحتمية الوقوع.
كل هذه الأوضاع، وغيرها الكثير، قد تمنع اجراء الانتخابات؛ لكن لنغض النظر عن كل تلك الوقائع، ونكون فرحين ومتفائلين، كما بعض القوى "التشرينية" ونقول ماذا لو جرت، ما الذي يعنيه ذلك؟
الجميع يدرك ويعرف ويعلم ان الانتخابات في عراق ما بعد 2003 شكلية جدا، فعراب العملية السياسية "بول بريمر" كان قد فصل ديموقراطية محصصاتية "طائفية، قومية، عشائرية" تقوم على مبدأ اسالة الدماء والخراب والنهب، هذه العقد السياسي الجديد لا يمكن الانفكاك منه او الخلاص من الذين اشتركوا فيه، غير مسموح بالخروج منه "الى اليوم لم تخرج قوة سياسية واحدة منه، حتى الشيوعي العراقي لا يستطيع الانفكاك من ذلك العقد"، وأيضا لا يمكن الانخراط والدخول فيه، الا اذا سمحت الدول الراعية بذلك ((لن نسمح للليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق)) علي اكبر ولايتي مستشار خامنئي 2018. او تسمح القوى الإسلامية الحاكمة ((أصحاب الفكر العلماني المتفسخ، ينشرون مبادئ الكفر والإلحاد الشيوعية الكافرة، والمبادئ القومية الشريرة والمدنية التي يتحدثون بها ليل نهار)) عامر الكفيشي، حزب الدعوة الإسلامية.
هكذا تدار اللعبة منذ ثمانية عشر عاما، لم يطرأ أي تغيير، ولن يطرأ، فاللعبة الانتخابية لعبتهم، هم من يشرعون قوانينها، هم من يختارون شخوصها، هم من يضبط ايقاعها؛ انها طوق نجاتهم من الازمة الخانقة التي يمرون بها، انها لتجديد العقد بينهم، انها لتحديث تقاسم الحصص فيما بينهم؛ لن يسمحوا بأية قوة مهما كانت جماهيرية ان تزيحهم عبر هذه المسرحية الهزيلة والهزلية "الانتخابات"، بل لن يسمحوا بمشاركتهم، الا بشروط يفرضونها هم والرعاة الرسميون.
ان التغيير عبر الانتخابات في العراق هو محض أوهام، لا توجد عملية ديموقراطية بالمعنى الصحيح يعول عليها، توجد فقط قوى سياسية لديها قوى مسلحة وميليشيات، تعيد تدوير نفسها في كل انتخابات، الانجرار وراء تلك الأوهام هو مساعدة قوى الإسلام السياسي في الهيمنة أكثر، انها عملية تأبيد سيطرتهم، لا أكثر ولا اقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا