الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية مغرب قاتل!

محمد نبيل

2006 / 7 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الشرطة المغربية والقوات المساعدة تقمع المشاركين في المسيرة الوطنية الاحتجاجية التي دعت إليها الجامعة الوطنية لعمال وموظفي الجماعات المحلية، يسقط ضحية على إثرها النقابي مصطفى العرج الكاتب العام لقطاع البلديات بالاتحاد المغربي للشغل بمدينة تيفلت ، إقدام مجموعة من المكفوفين على الانتحار أمام مرأى العامة كتعبير عن استيائهم من كثرة انتظار تنفيذ الوعود بتشغيلهم، هراوات البوليس تنزل على رؤوس كل المتظاهرين وتعتقل العديد منهم بشكل يكاد يحصل يوميا بالعاصمة الرباط، وارتفاع معدل الجريمة في عدد من المدن المغربية... هذا غيض من فيض العناوين الكبرى لوضعية مغرب اليوم الذي أصبح القتل و الاعتقال و المطاردة يؤثث مدنه وعلى رأسها العاصمة مما حول الوقفات و الاحتجاجات إلى ظواهر مألوفة لدى الموطنين.

والذي يتابع الأحوال المغربية عن قرب، يلمس كيف تحول المغرب إلى فضاء لاحتضار العديد من أطره و على رأسهم المعطلين و حاملي الشواهد الذين يتعرضون لكل أنواع العنف بالرغم من مطالبتهم بحقهم في الشغل الذي يضمنه الدستور الممنوح والمواثيق الدولية. العنف المغربي يطال أيضا المواطنين والمارة الذين يتابعون فلذات أكبادهم وهي تضرب أو تعتقل أو تقتل في واضحة النهار.

الصحافة المغربية تأخذ نصيبها من المطاردة والعنف وآخر الحالات ما وقع للمصور الصحفي بجريدة بيان اليوم، المهدي توبال الذي تعرض للرفس و الضرب من طرف قائد القوات المساعدة الذي كان يشرف على عمليات مطادرة المحتجين. وقد أصيب الصحافي المذكور بجروح بليغة وانتزعت منه آلة التصوير.

والى جانب البيانات التنديدية والموقعة من طرف الجمعيات الحقوقية و الأحزاب السياسية التي تناضل من أجل دولة الحق القانون، نجد الدولة المغربية مازالت تخسر نقاطا سياسية بشكل متواصل في العديد من الملفات الحرجة، كملف الصحراء مثلا. ويمر المغرب من مرحلة حساسة تفرض على حكامه إرجاع الثقة للمواطن و بداية تأسيس الدولة الديموقراطية التي تضمن الكرامة للإنسان المغربي بمناقشة الدستور أولا ،وثانيا تصفية كل ملفات الجرائم السياسية و الاقتصادية التي وقعت إبان سنوات الرصاص والتي مازالت تلقي بظلالها حتى اليوم.

مغرب اليوم تحول إلى فضاء لليأس الذي يدب في الكثير من النفوس مما دفع برئيس جمعية المعطلين بالمغرب التهامي الخياط إلى القول بأن الدولة تهيئ للمعطلين الموت البطيء الذي بدأ يقضي على زهرة حياة الكثير من الطاقات والأطر والناشطين الذين همهم الوحيد هو المطالبة بحقوقهم المشروعة. ـ أنظر الحوار الذي أجرته جريدة البيضاوي مع رئيس المعطلين، عدد 13198 الصادر يوم السبت 13 مايو 2006 ـ

الاختناق ودرجة الاحتقان والفساد الذي عم كل المجالات الحيوية يطرح سؤالا عريضا أمام المهتم والمتتبع للشؤون المغربية: متى ستظل لغة القمع و الإكراه هي سيدة الموقف عندما يراد تصفية الإشكالات التي تتعلق بمصالح المواطن؟ متى ستباشر الدولة بشكل حقيقي المشروع الديموقراطي بعيدا عن الشعارات وذر الرماد في العيون؟

محمد نبيل ـ صحافي مقيم بألمانيا
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت