الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى ستنتهي المعارك مع داعش في العراق؟

احمد حامد قادر

2021 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


اذا غضينا النظر عن المعارك الحاسمة التي خاضتها القوات المسلحة العراقية في تحرير مدينة (موصل) و اطرافها. يمكن القول بأنه منذ ثلاث سنوات تواصل هذه القوات , الجيش و الشرطة و الحشد الشعبي (1) حملاتها و بأساليب متنوعة و بمساندة و دعم الطيران الدولي. لضرب و انهاء وجود هذه الحركة الارهابية في العراق.
الا ان الاخبار و المعلومات الجديدة عن تحركات داعش في معظم ارجاء البلاد. و انتعاش خلاياها النائمة كما يقال و هجماتها. تدل بان وجود و دور هذه الحركة في اتساع. الامر الذي يفرض قيام الاجهزة الحكومية المعنية بالبحث و العمل الجدي لكشف اسرار و اسباب ظهور و انتعاش داعش من جديد!!
وفي قناعتي هناك سببان. لا ثلاث لهما لهذه المشكلة:
أولا: يكمن في داخل المجتمع العراقي نفسه. وهي : سياسية و اقتصادية و ادارية و اجتماعية. اي ان هذه الحالات قد أوجدت المبررات و الدوافع لظهور و نضوج و توسع هذه الحركة... و أعني الاضطهاد السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و حتى الادارى . منذ سقوط نظام ـ صدام ـ الى يومنا هذا.
ثانيا: دور الدول القريبة و البعيدة الطامعة في ثروات و اسواق العراق و موقعه الجغرافي الحساس التي تستخدم و تدعم هذه الحركة من اجل جعل هذا البلد المكان و المركز الامنين الدائمين لها. كما هو الحال اليوم.
و اقصد هنا بان داعش ليست حركة مصطنعة و مجهزة من الخارج و ترسل الى العراق كلما وجدوا الى ذلك سبيلا!!
ومن هنا فالاعتماد على الحل العسكرى المجرد للاجهاض عليها هو الاخر خطأ مبنى على اساس خاطيئ.
هذا و ان اعتماد القوات المسلحة على اجهزة مخابراتها الخاصة في جمع المعلومات عن تواجد و تحركات ـ داعش ـ يمكن اعتباره خطأ ثالثا. لان هذه الاجهزة بعيدة عن جماهير الشعب من جهة و مصدر الريبة و الخوف للجماهير الواسعة تأريخيا من جهة ثانية.
عليه فالطريق الامثل هو بناء جهاز للاستخبارات من بين صفوف الشعب. من عناصر واعية سياسيا تدرك خطورة بقاء تلك الحركة و تقتنع بأهمية المهمة الموكلة اليه. و ليس لامرار الوقت و استلام الراتب أو خوفا من المحاسبة.

هذا الجهاز يجب ان تمتد جذوره الى اعماق الشعب في المدينة و الريف, ومن كل الفئات الاجتماعية, و حتى في صفوف العشائر .. و ذلك لان جذور داعش و مصدر توسعها و أدامة وجودها تكمن في اعماق المجتمع العراقي.
و بودي الاشارة الى حالة اعتبرها مبعثة للاستفسار و هي " نسمع في كثير من الاحيان بلاغا عسكريا مفاده: ان مجموعة من الدواعش حاولت التسلل الى المنطقة الفلانية, فتصدت لها قواتنا الباسلة و ردتها على اعقابها هاربة"
السؤال : هو الى اين ولت و توجهت تلك الفئة الهاربة؟ هل كما قيل "التهمهم الارض أم سحبتهم السماء"؟
ان هذا الموقف يعني ان القوة العسكرية في موقع دفاعي و داعش في موقع هجومي!! و بيده المبادرة. معتمدة على حرب العصابات. الكر و الفر والمقصود منها انهاك و اشغال القوات الحكومية.
هذا و كما هو معلوم تقوم القوات المسلحة بين آونة و اخرى بتمشيط مناطق معينة و تنظفها من اوكار الدواعش. الا انها تتركها بعد فترة وجيزة, لتعود مفارز الدواعش اليها مرة اخرى!! اعتقد بأن اقامة قواعد ثابتة أو تسيير الدوريات و مراقبة جوية في المناطق المذكورة تحول دون عودة الدواعش اليها. أعني عن طريق مسك الارض الامر الذي يساعد على جمع العدو في مناطق محصورة يمكن القضاء عليه بسهولة أكثر.
هذا و ان اللجوء الى تشكيل فرق المقاومة المحلية المسلحة الملحقة بقوات الجيش في المناطق التي تتواجد فيها الدواعش. من الممكن ان تخفف عن اعباء القوات المسلحة و تسهل طرد العدو من تلك المناطق.
كان (صدام) قد لجأ الى تشكيل الافواج و السرايا الخاصة من الموالين له و غيرهم في محاربة الحركة الكردية آنذاك.
هذا وأؤكد مرة ثانية بأن المنبع الاساسى للدواعش هو المجتمع العراقى بالدرجة الاولى. و ان الحل يجب ان يبدأ من هنا.

(1) لقد تعمد تجاهل دور قوات (البشمركه) في السنوات الاخيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها