الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراس البوابات

أياد الزهيري

2021 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


حَسبنا أن عصر الأستبداد قد ولى , وأن حراب الحراسات قد أختفت الى غير رجعه , ولكن يبدو الأمر كان حلماً , فقد فززنا على واقع أكثر قبحاً , وأشد شراسه من سابقه , فقط هي الوسائل من تغيرت , فبعد أن كانت ظاهره للعيان أصبحت الآن لا تُرى , ويجري التحكم بها عن بُعد ومن غرف مغلقه , ولكنها أشد قمعاً , وأكثر قسوه لمن لا يذعن لها , والويل والثبور وعظائم الأمور لمن لا يداهن ويهادن فراعنة العصر الترامبي . كان الأمل كبيراً عندما فُتحت بوابات وسائل التواصل الأجتماعي , فأستبشرنا خيراً , بأننا على أعتاب عالم جديد يبشر بألف خير , تنطلق فيه الكلمه الحره في فضاء واسع , متحرره من قضبان وقيود القمع الحكومي والأجتماعي ,هاربه الى رحاب أوسع , وفضاء أكبر , ولكن للأسف لم تطول فرحتنا , ولم يدم أملنا حين أنصدمنا بحراس أكثر تعسف , وأشرس توحش لمن لا يطيع قوانينهم الجائره , وتعليماتهم المتعسفه , فما أن تنفسنا الصعداء في أستنشاق هواء الحريه , ألا وعادوا يضيقوا علينا منافذ الهواء , بحجج واهيه , هو أن ما نكتبه من موضوعات وما ننشره من كلمات بأنها كاسره للقوانين والضوابط والتعليمات التي وضعتها صاحبة ؛ الجلاله ؛ ؛والفخامه؛ أدارة الفيس بوك والتي تدار من الغرف المظلمه , هذه الأداره التي أرجعتنا الى ذكريات الزمن المشؤوم لوزارات الثقافه والأعلام في الحكومات الشموليه التي تخشى الكلمه التي تحمل جرعات الوعي الى عقول المواطنين , والتي تبث الحياة في نفوس الجماهير. أصبحت وسائل التواصل الأجتماعي وخاصه الفيسبوك قلعه حصينه لا يدخلها الا الذين يصلون ويسبحون لأمريكا وحلفاءها من الرجعين العرب , ولا يُمنع منها الا من قال لا للتبعيه ! والأذعان لشروط القهر والحرمان, حتى أصبح هناك شعار يقول من لم يكن من المطبعين , فهو في نظرنا من العاصين !, وسيدرج على قوائم الأرهابين ! , بعد ما كان يُحسب في زمن الدكتاتوريات التقليديه من زمر المتآمرين. أنه نذير شؤم لكل من لم ينتج أحتياجاته بيده , ويعتمد في بناء حياته على قدراته , وأنه سيكون أسير غيره , وأن ما نتعرض له من أزمات أقتصاديه ومضايقات في الحريه سببه النمط الأستهلاكي الذي وضعنا أنفسنا بين فكيه , والذي جعلنا لقمه سائغه لمن يتربص بنا الدوائر . لا حياة لأمه لا تزرع غذاءها , ولا تصنع دواءها , ولا تحمي مقدراتها. للأسف أصبحنا أمه آثرت الأستهلاك المريح , والحياة المترفه , وهربت من التحدي , حتى أصبحت لا تقوى على قول كلمة , ولا تتجرأ الرد على كل معتدي وظالم لحقها , ومنتهك لسيادتها. نحن شعوب عندما هجرنا مبادئنا, أستأنسنا بما يروج لنا من التسليه الغير بريئه , فأصبحنا شعوب مبرمجه من قبل الأخرين , من غير أن ننتبه الى واقع يسير بسرعة البرق الى نهايه مره ومؤلمه . لقد بدأوا يؤقلمونا للقبول بواقع نسترخص به مثلنا العليا , ونقدم به ثرواتنا بأيدينا لعدونا خاضعين مذعنين , ونفتح بوابات بلدنا للمحتلين , ونحن طائعين , بل ومهلهلين , مُؤثرين لهم البقاء ومرحبين . أن ما يجري علينا هي مقدمات ستلحقنا بالهنود الحمر وما آل أليه مصيرهم , وجعلهم الآن على حافة الفناء , كل ذلك بمباركة المتطوعين المجانيين من بعض أبناء وطنا , الذين جندوا أنفسهم ليكونوا كلاب حراسه للأجنبي , بل أصبحوا من المحرضين على أبناء جلدتهم من الأحرار , والأدلاء على كل من تظهر عليه مشاعر الوطنيه , وأن كانت على صفحات التواصل الأجتماعي .
أن ما يتعرض له مجتمعنا من حروب هو ما يُطلق عليها بحروب الجيل الرابع والخامس , وهي حروب غادرت الوسائل التقليديه من أسلحه ناريه , الى أسلحه أعلاميه ونفسيه وسبرانيه , أسلحه تستخدم الخصم لتدمير نفسه , من دون أن تترك أثراً للجريمه يدينها قانونياً وتاريخياً , حتى هذه الشعوب أن أستفاقت يوماُ فلا تدين بعد ذلك الا نفسها , لأنها ستكتشف بأنها ضحية سذاجتها , وسيطرة جهلائها عليها , ولم تكن تستمع الا لغرائزها . أننا الآن نُدفع الى الضياع , ونقاد الى تهديم كل مرتكزات ومقومات ثقافتنا وديننا وهويتنا , وحولونا من شعوب مقاومه للمحتل الى شعوب مطواعه له, سياله , هشه لا تقوى على الوقوف بوجه الهجمه المغوليه الجديده بقيادة أمريكا , والأدهى أن من يفتح مصاريع بواباتنا هم من أبناءنا , وهم من تبرعوا أن يكونوا العيون الساهره لهم , بل وأصبحوا هراوات بيد أعداءهم لضرب الشرفاء من أخوانهم , الذين أبوا دخول المحتل الى ديارهم . الخونه من سكنة ديارنا تبرعوا بالوقوف حراس مدججين في بوابات القادمين الجدد من ما وراء البحار , وأصبحوا عيونهم الراصده لكل شارده ووارده ,أين ما كانوا , وتحت كل حجر ومدر , وفي كل شارع وزقاق , ويتتبعوا كلمات الأحرار على كل صفحه وجدار. لقد قبل العملاء من بعض من هو محسوب على بلدنا أن يكونوا أدلاء ومخبرين , ومروجين للقادم المحتل رافعين أعلام نهاية التاريخ , ومبشرين بتنبؤات فوكوياما بأنتصار الكابوي الأمريكي , وأصحاب القبعه السوداء الواقفين عند حائط المبكى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي