الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفرسوار لبنانية أم عربية هذه المرَّة ؟

باسم السعيدي

2006 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن تكشَّفت أبعاد مغامرة (إيران) في لبنان والتي جرَّت الويلات والدمار على لبنان بينما تقبع طهران وحليفتها (دمشق) في صمت أشبه بصمت القبور تاركة لبنان لتلقى مصيرها على يد أعتى آلة حربية عرفتها البشرية ، وفئة حاكمة في تل أبيب تظن أنها بحاجة الى " تذكير" العرب والمسلمين على رأس كل عشرين عاماً تقريباً بهذا العتوّ، بعد أن تكشَّفت أبعاد المغامرة يبدو أن الجميع يعيدون حساباتهم التي أودت اخطاؤها بـ (بلد كان إسمه لبنان الجميل) .
فسوريّا تخسر صورتها (المشرقة) الوحيدة المتبقية لها وهي (معقل العروبة الأخير) بعد أن تركت لبنان أمام مصيره المحتوم وحده متناسية شعاراتها العروبية ، وهاهم أعضاء فريق (14 آذار) يؤكدون للعالم بالدم اللبناني المراق صدق رؤيتهم حول خطورة وجود دولة حزب الله داخل دولة لبنان ، ويترتب عليه مدى الأذى الكبير الذي تركته سوريا وإيران من خلال (صنع) حزب الله وتهديده للأمن الوطني اللبناني والأمن الإقليمي برمته .
إيران تستفيق على خسارة أكبر ألا وهي التلويح بورقة حزب الله في حال تعرض منشآتها النووية لأي تهديد ، وهاهي إسرائيل تقتحم هذه القلعة الكرتونية لتنهي الى الأبد هذه الورقة من الحسابات الإيرانية .
العالم الرسمي العربي أثبت بالدليل القاطع ومن خلال إقراره بالفشل الكبير لعملية السلام في الشرق الأوسط أثبت عجزه الكلِّي عن أن يكون بمستوى المسؤولية في ردع إسرائيل عن إنتهاك دولة عربية عضوة في الجامعة العربية والأمم المتحدة ، ومن قبل ذلك لم تكن بمستوى المسؤولية من خلال (حلحلة) الأوضاع السياسية المعقدة التي أعقبت الجلاء السوري عن الأرض اللبنانية .
الشعوب العربية كانت هي الأخرى في مواجهة مع إحباطاتها المتراكمة تراكم التخاذل العربي نفسه ، إذ فشلت في تمكين نفسها من لعب دور أساس في الضغط على حكوماتها من أجل تأسيس منظومة أمن عربية موحدة تتحدث بلغة موحدة في مواجهة إسرائيل العدو التقليدي ، وفشلت كذلك في (فهم) الخارطة السياسية والستراتيجية للمنطقة من خلال عدم الوعي بالمخاطر الكبيرة التي تفرش السجادة الحمراء للآلة العسكرية الاسرائيلية لتقتحم المدن العربية وتعيث فسها فساداً ، فالشعوب العربية أثبتت بأنها لم ولن تفهم العمل العسكري (المقاومي) بمقاييس الربح والخسارة والمكاسب القومية بقد ما تستطيع تمميز الشعارات العاطفية والتناغم معها والإنسياق وراءها بغض النظر عما ستحققه له تلك الشعارات بل مع ما فيها من خطر على أمنهم القومي والإقليمي .
الصورة القاتمة التي تتضح معالمها رويداً (على جثث الضحايا مع شديد الأسف) والتي تتعمد الشعوب العربية عدم النظر اليها بموضوعية تضعنا أمام حقيقة لامفر منها .. حقيقة سياسية عسكرية معقدة المعالم تشير الى أن ثغرة دفرسوار كبيرة جداً تحيق بعالمنا العربي المتهالك على شبه نصرٍ (يحسبه الظمآن ماءاً) وهو عن النصر أبعد .
مما يعني أننا أمام إستسلام للجيش الثالث (الشعب العربي) بعد أن إستسلم الجيشان الأولان (القيادات السياسية العربية ، والعسكرية العربية) .
بغداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا