الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت حذاء ماما أمريكا ...!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2021 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بدءًا أنا أحبّ أمريكا ولا يهمني ما يقال...ولكن...!
فن وسياسة، ثقافة وفضاء، علوم وخرافات...هذه هي الأم الكبرى للدول، وفي تعبير آخر لبعض المتحذلقين، شرطي العالم! لا سينما تنافس أفلام أمريكا بخيالها...لا قوة تهزم أمريكا...لننسى مرّة واحدة فيتنام...لكلِّ قاعدةٍ استثناء...الحلم الأمريكي قائم وما زال رغم طبقة الفقراء هناك لكن من يحلم بالنجوم لا يحققها سوى بجانب تمثال الحرية رمز الاستقلال رغمًا عن القيود...
تشتم أمريكا، تلعن أمريكا تدوس على علمها، تحقر رؤساءها...تسب شعبها بطوائفهِ، لن يبلغ صوتك مقدار نصف كيلومتر من قدميك...لن تُمْنَع من دخول جنتها ولن تطاردك مخابراتها ولن يسمع عنك أحد هناك مهما تعالى صوتك إلا إذا تعرّيت ووقفت فوق أحد الجسور وقت الزحام، فسوف تُنشَر كبريات الصحف صورتك وتشتهر لا في أمريكا بل في العالم...أليس في ذلك نجومية لا تتحقق إلا على يد الماما؟
دعك من زعمائها، راح الرئيس جاء الرئيس...سياستها تتلوّن بلون عَلمَها...مرّة أزرق ومرة أحمر...مرة فيل ومرة حمار...وأنت الحمار إذا لم تصدق أن أمريكا هي أمريكا... وإذا لم تصدق أنها الماما التي تعطف عليك مرّة وتقسو عليك مرة...أليس هذا سلوك الأمهات...إذا فكّرَت بعقلك ستفهم كيف تكسب حنان الأم وإذا فكّرت (.......) فسوف تَحْرم نفسك من عسل الأم وستندم طوال عمرك لأنك لم تصدق أن الأم هي الأم حتى لو كانت أمريكا...لا تستعجل ولا تفهم أن الذين عصوا الأم من الأمريكيين، سود أم بيض...نساء أم رجال هم ضد حليب الأم! بل هم متمردون لم يجدوا العدالة، ولا تنخدع وتتصور أنهم ثوار بغرار حمقى ماو تسي تونغ الذي حَرَّم الفن والثقافة واعتبر السينما وبتهوفن والبالية وشكسبير بضاعة برجوازية!!
مهما كان موقفك من أمريكا لا مكان لتحقيق حلمك الأدبي والسينمائي والفيزيائي والطبي سوى جنة أمريكا التي بنظر غيرك جهنم الدنيا، لأولئك الذين يؤمنون بالثورات الحمراء...هوليوود وحدها دولة تفوق ميزانيتها الشرق الأوسط برمته، ورجل أعمال واحد فيها يملك ما لا تملكه بلادك أنت من تستهجن بأمريكا...لو عطست أمريكا أصُيب العالم كلهُ بالزكام ورغم ذلك تؤيد الصين وكوريا الشمالية وإيران...ماذا ترى في هذه الدول؟
الأفضل لك أن تكسب رضا ماما أمريكا وتحصد عسلها...كن مثل نتنياهو الذي حلَبَ الماما بكلّ العصور والأزمنة...يودع رئيس ويستقبل رئيس ويفوز بالمن والسلوى! أما أنت إيها العربي والخليجي والإسلامي والسني والشيعي تبني بينك وبين الأم جدار وتأتي في الصباح وتطالب بالحليب الأمريكي...هل تظنّ أمريكا غبية لهذا المستوى لتصدقك؟ لو كان هذا عقلها ما كانت شرطي العالم...نصيحة لا تحرم نفسك من عطفها لأنك لن تسعد برؤية جمالها الداخلي...!
كرهتها أم أحببتها...زرتها أم قاطعتها...سخرت منها أو شتمتها أو لعنتها فأنت مجبر على تقبل بضاعتها وسلعها، رغمًا عنك وعمن خلفوك...فقط هل تستطيع حرمان نفسك رؤية علمهما أكبر من علم بلادك! قلت لك إنسي فيتنام فهي استثناء...ولا تبحث عن بديل عند بوتين أو أردوغان ولا تفكر ببكين أو لندن أو باريس، فكلّ هؤلاء يصطفون في نهاية اليوم بطابور طويل ليتبركوا بقداسة الماما...
أخيرًا أنا مثلك أغضب وأهدأ، أضحك وأبكي، أشتم وأمتدح الماما ولكن عند المساء...حين أسمع صوت الريح وهمس الليل أنتظر الحلم الأمريكي مثل غيري في هذا العالم...أنا مع وضد أمريكا...مثل ابن مدلل مع وضد الماما... قد أكرهها، وقد أحبها ولكن لن ارتمي تحت حذائها إلا إذا فزت بحليبها، هل فهمت الرسالة يا غبي!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه