الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يضنيكَ التعبُ ويغلبكَ اليأس ... أقرأ هذا

أثير علي السيد علي

2021 / 1 / 21
كتابات ساخرة


أعلمُ جيـــداً معنى أن تكونَ متعباً وليسَ التعبُ الجســـدي ُ هو ما أقصُده .    
فالعالمُ الذي نعيشُ فيه هو مكانٌ مرهقٌ ومُجهدٌ وجاحِدٌ لأبعــــد الحدود فالمحاولاتُ كثيرةٌ والنجاحُ نادرٌ وغيرُ مضمون فنحنُ متعبون ببساطةٍ لمجردِ العيشِ فيه .
أنتَ متعبٌ من حبكَ المفرط وأهتمامك المفرط وعطائكَ الذي لم ينضب يوماً من الايام في عالمٍ لايعرفُ سوى الانكارَ لغةً لهُ . متعبٌ من المراهنةِ على النتائجِ المبهمــة متعبٌ من عدم الوضوحِ وضبابية الأيام .
أعلمُ إنكَ لم تكُ دوماً بهذا الانكسار بل كان قلبكَ يحدوه الامل والنقاءُ طوال عمرك ولم تكن هناك قوةٌ في الدنيا بأجمعها تضاهي تفاؤلك وعطائكَ كل صباح .
أعرفُ جيــداً إنك كُسرت مرةً تلو الاخرى وتهاويت قطعةً إثرَ قِطعة فقلبٌ ممزقٌ سقط هنا وآمالٌ خابت هناك ووعودٌ أضلت طريقَ الوفاءِ تهاوت هاهنا . وأعلمُ إن العالمَ لم يكُن منصفاً طوال اللعبةِ  برمتها فخسِرتَ أضعافَ ماربحت حتى نال منك التعبُ ولم تعُــد قادراً على المواصلـــة .. أعلمُ ذلكَ جيـــداً . 
أعلمـــهُ ببساطة لأننا جميعــــاً متعبونَ حتى آخــر فردٍ فينــا .
عنـــدَ سِنٍ معينـــةٍ نتحولُ جميعنا الى جيشٍ من القلوبِ المنكســـرة والأرواحِ الموجَعهَ نبحثُ بيأسٍ عن إي فرصةٍ للنجاحِ وأثباتِ الذاتِ والوجود , نريـــدُ المزيدَ لحياتِنا لكننا متعبونَ جداً كي نسعى اليـــه غيرَ راضين عما نحنُ عليه لكننا نرتعدُ رعباً من فكرةِ البدء من أول السطر مجدداً . تعترينا رغبةً جامحـــةً بخوضِ غمارِ المجازفةِ لكننا نخافُ أن يتساقط كلُ شيٍ من حولِنا مرةً أخرى فبعـــدَ عمرٍ من محاولاتِ التسلق لانعلمُ حقاً كم مرةٍ نستطيعُ البدء فيها من جديـــد .
كُلُ واحـــدٍ منا يظنُ إنــــهُ يدورُ في فلكِ أرهاقـــهِ وحيـــداً لكن الحقيقــــةَ إننا ندور سويـــةً فكلنا نتبادلُ الادوار في التسببِ بالتعبِ لبعضنا البعض فكلنا مشتركون في الاعيبنا وكذبنا وخداعِ من حولنا وعدم الاطمئنان الذي نواجـــه به كل شيء فلا نحنُ نريدُ لعبَ دورِ الشرير ولا نرضى بدورِ الساذج كذلكَ فترى مستوى الحذرِ والتشكيك على أوجــــه ونرفعُ مستوى الدفاع والتأهبِ لدرجاتهِ القصوى فنتقمصُ من غير أن نشعر الدور الذي نكرههُ جميعنا لأننا لسنا واثقينَ من مـــدى الخيارات التي نملُك .
عنـــدما يصلُ التعبُ منتهاهُ في أرواحنــا أُدركُ جيـــداً كم من المحالِ الاستمــرار بالمضي قدماً بلعبِ دورنا في الحياة وعندما نفقـــدُ الامل والرغبـــةَ بالاستمرار ونشعرُ أننا وصلنا لأخرِ خطوةٍ بمقدورنا هنا علي أن أطلبَ منك طلباً أخيـــراً : جرب مرةً أخرى بكل ماتملك من إيمانٍ بنفسك أسترجع ماكان بجعبتكَ من أملٍ وحاول مرةً أخرى مهما كنت مشرفاً على حافةِ اليأس المظلمة أرجوك أن تحاول لأنك تستحقُ المحاولة .
فالحقيقـــــةَ التي لاجدالَ فيهــا إننا كبشرٌ مرنين أكثـــرَ مما نُدركَ ونظن , فلدينا دائماً المزيدَ من الحبِ لنقدمـــه والكثير من الامل في داخلنا ولاأكثرَ من العاطفةِ كي نطلقها في العالمِ من حولنا . كُلُ مافي الامر أننا خلقنا على عُجالةٍ من أمرنا فلا نسيرُ الطريق لاخرهِ كي نرى نتاج تعبنا ومحاولاتنا فنحنُ نريدُ على الدوامِ النتائجَ السريعـــة ونبحثُ عن النجاحاتِ الانيــة وعندما لانرى تلك النتائجَ بالسرعةِ التي نرغبُ نستسلمُ بكلِ بساطة فلا أسهلَ من الركونِ الى التعبِ كعذرٍ لأي فشلٍ نمرُ بــهِ وحجـــةً للتوقف ورفعِ الرايـــةَ البيضاء .
والسببُ الحقيقي لهذا اليأس هو شيءٌ نكرهُ جميعاً الاعترافَ بـــهِ , إننا لانملكُ نفس الالهامِ والحماس كلَ يومٍ ونمرُ بلحظاتِ ضعفٍ وإحباطٍ ونكونُ مرغمين على العملِ كلَ يومٍ مع هذهِ المشاعرَ المظلمــــة ولاأشدَ على الانسان من أن يعترفَ بالضعفِ أحياناً .
إنَ الحياةَ وإن أطاحت بك أرضاً مراراً وتكراراً وحتى لو كنت تشعرُ بالسقمِ من نمطِ عيشكَ لايعني إنكَ لاتحدثُ فرقاً , فكلُ من تراهم قدوةً لك في نجاحاتهم وتسعى جاهداً أن ترتقي بنفسك كي تصل لهم قد مروا بما تمرُ ومررتَ بهِ إن لم يكن أسوء من ذلك ولكم تبعثرت أحلامهم وتكسرت اشرعتهم على صخرةِ الحياة الصلبـــة لكنهم تشبثوا بأخرِ خشبةٍ متبقية وسبحوا ضد التيار حتى وصلوا لهدفهم وحلهمهم فلو تعثرت خطاك الان فتأكد أنها ستستقر طالما تابعت قدماك المسير رغم التعب .
تحدثُ تقلباتَ الحياة ببطءٍ ومن غيرِ أن نشعر بها تحدثُ متأثرةً بكل خياراً وقراراً نتخذهُ في حياتنا وإن كان صغيراً وهذا مايجعلنا أشخاصاً أفضل مع مرور الوقت والايام ومع تقلبات موج الاحداث لذا يجب علينا قطعَ الطريق بأكملهِ حتى نرى التغيير في أنفسنا أولاً . 
حين يتملكُ التعبُ منك سر ببطء سر على مهل سر حتى وإن كنتَ خائفاً من المسير لكن إياكَ أن تتوقف مهما بلغ بك الارهاق منتهاه . وتذكر بأنك متعبٌ للاسبابِ الصحيحـــة وإنكَ متعبٌ لانك تحدثُ فرقاً بكلِ خطوةٍ تسيرها وهذا التعبُ هو عصاك ودليلكَ الناصح ومقياسُ نضوجك ويوماً ما ستجني ثمار هذا التعبِ والنضوج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع