الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صديقي الجديد طائر الحمام

أحمد صبحي النبعوني

2021 / 1 / 21
الادب والفن


بمناسبة بداية صداقتي مع جاري الجديد طائر الحمام الذي قام ببناء عشه على شجرة سرو امام نافذتي ..
تكلمت معه و قلت : يا حمام الدوح وشمالك تون انته ربعي الي اون ونيته
مو بس انته يمر بيك الحزن انا حزني من الصغر ربيته ..
طائر الحمام لا يخون، ولا يسرق، ولا يغش، ولا يقتل، يتبادل الحب قُبلا ومشاكسات بريئة .الحمامة التي أمرها ربها أن تعشش أمام الغار، وحين فعلت، أكرمها الله بأن جعل ذريتها تسكن الحرم المكيّ، وحصنها من الأذى. يطير الحمام ويحط الحمام، فتبتسم له الوجوه الخاشعة المتضرعة، ترى في أجنحتها السكينة والخير، كان والدي رحمه الله يربي الحمام تزجية للوقت وبَرَكةً للمكان . و كنت أنا الطفل المشاكس الذي يخرب كل شيء تصل إليه يداه سوى اعشاش الحمام التي كانت قد عقدت معي هدنة سلام طويلة الامد .
بعدها عندما كبرت وذهبت للمدرسة شرح لنا الاستاذ كيف كان العرب قديما يستخدمون الحمام الزاجل لنقل الرسائل من بلد إلى آخر حينها تعجبتُ كيف لا يكون كل الحمام زاجلا، ثم ما لبثت أن أدركت أن للحمام أنواعا كالبشر، تبوح بسرّك لأحدهم فلا يلبث أن يفشيه على ملأ من الناس، ينتفُ ريشكَ أمامهم فتتعرى، ويقضم البرد أطرافَكَ فتشْقى، كذلك الحمام، منه«شمعي»، و«قلاّب»، و« هزاز »، يسحرُكَ الأول بذيله المفروش كأشعة الشمس، ويغويك الثاني بشقلباته البهلوانية في الهواء فتتبعه إلى عشه، ويتحين الثالث وقت الظهيرة للرقص امام عشيقته حتى يغويها بحبه تاركا الدهشة لغيره من ذكور الحمام لمن غمس ريشه في طين الأرض.
كما نوح عليه السلام عندما اراد ان يعلم إن مياه الفيضان قد جف أم لا ... بعث الغراب ليأتيه بالخبر فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه بالخوف فلذلك لا يألف البيوت. ثم بعث الحمامة فجاءت بورق زيتون بمنقارها وطين برجلها فعلم أن الماء قد جف على اليابسة ، فطوقها الخضرة التي في عنقها ودعا لها أن تكون في أنس وأمان مع الناس .
ويعد أول من رسم حمامة السلام هو الفنان بيكاسو؛ وكان ذلك في عام 1948 ميلادي عندما طلب منه الشاعر أرجوان أن يرسم له رمزًا لأول مؤتمر عالمي للسلام المنعقد في بولندا، وبالفعل أعد الفنان بيكاسو لوحة تقليدية بسيطة عبارة عن حمامة تحمل بمنقارها غصن زيتون، وعرضها على الشاعر أرجوان فأعجبته وقدمها لتكون شعارًا للمؤتمر ورمزًا لحركة السلام العالمية، وما زالت حتى اليوم تعد رمزًا للحرية والسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني