الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حق دفن الميت من حقوق الإنسان ؟

احمد مصارع

2006 / 7 / 23
حقوق الانسان



أظهرت الحرب غير العادلة , وغير المتكافئة , التي قامت بها دولة إسرائيل على جارتها دولة لبنان , شكلا رهيبا من أشكال المعاناة الإنسانية , في لبنان خاصة , باعتباره ضحية لاعتداء واسع , مبالغ به , من نوع العقوبة بالحزمة الجماعية , فما يفعله البعض يتحمل مسؤوليته الجميع , بحجة انتهاك السيادة الإسرائيلية على بلد مثل لبنان المفتوح , والمنقوص السيادة , داخليا وخارجيا , وهو الأمر الذي تعرفه إسرائيل قبل غيرها , الأمر الذي لا يعطيها الحق , بأن تقوم بمثل هذا الحجم من ردة الفعل , من باب أن من يمتلك القوة على تدمير دولة جارة , فعليه أن يترك شيئا يمكن له أن يدخل في باب حساب خط الرجعة , أو فيما سيخطه التاريخ لاحقا , بل وما سيبقى في الموروث القصصي الشعبي , والذي سيحدث عن دولة مجاورة ظالمة ما فوق الحد , قاسية مع جوارها , بصلافة كبيرة , وهي تود العيش لوحدها جسما غريبا ومنعزلا , فوق كل أبعاد الجغرافية السياسية , بل وفوق الذرائع الشرقية , عبرية كانت أم سريانية أم كلدانية أو آشورية أثورية ,وهلم جرا , تنزل علينا كما رآها ريس مكتب قناة الجزيرة الدون كيشوتية , في لبنان : غسان بن جدو , وهو من خيرة ( كادر قناة الجزيرة ) وهي برمزها المعروف هي الأخرى تهبط علينا بشارتها المعهودة كنيزك أو كوكب هبط علينا من السماء , وابترد بالماء ,وخرج يحمل سيوف الغضب المصنوعة من القصب , ليخط بحروف من ذهب , تاريخا جديدا , مكرورا لانتصارات هزائم العرب , وحيث الصوت الجزل يعني الحرب , وفي الصرامة والجدية ما يغني عن كل الطرب , لقد أخبر الناس الصحفي المقتدر غسان بن جدو بهبوط جسم غريب من السماء , انه أمر مثير للغاية , فربما كان نيزك الجزيرة هو الذي هبط بالخطأ , على سماء لبنان بدلا من أن يهبط على الخليج (..) , فامتطى صهوة سيارته ومضى يحدق من بعيد , بالجسم الغريب الهابط , فتبين له حينا أنه طائرة (ف-16) , أو خزانات وقود لطائرة , ولكنه بقي جسما غريبا , معجزا لا يمكن معرفته , وهو الشاهد العيان , وعلى المستمع أن يملأ الفراغات بالكلمات المناسبة , كما يشاء , وهذا من قوانين المهنية العالية لصحافة الشاهد عيان ؟!.
حرب النيازك و الكواكب التي تهبط على الأرض اللبنانية , هي الجسم الغريب الحقيقي , والسؤال الذي يطرحه السامع والمشاهد ل هكذا تقرير من أعلام آمن على نفسه , من الاعتداء , متصل بالخارج اللبناني , فكيف سيكون عليه حال المواطن اللبناني الواقع تحت مثل هذه الهجمات الظالمة , ومن القصف المروع الاستعراضي , بسبب من عدم التكافؤ .
من الغريب , والعجيب , أن يخطب ود الشرق الأوسط الصغير , أي البلدان المجاورة لدولة إسرائيل كل من الشرق والغرب , إلا إسرائيل , وتلك لعمري مفارقة العصر الحديث ؟!, فقناة الجزيرة مجرد مجموعة أصوات خطابية لاتقتل نملة , بينما إسرائيل قوة نارية فتاكة لا تبق حتى على النملة , ومن حق النملة أن تتهم نبينا سليمان بأنه لا يحترم حق المستضعفين من الحيوانات , في موكبه المكابر والمتجاوز لحقوق الحيوان ؟.
يبقى أن ننفذ الى حق الإنسان الميت بالدفن , ودولة إسرائيل كما تدعي وتقول بأنها أصل مكين من الشرق الأوسط , وتعرف حق المعرفة في ديانتها الشرقية الأصل , ما معنى كرامة وحق الإنسان بالدفن وموارة الجسد في حفرة مناسبة , ومدى سوء الحال الإنساني , في عجز الناس عن دفن موتاهم , ومن الروائح العطرة في تحلل أجسامهم ,ومن العجز الشديد عن حفظ جثمان الموتى , في بلاد مجاورة , أصبحت بدون طاقة كهر بائية , بل بدون أدنى أشكال البنية التحتية , ففي حين يطالب الخارج بترك ممرات آمنة لتهريب الأحياء , من الأجانب , من الغرب أولا , ومن الشرق أخيرا , ولإسعاف الجرحى , وإيصال الدواء , فان الشعب اللبناني المنكوب من الجار لدولة إسرائيل الشرقية الأصل وفقا للتاريخ , القديم لا الحديث , يطلب من العالم الخارجي مع كل أسف أن يمنح الفرصة الكافية لدفن الموتى , الذين انبعثت روائحهم الذاكية , من عطر البراءة , خارج كل اعتبار لأي ديانة سماوية , اللهم إلا من شرر النيازك الهابطة من السماء , والأجسام الغريبة للغاية التي استباحت سماء وأرض لبنان بهمجية بالغة ؟.
مع الأسف فان موضوعة خطيرة , هي موضوعة حق الإنسان بالدفن السلمي , لمن سيقوم بهذا الواجب أن تتراكب مسالة حق الدفن مرات , فمن غير المعقول أن يموت من سيقوم بهذا العمل العظيم , دفاعا عن كرامة الإنسان , ليضاف عدد آخر من الأحياء الى عداد الأموات , وتزداد روائح العطور المنبعثة من الأجسام والأرواح البريئة ؟
من التعسف البالغ , بل المبالغة بإظهار القوة , ليس في عدم ترك المجال لممرات آمنة كما يطلبها الخارج الإنساني , وفقا لشرعة حقوق الإنسان , أما أن يصل الأمر الى حق دفن الميت كأهم حقوق الإنسان , فذلك مالا ينساه التاريخ الشرقي المتخم بالهمجية وروح المبالغة ؟.
سنحمل فانوس ديوجين , في رابعة النهار , بحثا عن الإنسان في الشرق الأوسط الصغير والكبير معا ؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3