الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوضى الهروب من استحقاق الإشتراكية

فؤاد النمري

2021 / 1 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في السادس من مارس 1919 أعلن لينين في الإجتماع التأسيسي للأممية الشيوعية أن الثورة الإشتراكية قد استحقت في كل العالم . فهل كذّب التاريخ نبوءة لينين نبيّ الشيوعية !؟
القراءة العلمية للتاريخ فيما بعد العام 1919 تقول العكس تماما بالرغم من كل جهود رجال السياسة الأفاقين ودوائر الإعلام المأجورة المختلفة الذين لم يألوا جهداً في تكذيب لينين . يقول التاريخ أن شعوب روسيا القيصرية التي كانت حسب لينين "تبيت على الطوى" في العام 1922 بعد انتهاء 8 سنوات من الحروب الشاملة قد غدت بفضل الثورة الإشتراكية في العام 1941 أقوى دولة في الأرض تسحق النازية وتحفظ حرية الدول الرأسمالية الكبرى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا . روسيا القيصرية المهزومة شر هزيمة في العام 1917 تتعملق لتغدو الآمر الناهي في الجغرافيا السياسية للمعمورة بعد أن تجاوزت الجهود الحربية الي بذلها الاتحاد السوفياتي في الحرب عشرة أمثال جهود الدول الغربية الكبرى الثلاث مجتمعة في الحرب . وما كان ذلك بالطبع ليكون بغير الثورة الاشتراكية التي فجّرها لينين في العالم .

فيما بعد الحرب العالمية وقد تحوّرت دولة دكتاتورية البروليتاريا الإشتراكية للضرورات الحيوية إلى دولة حربية في كل تفاصيلها يقودها عملياً مارشالات وجنرالات الجيش الأحمر وهو ما عطّل مسيرة الثورة الإشتراكية ورتب على الحزب الشيوعي بقيادة ستالين بعد إعادة الإعمار في العام 1951 إعادة الأمور إلى نصابها، إعادة دولة الحرب بقيادة العسكر إلى الدولة المدنية الإشتراكية بقيادة البروليتاريا . طبعاً ما كان ذلك ليتم بغير ثورة بلشفية عميقة يقودها ستالين بكل صرامته المعروفة على رأس حزب بكل تقاليده البلشفية الثورية الخلاقة .
أيٌّ من الشرطين لم يتوفر حينذاك ؛ فالحزب كان قد فقد عصبته الثورية بعد أن توقف عن ممارسة سياسته المقتصرة على الصراع الطبقي لضرورات الحرب منذ العام 39 وحتى العام 51 ؛ أما الشرط الثاني وهو ستالين فقد اغتاله رفاقه في المكتب السياسي بالسم في 28 فبراير 53 ؛ وعليه استفرد الجيش بمصائر الاتحاد السوفياتي وحال دون العودة إلى الإشتراكية وما كان منه بكل قباحته العسكرية إلا أن أعلن في العام 1961 إلغىاء دكتاتورية البروليتاريا، شرط الإشاراكية الأوحد .
الحقيقة الكونكريتية التي يتجاهلها مختلف السياسيين ودوائر الإعلام وهي أن البورجوازية الوضيعة التي تنتج الخدمات وعلى رأسها القوات المسلحة ليست طبقة إجتماعية مستقلة بذاتها حيث أن مجمل إنتاجها ينتهي إلى الصفر (نقد = خدمات = 00)، وهكذا لا مستقبل للمجتمع السوفياتي تقوده البورجوازية الوضيعة وتحول دون عودته إلى الثورة الإشتراكية، نبوءة لينين . وهكذا انتهى المجتمع السوفياتي إلى حكم المافيا وتجارة الرقيق وإلى أن دولة لم تكن متقدمة في النظام الرأسمالي كالبرتغال تحول قوى العمل المتاحة إلى بضائع أكثر مما تحوّل روسيا بالرغم من الفارق الكبير بعدد السكان . يداعي السياسيون الأفاقون والشيوعيون المفلسون زاعمين بأن روسيا تعود إلى النظام الرأسمالي حيث لا يعلم هؤلاء الطارئون في علم السياسة أن البورجوازية الوضيعة الحاكمة اليوم في روسيا هي أصلاً وحسب تقسيم العمل من أعداء النظام الرأسمالي .
تعطلت الثورة الإشتراكية في مركزها، في عاصمة لينين، فكان لها أن تتعطل في غرب أوروبا وسائر انحاء العالم . تعطيل الثورة في مركزها بفعل تداعيات الحرب لا يعني بأي معنى من المعاني خطل نبوءة لينين، فمشروع لينين الثوري بقيادة ستالين المتميزة كان قد نقل العالم من مسار التطور الرأسمالي إلى مسار الثورة الإشتراكية دون أدنى فرصة للرجوع عنه . على المسار الإشتراكي الجديد انهار النظام الرأسمالي في كل أطراف العالم بما في ذلك الرأسمال الأمريكي الذي تحول من إنتاج فائض القيمة إلى إنتاج مقاومة الشيوعية . ثمة فرق نوعي بين الحالتين، توظيف النظام الرأسمالي في مقاومة الشيوعية دون خدمة ذاته مصيره الإنهيار وهو ما كان للرأسمالية الأمريكية في العام 1971 .
نحن عندما نؤكد صحة نبوءة لينين ونرى أن على مسار الثورة الاشتراكية لم يعد هناك نظام مستقر للإنتاج وأن فوضى الهروب من الاستحقاق الإشتراكي التي بدأتها البورجوازية الوضيعة ىالسوفياتية لتنتشر في العالم كله، نحن إذّاك لا نتطفل عل التاريخ ونضيف إليه ما ليس فيه بل نشير إلى فقدان الولايات المتحدة الغطاء البضاعي لنقودها في العام 1971 وهو ما يؤكد انهيار النظام الرأسمالي فيها ؛ كما نتوقف بكل اعتبار لدواعي اجتماع قادة الدول الخمسة الكبرى (G.5) في 16 نوفمبر 1975 في رامبوييه بباريس ليعلنوا تكافلهم في الحفاظ على أسعار عملاتهم ضمن هامش رفيع محدود وتكليف هيئة إدارة صندوق النقد الدولي بإلغاء الذهب كغطاء حتمي للنقود . هذا أمر يفسر نفسه بنفسه دون تذاكي المتذاكين وهو أن تلك الدول الخمسة - وقد غدت اليوم سبعة دول بعد انضمام ايطاليا وكندا - لم تعد تنتج البضاعة أي أنها لم تعد رأسمالية طالما أن الرأسمالية تقوم قصراً على إنتاج البضاعة . الخمسة الرأسماليون المفلسون خالفوا أس الإقتصاد والمبدأ الأولي للتجارة وقانون النقد العالمي وأعلنوا نقل أصل القيمة (Value) من البضاعة وهي المكتنزة لقوى العمل (Labour Power) إلى النقود التي لا تكتنز أدنى كمية من قوى العمل .
تكافل الدول الكبرى الخمسة في الاحتفاظ بأسعار عملاتها ضمن فروق محدودة انتهى ليكون الدولار الأميركي هو العملة الرئيسية المكفولة بحكم أن التجارة الأميركية كانت الأوسع على مستوى العالم، وما كانت تلك الكفالة لتأخذ دوراً محدوداً بغير المضاربة في أسواق المال ؛ فما أن يميل سعر صرف الدولار إلى الإتخفاض في أسواق لندن مثلا حتى يهب البنك المركزي في برلين أو في طوكيو إلى شراء مئات ملايين الدولارات فيعود سعر صرف الدولار إلى ما كان عليه . وهكذا حافظت تلك الدول الخمسة الكبرى منذ ثمانينيات القرن الماضيي على تناسي القيمة البضاعية في المبادلات التجارية لكنها وبالرغام من كل الأموال الوفيرة المكدسة في خزائنها فهي لم تنجح في مسعاها وظلت القيمة البضاعية هي الأصل فالدولار الأميركي وهو محل عناية الدول الخمسة الكبرى كان بقيمة 50 سغم من الذهب في العام 1970 هو اليوم أقل من قيمة 1.5 سغم وهو ما يعني أن دولار العام 70 يساوي اليوم أكثر من 33 دولارا وبعد سنوات قليلة سينتهي الدولار ليكون بلا قيمة وعندئذ سينهارالنظام العالمي القائم اليوم .

في الإحصاءات الأخيرة للولايات المتحدة يبلغ مجمل الإنتاج الوطني السنوي 20 ترليون دولار ولما كان 80% من الاقتصاد الوطني يقوم على إنتاج الخدمات فذلك يعني أن الولايات المتحدة تنفق سنويا 16 ترليون دولار على إنتاج الخدمات التي لا يعود منها دولار واحد على الثروة الوطنية وعلى موازنة الدولة، انها تُستهلك تماماً حال إنتاجها كما في الدورة أعلاه (نقد = خدمات = 00) . وبمثل هذه النتيجة يترتب على الإدارة الأميركية أن تطبع 16 ترليونا من الدولارات لتنفق على إنتاج ذات الخدمات من جديد في السنة التالية . ولما كانت الولايات المتحدة لا تملك القيمة التبادلية لترليونات الدولارات الجديدة التي تطرح في الأسواق لتغتصب قيمتها التبادلية من كتلة الدولار المنتشرة في كل أقاصي الأرض . استمرار فوضى الإنتاج على ما هي عليه اليوم في أميركا إنما يتم على حساب العالم كل العالم بعد أن حل الدولار محل الذهب في غطاء نقود العالم .
الدولار الذي تطبعه أميركا بغير حساب ليكون القيمة المطلقة والبديل لكل منتوجات العالم يؤكد حقيقة واحدة وهي أن فوضى الإنتاج تمسك بخناق العالم . ما يستصرخ أشد استهجان هو تجاهل حتى علماء الإقتصاد لحقيقة في غاية الغرابة والشذوذ وهي أن الدولار الأميركي الزائف ولا يحمل أدنى قيمة يصبح اليوم القيمة المطلقة والقيمة التبادلية لكل المنتوجات . نقود التبادل الرأسمالي هي نقود حقيقية .
لئن كان لنا أن نلوم أحداً على مثل هذه الفوضى في الإنتاج دون أن يستقر أحد من شعوب الأرض في نظام إنتاج ثابت الحدود ومستقر فالملوم الأول والأخير على حالة الضياع التي يعاني منها عالم اليوم إنما هو البورجوازية الوضيعة السوفياتية بقيادة الجيش الذي أمسك بروسيا ليحولها بكل ثرواتها إلى مصنع للحرب الأمر الذي انتهى لتكون أميركا مطبعة للدولارات المكشوفة .
لئن كان بإمكان البورجوازية الوضيعة الروسية أن تقلع عن صناعة الأسلحة فليس بمقدور البورجوازية الوضيعة الأمريكية أن تقلع عن طباعة الدولار المكشوف .
فوضى الهروب من إستحقاق الإشتراكية

في السادس من مارس 1919 أعلن لينين في الإجتماع التأسيسي للأممية الشيوعية أن الثورة الإشتراكية قد استحقت في كل العالم . فهل كذّب التاريخ نبوءة لينين نبيّ الشيوعية !؟
القراءة العلمية للتاريخ فيما بعد العام 1919 تقول العكس تماما بالرغم من كل جهود رجال السياسة الأفاقين ودوائر الإعلام المأجورة المختلفة الذين لم يألوا جهداً في تكذيب لينين . يقول التاريخ أن شعوب روسيا القيصرية التي كانت حسب لينين "تبيت على الطوى" في العام 1922 بعد انتهاء 8 سنوات من الحروب الشاملة قد غدت بفضل الثورة الإشتراكية في العام 1941 أقوى دولة في الأرض تسحق النازية وتحفظ حرية الدول الرأسمالية الكبرى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا . روسيا القيصرية المهزومة شر هزيمة في العام 1917 تتعملق لتغدو الآمر الناهي في الجغرافيا السياسية للمعمورة بعد أن تجاوزت الجهود الحربية الي بذلها الاتحاد السوفياتي في الحرب عشرة أمثال جهود الدول الغربية الكبرى الثلاث مجتمعة في الحرب . وما كان ذلك بالطبع ليكون بغير الثورة الاشتراكية التي فجّرها لينين في العالم .

فيما بعد الحرب العالمية وقد تحوّرت دولة دكتاتورية البروليتاريا الإشتراكية للضرورات الحيوية إلى دولة حربية في كل تفاصيلها يقودها عملياً مارشالات وجنرالات الجيش الأحمر وهو ما عطّل مسيرة الثورة الإشتراكية ورتب على الحزب الشيوعي بقيادة ستالين بعد إعادة الإعمار في العام 1951 إعادة الأمور إلى نصابها، إعادة دولة الحرب بقيادة العسكر إلى الدولة المدنية الإشتراكية بقيادة البروليتاريا . طبعاً ما كان ذلك ليتم بغير ثورة بلشفية عميقة يقودها ستالين بكل صرامته المعروفة على رأس حزب بكل تقاليده البلشفية الثورية الخلاقة .
أيٌّ من الشرطين لم يتوفر حينذاك ؛ فالحزب كان قد فقد عصبته الثورية بعد أن توقف عن ممارسة سياسته المقتصرة على الصراع الطبقي لضرورات الحرب منذ العام 39 وحتى العام 51 ؛ أما الشرط الثاني وهو ستالين فقد اغتاله رفاقه في المكتب السياسي بالسم في 28 فبراير 53 ؛ وعليه استفرد الجيش بمصائر الاتحاد السوفياتي وحال دون العودة إلى الإشتراكية وما كان منه بكل قباحته العسكرية إلا أن أعلن في العام 1961 إلغىاء دكتاتورية البروليتاريا، شرط الإشاراكية الأوحد .
الحقيقة الكونكريتية التي يتجاهلها مختلف السياسيين ودوائر الإعلام وهي أن البورجوازية الوضيعة التي تنتج الخدمات وعلى رأسها القوات المسلحة ليست طبقة إجتماعية مستقلة بذاتها حيث أن مجمل إنتاجها ينتهي إلى الصفر (نقد = خدمات = 00)، وهكذا لا مستقبل للمجتمع السوفياتي تقوده البورجوازية الوضيعة وتحول دون عودته إلى الثورة الإشتراكية، نبوءة لينين . وهكذا انتهى المجتمع السوفياتي إلى حكم المافيا وتجارة الرقيق وإلى أن دولة لم تكن متقدمة في النظام الرأسمالي كالبرتغال تحول قوى العمل المتاحة إلى بضائع أكثر مما تحوّل روسيا بالرغم من الفارق الكبير بعدد السكان . يداعي السياسيون الأفاقون والشيوعيون المفلسون زاعمين بأن روسيا تعود إلى النظام الرأسمالي حيث لا يعلم هؤلاء الطارئون في علم السياسة أن البورجوازية الوضيعة الحاكمة اليوم في روسيا هي أصلاً وحسب تقسيم العمل من أعداء النظام الرأسمالي .
تعطلت الثورة الإشتراكية في مركزها، في عاصمة لينين، فكان لها أن تتعطل في غرب أوروبا وسائر انحاء العالم . تعطيل الثورة في مركزها بفعل تداعيات الحرب لا يعني بأي معنى من المعاني خطل نبوءة لينين، فمشروع لينين الثوري بقيادة ستالين المتميزة كان قد نقل العالم من مسار التطور الرأسمالي إلى مسار الثورة الإشتراكية دون أدنى فرصة للرجوع عنه . على المسار الإشتراكي الجديد انهار النظام الرأسمالي في كل أطراف العالم بما في ذلك الرأسمال الأمريكي الذي تحول من إنتاج فائض القيمة إلى إنتاج مقاومة الشيوعية . ثمة فرق نوعي بين الحالتين، توظيف النظام الرأسمالي في مقاومة الشيوعية دون خدمة ذاته مصيره الإنهيار وهو ما كان للرأسمالية الأمريكية في العام 1971 .
نحن عندما نؤكد صحة نبوءة لينين ونرى أن على مسار الثورة الاشتراكية لم يعد هناك نظام مستقر للإنتاج وأن فوضى الهروب من الاستحقاق الإشتراكي التي بدأتها البورجوازية الوضيعة ىالسوفياتية لتنتشر في العالم كله، نحن إذّاك لا نتطفل عل التاريخ ونضيف إليه ما ليس فيه بل نشير إلى فقدان الولايات المتحدة الغطاء البضاعي لنقودها في العام 1971 وهو ما يؤكد انهيار النظام الرأسمالي فيها ؛ كما نتوقف بكل اعتبار لدواعي اجتماع قادة الدول الخمسة الكبرى (G.5) في 16 نوفمبر 1975 في رامبوييه بباريس ليعلنوا تكافلهم في الحفاظ على أسعار عملاتهم ضمن هامش رفيع محدود وتكليف هيئة إدارة صندوق النقد الدولي بإلغاء الذهب كغطاء حتمي للنقود . هذا أمر يفسر نفسه بنفسه دون تذاكي المتذاكين وهو أن تلك الدول الخمسة - وقد غدت اليوم سبعة دول بعد انضمام ايطاليا وكندا - لم تعد تنتج البضاعة أي أنها لم تعد رأسمالية طالما أن الرأسمالية تقوم قصراً على إنتاج البضاعة . الخمسة الرأسماليون المفلسون خالفوا أس الإقتصاد والمبدأ الأولي للتجارة وقانون النقد العالمي وأعلنوا نقل أصل القيمة (Value) من البضاعة وهي المكتنزة لقوى العمل (Labour Power) إلى النقود التي لا تكتنز أدنى كمية من قوى العمل .
تكافل الدول الكبرى الخمسة في الاحتفاظ بأسعار عملاتها ضمن فروق محدودة انتهى ليكون الدولار الأميركي هو العملة الرئيسية المكفولة بحكم أن التجارة الأميركية كانت الأوسع على مستوى العالم، وما كانت تلك الكفالة لتأخذ دوراً محدوداً بغير المضاربة في أسواق المال ؛ فما أن يميل سعر صرف الدولار إلى الإتخفاض في أسواق لندن مثلا حتى يهب البنك المركزي في برلين أو في طوكيو إلى شراء مئات ملايين الدولارات فيعود سعر صرف الدولار إلى ما كان عليه . وهكذا حافظت تلك الدول الخمسة الكبرى منذ ثمانينيات القرن الماضيي على تناسي القيمة البضاعية في المبادلات التجارية لكنها وبالرغام من كل الأموال الوفيرة المكدسة في خزائنها فهي لم تنجح في مسعاها وظلت القيمة البضاعية هي الأصل فالدولار الأميركي وهو محل عناية الدول الخمسة الكبرى كان بقيمة 50 سغم من الذهب في العام 1970 هو اليوم أقل من قيمة 1.5 سغم وهو ما يعني أن دولار العام 70 يساوي اليوم أكثر من 33 دولارا وبعد سنوات قليلة سينتهي الدولار ليكون بلا قيمة وعندئذ سينهارالنظام العالمي القائم اليوم .

في الإحصاءات الأخيرة للولايات المتحدة يبلغ مجمل الإنتاج الوطني السنوي 20 ترليون دولار ولما كان 80% من الاقتصاد الوطني يقوم على إنتاج الخدمات فذلك يعني أن الولايات المتحدة تنفق سنويا 16 ترليون دولار على إنتاج الخدمات التي لا يعود منها دولار واحد على الثروة الوطنية وعلى موازنة الدولة، انها تُستهلك تماماً حال إنتاجها كما في الدورة أعلاه (نقد = خدمات = 00) . وبمثل هذه النتيجة يترتب على الإدارة الأميركية أن تطبع 16 ترليونا من الدولارات لتنفق على إنتاج ذات الخدمات من جديد في السنة التالية . ولما كانت الولايات المتحدة لا تملك القيمة التبادلية لترليونات الدولارات الجديدة التي تطرح في الأسواق لتغتصب قيمتها التبادلية من كتلة الدولار المنتشرة في كل أقاصي الأرض . استمرار فوضى الإنتاج على ما هي عليه اليوم في أميركا إنما يتم على حساب العالم كل العالم بعد أن حل الدولار محل الذهب في غطاء نقود العالم .
الدولار الذي تطبعه أميركا بغير حساب ليكون القيمة المطلقة والبديل لكل منتوجات العالم يؤكد حقيقة واحدة وهي أن فوضى الإنتاج تمسك بخناق العالم . ما يستصرخ أشد استهجان هو تجاهل حتى علماء الإقتصاد لحقيقة في غاية الغرابة والشذوذ وهي أن الدولار الأميركي الزائف ولا يحمل أدنى قيمة يصبح اليوم القيمة المطلقة والقيمة التبادلية لكل المنتوجات . نقود التبادل الرأسمالي هي نقود حقيقية .
لئن كان لنا أن نلوم أحداً على مثل هذه الفوضى في الإنتاج دون أن يستقر أحد من شعوب الأرض في نظام إنتاج ثابت الحدود ومستقر فالملوم الأول والأخير على حالة الضياع التي يعاني منها عالم اليوم إنما هو البورجوازية الوضيعة السوفياتية بقيادة الجيش الذي أمسك بروسيا ليحولها بكل ثرواتها إلى مصنع للحرب الأمر الذي انتهى لتكون أميركا مطبعة للدولارات المكشوفة .
لئن كان بإمكان البورجوازية الوضيعة الروسية أن تقلع عن صناعة الأسلحة فليس بمقدور البورجوازية الوضيعة الأمريكية أن تقلع عن طباعة الدولار المكشوف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدولار الامريكي
ادم عربي ( 2021 / 1 / 22 - 16:39 )
تحية للرفيق فؤاد النمري واتمنى لك الصحة ، الدولار الامريكي تسيد العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، حيث خرجت امريكا من الحرب الفوة المنتجة الوحيدة في العالم ، مع انهيار اقتصادي تام لكل من اوروبا واليابان والاتحاد السوفييتي ، ولعل تلك الكتلة الهائلة من المحيط هي من درء عنها الحرب والدمار ، كان الطلب على الدولار قوي الا ان تعافت اوروبا واليابان فانخفضت حصة مريكا من الانتاج الى النصف وتضائل الطلب على الدولار ، فما كان من امريكا الا اختراع البترودولار ، اي اجبار السعودية المنج الاول آن ذاك الى تسعيير بترولها بالدولار فقط ولحقت بها بعد فترة الاوبك ليتربع الدولار من جديد عملة العالم وهو لا يساوي ثمن الحبر المطبوع به ، نظرة عامه لانتاج العالم السنوي ٧-;-٠-;- تريلون دولار بينما ما هو معروض من اوراق نقدية في العالم ٧-;-٠-;-٠-;- تريليون دولار؟



2 - البترودولار و الخدعة الكبرى.
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 1 / 22 - 19:47 )
الصديق ادم عربي

تحياتي
عن البترودولار و الخدعة الكبرى.
كتبنا مقالاً مفصلاً بلأدلة والبراهين التي لا تقبل الشك في الرابط التالي

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=576012


3 - الطلب المتزايد على الدولار
سعيد زارا ( 2021 / 1 / 22 - 22:45 )

يسرني جدا ان اختلف مع الرفيق العزيز ادم في النعليق 1 فيما يلي

اولا
امريكا كانت ستسقط في قبضة اليابان لولا جبروت الاتحاد السوفياني الذي ثتل من جنودهم المليون حيث لم تستسلم رغم القاء القنيلتين الذريتين على هيروشيما و ناكازاكي

ثانيا
فيما يخص الطلب على الدولار فعكس ما قلته هو الصحيح بحيث زاد الطلب على الدولار لحد عجزت عن تغطية التزاماتها اتجاه الابناك الاجنبية بسبب تدهور خزائن الذهب حيث تدهورت الاخيرة الى ما ميلغه 11.7 مليار دولار عام 1973 أمام تضاعف التزاماتها الدولية التي بلغت 66.8 مليار دولار عام 1973. حتى ان مفارقة تريفان معروفة في هذا المستوى.
السؤال المطروح هو لماذا يزداد الطلب على الدولار كلما هوى الى القاع؟؟؟
رغم محاولات الصين نفسها و هي اقوى اقتصادد في العالم لتقليص معاملاتها بالدولار.


تحياتي البولشفية و للنقاش بقية


4 - الرفيق العزيز آدم
فؤاد النمري ( 2021 / 1 / 23 - 07:10 )
أنا أبعين 59 جولارا وقفزت في العام 2012 ليكون ثمنها أكثر من 1000 دولارا الأمر الذي يعني تراجع الإقتصاد الأميركي ثلاثين ضعفاًقرأ التاريخ كما هو دون أحشوه بما ليس فيه
كان ثمن أونصة الذهب في العام س
سياسة ترومان التي قضت بتكريس كل مقدرات أميركا لمقاومة الشيوعية وأخذ1ت بها الإدارات الأميركية المتعاقبة أدت إلى تراجع قوى الرأسمالية فكان أن وجد نكسون في العام 1970 خزائن البيت الأبيض فارغة اضطره إ‘لى الخروج من معاهدة بريتون وودو وانكشاف الدولار
في عامي 72 و 73 فقد الدولار 40% من قيمته
جهد جورج شولتس وهو الخبير في الشؤون المالية وعبثا جهد فكان أن أفاله نكسون وعين مكانه وليم سيمون وفيه لوثة انتصار للنظام الرأسمالي فكان أن تدبر انعقاد اول مؤتمر للجي فايف ويعلن تكافل الدول الخمسة في ثلات أسعار عملاتهم وهو ما يعني بالصرورة ن الدول الخمسة لم تعد قادرة على إنتاج البضائع الكافية لتغطية عملاتهم وهو ما يعني أنها لم تعج دولا رأسمالي حيث الرأسمالية تقوم بقصراً على إنتاج البضاعة

في مؤتمر الحزب 22 في العاك 61 أعلن خروشتشوف أن مجمل الانتاج السزفياتي أعن منه في مجموع دول عرب أووبا بما في ذلك انكلترا


تحياتي


5 - سؤال
رائد محمد نوري ( 2021 / 1 / 27 - 00:14 )
تحية طيبة:
في المستقبل القريب سينمحي دور العامل البشري في إنتاج السلع، فكيف ستحدد آنذاك قيمة السلعة المنتجة بوساطة الأتمتة كلياً؟
أتمنى لك الصحة رفيقي وطبت وطاب كل قرائك


6 - الرفيق العزيز رائد
فؤاد النمري ( 2021 / 1 / 27 - 05:09 )
ما أستغربه هو أن أسئلتك تصلني دائما| متأخرة لكنها مع ذلك في الصميم
منذ أسبوعين والمرض يهدّ حيلي ومع ذلك بدأت أفكر بوجوب الكتابة عن الأثر الحدي لقانون القيمة في تنظيم المجتمعات البشرية
آمل أن أكون قادرا على الكتابة بعد اسبوعين

تحياتي البولشفية


7 - نتمنى لك الشفاء العاجل
عزيز ( 2021 / 2 / 13 - 17:55 )
تحية اجلال وتقدير للاستاذ فؤاد.

نتمنى لك الشفاء العاجل ولا ان ترى بأسًا وان تطمنا على صحتك.


8 - نتمنى لك الشفاء العاجل
عزيز ( 2021 / 2 / 13 - 18:15 )
تحية اجلال وتقدير للاستاذ فؤاد.

نتمنى لك الشفاء العاجل ولا ان ترى بأسًا وان تطمنا على صحتك.


9 - عزيزي عزيز
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 14 - 04:13 )
خالص الشكرلك على الإهتمام بصحتي
أنا أعاني من قصور حاد في التنفس
بعض الأطباء يقولون أنني سأتعافى في الصيف

تحياتي


10 - الصحه والسلامه للأستاذ النمري
عامر سليم ( 2021 / 2 / 14 - 07:24 )
البلاشفه الأقحاح لا يتقاعدون.
الف لا بأس عليك استاذنا النمري.
,نتمنى لكم الصحه والعافيه والحضور الدائم
بل ستتعافى قبل الصيف, من خلال حضورك الدائم في الكتابات والتعليقات التي تعودنا عليها وصارت نوستولوجيا لاتبارحنا مهما اختلفنا معها , فالإختلاف حول موت الرأسماليه لايفسد للود قضية !
امنياتي الصادقه بالشفاء العاجل ودوام الصحه والعافيه والعمر الطويل.


11 - الصحة الطيبة للسيد النمري
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 2 / 14 - 13:10 )
الصحة الطيبة و السلامة للأستاذ العزيز على قوبنا السيد النمري.

أذا كنت تعاني من قصور في التنفس فعليك بجهازين:
الاول هو جهاز تنفس ( positive pressure ) او قنينة اوكسجين مع ماسك
والثاني جهاز يسمى dehumidifier متوفر في الامزون بسعر رخيص.

نتمنى أن تعود لنا سالماُ معافى
العمر المديد لكم


12 - أرجو أن يستمع النمري الى نصائح البرجوازية الوضيعة
طلال الربيعي ( 2021 / 2 / 14 - 16:57 )
يؤسفني جدا إن السيد النمري يعاني من قصور حاد في التنفس. ولكن ما استغربه كل الاستغراب انه يستشير الاطباء الذين يعتبرهم حثالات البرجوازية ألوضيعة وهم أول الهاربين من خيار الاشتراكية! لذا لا ادري كيف يضع ثقته في عدوه اللدود البرجوازية الوضيعة, فلا بد انهم احتضنوا بعضهم البعض وتصالحوا على طريقة زعماء المنطقة فأصبحت العداوة في خبر كان.
أرجو أن يستمع النمري الى نصائح البرجوازية الوضيعة, وأتمنى له الصحة الدائمة صيفا وشتاء!


13 - السيد فؤاد النمري المحترم
منير كريم ( 2021 / 2 / 15 - 05:36 )
تحياتي
اتمنى لك الشفاء العاجل
ودمت بخير

اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تدفع متظاهرين خلال احتجاجات على الحكومة ف


.. في يوم العمال..توتر واشتباكات بين متظاهرين والشرطة التركية




.. اشتباكات بين الشرطة التركية ومتظاهرين احتجاجا على إغلاق ميدا


.. اشتباكات في حرم جامعة كاليفورنيا بين مؤيدين لإسرائيل ومتظاهر




.. اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين لإسرائيل وآخرين مؤيدين لفلسطين