الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا شوارعنا متوتره

أياد الزهيري

2021 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


من الواضح للعيان , أن الشارع العربي عامةً والعراقي خاصةً ً يسوده الكثير من التوتر والأضطراب في جانبه السياسي وحتى الأجتماعي , ولو دققنا في أسباب ذلك , لوجدنا هناك سببين رئيسين , هما القمع , وغياب العداله الأجتماعيه , ومن الملاحظ أن هذين السببين مصدرهما سلطوي حكومي , وأخر أجتماعي شعبي , أما مايتعلق بالجانب السياسي , فنجد أن السلطه تلعب دوراً جوهرياً في تكريس القمع أتجاه من يعارضها , وأنها تعتبر معارضة السلطه من قِبل المواطن خط أحمر لا يمكن السماح به أطلاقاً , لذلك فهي تستخدم أشرس أنواع العقوبات , وأكثرها أيذاءاً لكل من تسول له نفسه التفكير بمعارضة السلطه الحاكمه , حتى يمكننا وصف ممارساتها بممارسات ذات نمط فرعوني , وذلك بسبب ماتظهره من تجبر وقسوه على أفراد المجتمع , حتى أصبح القمع في مجتمعاتنا سمه ظاهره وأساسيه , كما كنا نسمع مراراً وتكراراً من أهلنا أن الحائط له آذان , وذلك دليل على أن الدوله تنشر جواسيسها وشرطتها السريه في كل مكان . من المؤكد أن من مسببات القمع , هو بقاء الحاكم في بلداننا على كرسي الحكم مدى الحياة , ولا رأي غير رأيه مهما كان رأي غيره حكيماً , لأن رأس النظام يُخيل له أنه رأس الحكمه , وأنه وحيد زمانه , وليس هناك هامه علميه تطال هامته. هذا النوع من الحكم يفقد الناس معه الشعور بالكرامه , ويحسسهم بالهشاشه والأنكسار النفسي , هذا من جانب , ومن جانب أخر هناك جانب لا يقل أهميه من الأول , الا وهو غياب العداله الأجتماعيه , والتي تعني غياب الحقوق , وهي من أقوى المشاعر التي تولد الحنق والكراهيه للسلطه , وتجعل النفوس تغلي من السخط عليها , وهذا السخط يزداد حده وضراوه كلما تراكم مع الوقت , وكلما كان الظلم شديد , ومؤلم , لأن الكرامه الأنسانيه لا تطيق الظلم مهما كانت درجته , ولو دققنا بأسباب الحروب وأكثرها لوجدناها بدافع الدفاع عن الحريه والكرامه المهدوره من قبل السلطات الوطنيه أو المحتله . أننا نرى لدى بعض الحكومات سلوكاً يتصف بالعنجهيه والطغيان , وهو أنها تستخدم العنف والقسوه المفرطه ظناً منها بأنها تساعد على منع حدوث الأنفجار الشعبي من جراء تراكم الشعور بالقهر والحرمان , وفقدان العداله الأجتماعيه, ولكن ذلك لم يمنع قيام الثورات والأحتجاجات من قِبل الجماهير ضد الحاكم وسلطته القمعيه. نحن العراقيون لنا تاريخ قمعي لا ينافسنا عليه أحد من الشعوب , ولو أرخنا للقمع منذ بني أميه , ومن خلال عاملهم الحجاج بن يوسف الثقفي , لرأينا أن القمع وغياب العداله الأجتماعيه لم تتوقف لحين سقوط النظام الصدامي , وأما ما بعد سقوط النظام , وأن أختفى القمع ولكن مازال هناك غياب للعداله الأجتماعيه , وهذا هو السبب الرئيسي بسخونة الشارع العراقي وظهور مظاهر العنف والتدمير فيه وخاصه في المظاهرات التي تسمى بالتشرينيه , كما لا ننسى تراكم القمع الطويل والمختزن في نفوس أبناءه جراء سنوات القهر والحرمان من قِبل الأنظمه المتعاقبه والتي أرتكزت سلطتها على مرتكزات عنصريه وطائفيه . أن العنف بالعراق سيأخذ مده أطول لأنه تنفيس لما سبق من حرمان ورد فعل لمشاعر غياب العداله الأجتماعيه من قبل الدوله أزاء مواطنيها , خاصه وهناك مظاهر واضحه وكبيره تتجلى فيها مظاهر التميز بين أبناء الشعب الواحد. كما أننا لا نستطيع تجاهل القمع والظلم الأجتماعي المتأتي من العادات والتقاليد الأجتماعيه وخاصه العشائريه , والتي يظلم فيها القوي الضعيف , وتهضم فيها حقوق المرأه , ويستأثر فيها الرجل , وخاصه في حقوق الملكيه , كما نحن نعيش اليوم دوامة قمع , حيث أي فئه تأتي تقمع الأخرى بعملية أنتقام مقابل , وهذا ما يجعل شارعنا العراقي دائم الغليان , فهذه الأسباب مجتمعه جعلت من القمع حاله مترسخه في مجتمعنا , ومرض عضال نعاني منه على طول الزمن. كما يجدر بالأشاره الى حاله من الضروري الأشاره أليها , والتي غفل عنها الكثير , وهي نقطه حساسه, وسبب هام في تصاعد التوتر الأجتماعي , الا وهو تصاعد وتيرة الأعتداء أو التجاوز على الخصوصيه الفرديه , وهذا يحدث بمستويين , واحد أجتماعي , ومن قبيل الفضول والحشريه الزائده , والضغط بأتجاه فرض النمط الواحد , ومحاولة المجتمع بأذعان أفراده للسياق السائد , وأخر تمارسه الأنظمه القمعيه الشموليه , التي تفرض على الناس نمط الحزب الواحد , واللون السياسي الواحد , وفرض العقيده الحزبيه الواحده على الناس , وهذه الظاهره مارستها بقوه الحكومات ذات التوجه القومي الشمولي خاصه , وتجربة العراق فريده في هذا اللون من القمع , حيث كان المواطن وخاصه الطالب والموظف يجبر على الأنتماء لحزب البعث العربي الأشتراكي , ولا يسمح له بأختيار العقيده السياسيه التي يراها هو بنفسه , مما يسبب للمواطن ضغطاً نفسياً كبيراً بسبب الشعور بالقمع والضغط والأجبار على الأنتماء , في حين حرية الأنتماء والعقيده مبدأ أساسي من مباديء حقوق الأنسان . أن ما نشاهده من هشاشه وفتور بالهمه , وبرود وأنكسار , وشعور بالأحباط , سببه القمع المستمر , وعدم شعور المواطن بالقيمه والكرامه الأنسانيه , والذي يزيد من تضخم الشعور بالقهر لدى المواطن , هو معرفته أن دينه يمنع كل ممارسات القمع والظلم الأجتماعي , بل هو يحفظ على ظهر قلب المقوله الدينيه التي تقول ( متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) , فالتناقض بين ما أدانوا به , وما تربوا عليه , وبين ممارسة أنظمة الحكم , وضغط العادات الأجتماعيه الظالمه هو مصدر أساسي من مصادر الأستياء والتور في الشارع الشعبي, وهو السبب في أحتقانه المستمر , وما ظاهرة العصبيه لدى المواطن العراقي وسرعة الغضب , والهيجان , الا ردة فعل لحالة القمع الطويله والقاسيه التي تعرض لها عبر أجيال متواليه, وما عاناه من غياب للعداله الأجتماعيه , ولذلك قيل (العدل أساس الملك) , وهذا ما أكدته الآيه الكريمه (وأذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -