الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض المطلوب جماهيرياً

محمد أبو مهادي

2006 / 7 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تنفست الصعداء وسررت كثيراً علي مشاهد التظاهرات العالمية المنددة بالعدوان الإسرائيلي علي الشعبين اللبناني والفلسطيني، واستعدت أملي ورهاني من جديد علي الجماهير العربية أولاً، ومناهضي الاحتلال والحروب في العالم ثانياً، بأنهم لم يدفنوا خلف مواقف حكّامهم وحكوماتهم، هذه الجماهير التي أوقفت الحرب الاميريكية الشرسة علي فيتنام ، واعتبرت أن إسرائيل وأميركا هما الدولتان الأكثر تهديداً وخطراً علي الأمن والسلم العالمي، واحتجوا مراراً علي ممارسات الاحتلال الأمريكي في العراق والاحتلال الإسرائيلي في لبنان وفلسطين وأحياناً شكلوا دروعاً بشرية لحماية الشعوب التي تتعرض للعدوان، بل واسقطوا حكومات مشاركة في الحرب علي العراق كما حصل في اسبانيا، وانتخبوا حكومات صديقة للشعوب العربية في دول أميركا اللاتينية وكانوا رقيباً قاسياً ومؤرقاً لحكومة بلير في بريطانيا، هذه الجماهير يراهن عليها بان تفعل المزيد وهي تستطيع فعل الكثير.

استطيع القول الآن بان عجلة التحرك لوقف المجازر بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني قد بدأت بالدوران وان كان هذا التحرك متأخراً وبطيئاً ولا يتناسب مع شراسة وبشاعة العدوان الذي يتعرض له الشعبين اللبناني والفلسطيني، ولكنه مهم ومؤثر وسيصبح أكثر تأثيراً إذا ما اتسع وشمل عواصم كثيرة بالذات تلك العواصم المقررة عالمياً في مجريات الأحداث والتي ترسم الخطط والخرائط.

أما عربياً فان لهذه التحركات دلالات كبيرة تقرأها الحكومات العربية جيداً وتفهم مدي خطورة مواقفها المتعلقة بالحرب علي لبنان تحديداً، وتدرك من خلالها حجم التناقض الكبير بين الموقفين الشعبي والرسمي، وقد تقوم هذه الحكومات بإعادة التفكير من جديد في سياساتها التي لا تجرّ عليها سوي المزيد من السخط والغضب الجماهيري الذي قد يصل مع كثيراً من التفاؤل إلي حد التمرد.

أحزاب المعارضة العربية ومؤسسات المجتمع المدني وصنّاع الرأي العام عليهم الخروج عن صمتهم وكسر حاجز الخوف المتولد جراء الملاحقة والاعتقال علي ايدي حكوماتهم والخروج إلي الفعل المبادر الذي طال انتظاره عبر تشكيل جبهة معارضة قوية ومتينة تفكر وتخطط جماعياً وتقود تحركات الجماهير العربية الساخطة والمستنكرة وتنظمها بما يضمن استمراريتها وتصاعدها وتحديد أهدافها.

إن الاكتفاء بالموقف والبيان الإعلامي وحتى التظاهرة الصغيرة أمام مقر الأمم المتحدة أو السفارة الإسرائيلية سيُبقي إسرائيل مثلجة الصدر، كذلك قد يعرض قوي المقاومة إلي المزيد من الاتهام علي ألسنة الحكام العرب.

لقد أضاعت هذه الأطر السياسية والشعبية والنقابية فرصة تحرك كبيرة بعد انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية وفرصة التحرك الجماهيري العالمي إبان الحرب علي العراق وارجوا أن يتم الاستفادة من هذه التجارب وعدم إضاعة فرصة النهضة الجماهيرية العربية والطاقة الكبيرة التي قد تؤدي إلي تحول كبير طال انتظاره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختتام مناورات الأسد الإفريقي بسيناريو افتراضي استخدمت فيه م


.. بعد ضربات أمريكية على اليمن.. يمني يعبر عن دعمه لفلسطين




.. فرق الإنقاذ تنتشل جثمانين لمقاومين استشهدوا في جباليا


.. واشنطن: بلينكن دعا نظراءه في السعودية وتركيا والأردن للضغط ع




.. فرق الإسعاف تنتشل جثامين مقاتلين فوق سطح منزل بمخيم جباليا