الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر في خطاب رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال الأخيرة٢---/٢---

سعدبوه الشيخ سيدي أحمد

2021 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى الستين لعيد الاستقلال الوطني ألقى رئيس الجمهورية الموريتاني خطابا،كنت تناولت الجزء الأول، وهاهنا أتناول الجزء الثاني ،وهو في مجمله يتضمن ظاهرة كوفيد،وما اعتمدته الدولة مواجهة لها على الأصعدة الأربعة "الاقتصادي، الصحي، التعليمي الاجتماعي"
سعى السيد الرئيس في خطابة إلى تبيين أضرار كوفيد،وما نجم عن هذه الظاهرة من حبس للناس ،وتأثير انتفاء الحركة سلبا على أكثر الناس فقرا،وكيف أن الدولة استطاعت أن تكون على مستوى التحديات،وجعل كوفيد مدخلا للحديث عن هشاشة المنظومة الصحية-هذه الهشاسة ملاحظة على مختلف الأصعدة من سوء إدارة المصادر البشرية إلى ضعف في الوسائل والتقنيات، وتمركز الممكن منها في العاصمة،يُضاف إلى ذلك كثرة موردي الأدوية الذي هو مظنة التزوير،أضف إلى ذلك شجع بعض الأطباء،وغياب النصيحة والاستشارة وضعف الوازع الديني والأخلاقي ،وانعدام التنظيم وغلاء الأدوية،فوق ذاك كله انتشار المحسوبية،وأمية أغلب مواطني الأرياف إلخ-ومع استشعارالسيد الرئيس هذا الخطر الجسيم والذي يتطلب صرامة وحيوية دائمة ويقظة فإن حديثه عن هذا القطاع كان على استحياء ،فقد تضمن مفاهيم مجردة أقرب ما تكون في أسلوبها لشاعر من الشعراء،وإن ذلك مما يخيب الظن.
٢---)كوفيد والمنظومة التعليمية:
ورد فيه كيف أنهم تصرفوا حتى لا تبيض السنة ،وقد تم ذلك من خلال اعتماد بعض المؤسسات التعليمَ عن بعد،وتقليص المنهاج حتى يتسنى النجاح للطلبة في امتحانات التجاوز،وهذا أمر يحسب في ظرف خاص لا يمتد إلى قضايا المؤسسات التربوية في مستوياتها المختلفة،والظاهر أن الحديث عن هاتين المنظومتين الجوهريتين "التعليمية والصحية" ظل بعيدا عن الواقع العملي وعَوّض أسلوب اللغة المشحون شعرية عن ذلك الخلل محتالة عليه.
٣---)التعهدات:من الأمور المهمة التي تناولها الإعلام الوطني كثيرا هي "تعهدات الرئيس"وهي تعهدات استُعملت كتسويغ لتزكية الحزب السياسي للسيد الرئيس والمنضوين تحت لوائه في فترة ما ،هذه التعهدات ما أعلن السيد الرئيس منها تمثل في زيادات معاش المتقاعدين صعفا،وتعميم علاوات الطباشير،ومضاعفة علاوات البعد،وهي أفعال يبدو أنها مرتجلة لعدم اعتماد تلك الزيادة على الحالات الاقتصادية المتغيرة،ولم تكن ثمة زيادات على الراتب الأصلي الثابت مما يؤكد الارتجال.
خلاصة
-خلا الحديث من أي إشارة لصندوق كرونا الذي بلغ مليارات الأوقية،وخلا من أية قاعدة بيانات للمستهدفين،وتم تغييب صفات هؤلاء المستفدين من الخطاب وأعدادهم ،وهي أمور عملية تتطلب الصرامة واليقظة في عملية الانفاذ والوسائل.
ملحق يتضمن جزء من خطاب السيد للرئيس

"لقد واجهنا هذه السنة، على غرار سائر دول العالم، جائحة الكوفيد 19، وما نشأ عن انتشارها من أضرار جسيمة، على مختلف الابعاد والمستويات. وقد سارعنا في اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الاستشفائية اللازمة، وكثفنا الجهود لتخفيف الانعكاسات الاقتصادية السلبية للجائحة، على المواطنين، الأكثر فقرا .
كما باشرنا معالجة ما كشفت عنه الجائحة من هشاشتنا حية، بتعزيز قدرات التكفل بالحالات الحرجة، وإنشاء شكات للحجز الاستشفائي وإصلاح قطاع الصيدلة، مسار التأمين الصحي الشامل، وإيلاء الموارد البشرية عناية خاصة.
وفي ذات الوقت، بذلنا جهودا كبيرة، كي لا تحيل الجائحة السنة الدراسية إلى سنة بيضاء. وحرصنا على الاستمرار، بأعلى وتيرة ممكنة، في تنفيذ إصلاح المنظومة التربوية، والتوسع في إنشاء البني التحتية المدرسية، وتكثيف التكوينات، سعيا إلى قيام المدرسة الجمهورية التي ننشدها جميعا.
وبالموازاة مع ما تقدم، عملنا على دمج الشباب، وتقليص نسبة البطالة في صفوفه، عبر اتفاقية مع أرباب العمل الموريتانيين لتشغيل 6000 شخص، تم حتى الآن تشغيل 2000 منهم، وكذلك، عبر التوسع في الاكتتاب الوظيفي على نحو غير مسبوق، وبالتعاقد مع آلاف العمال المؤقتين، من مقدمي الخدمات في مختلف القطاعات.
وعلاوة على كل هذا، باشرنا معالجة ما أبانت عنه جائحة الكوفيد 19 ، من نقص هيكلي حاد، في منظومتنا الاقتصادية. وذلك استعدادا لما بعد الجائحة، وعملا على خلق انتعاش اقتصادي جديد، من خلال برنامج اقتصادي يبلغ غلافه الإجمالي 240 مليار أوقية قديمة.
ولا يعني استشرافنا للمستقبل، واستعدادنا لما بعد كوفيد19، أن الجائحة صارت وراء ظهورنا. بل لا يزال الفيروس نشطا، فتاكا. ويؤشر تطور انتشار الجائحة في العديد من البلدان، إلى أن موجة جديدة منها، آخذة في الانتشار. ولذا فإنني أطلب منكم جميعا، مواطني الأعزاء، اتخاذ أعلي درجات الحيطة، واحترام الإجراءات الاحترازية والوقائية المقرة من طرف السلطات المختصة. فذاك هو سبيل السلامة الأول، في انتظار وجود لقاح ناجع ضد الفيروس.

أيها المواطنون
أيتها المواطنات،
إنفاذا لما تعهدت به، ودعما لما تم إنجازه في مجال مكافحة الفقر والهشاشة، والتوزيع العادل للدخل القومي، وترقية الموارد البشرية، خاصة في القطاعات الخدمية الأساسية، فقد تقرر، ابتداء من فاتح يناير:
أولا: زيادة المعاش الأساس بنسبة مائة في المائة لجميع المتقاعدين.
ثانيا: مضاعفة معاش أرامل المتقاعدين واستفادتهن من التأمين الصحي.
ثالثا: صرف معاشات التقاعد شهريا.
رابعا: تعميم علاوة الطبشور لتشمل كل مديري المدارس الأساسية والمؤسسات الثانوية، وصرفها على مدى اثني عشر شهرا بدلا من تسعة أشهر فقط.
خامسا: مضاعفة علاوة البعد،
سادسا: زيادة علاوة التأطير بالنسبة لمفتشي التعليم الأساسي والثانوي والفني، بمبلغ 10 آلاف أوقية قديمة.
سابعا: زيادة رواتب عمال الصحة بنسبة ثلاثين في المائة، وتعميم علاوة الخطر عليهم.
ثامنا : زيادة التكفل بحصص التصفية لفائدة مرضي الفشل الكلوي المعوزين بنسبة خمسين في المائة، واستفادتهم من تحويلات نقدية شهرية بمبلغ 15.000 أوقية قديمة،
تاسعا: تأمين الضمان الصحي لذوي الاحتياجات الخاصة،
عاشرا: صرف تحويلات نقدية شهرية بمبلغ 20.000 أوقية قديمة للأطفال متعددي الإعاقات.

مواطني الأعزاء،
إنني لمدرك، تماما، لحجم طموحاتكم وتطلعاتكم المشروعة. ولا يزيدني عميق إحساسي باستعجالكم جني ثمار ما نعمل عليه، من إصلاحات وبرامج تنموية، إلا إصرارا على تحقيق ما التزمت به للشعب الموريتاني.

وأنا علي يقين من أننا، بحول الله وقوته، وبفضل جهودكم وتضحياتكم، سننتصر معا، على الغبن والإقصاء والهشاشة، وسنتمكن من تكريس دولة القانون والحريات ومن بناء تنمية مستدامة شاملة.

عشتم، وعاشت موريتانيا، حرة، آمنة ومزدهرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا