الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لامحل لهذا الوهم ..

حمدى عبد العزيز

2021 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بالقطع هناك فوارق واختلافات عديدة ومتنوعة يمكن توقعها والحديث عنها باستفاضة ، وذلك بين إدارة ترامب والإدارة المزمعة تحت رئاسة جو بايدن ..
، ولكن الذين يتصورون أن (صفقة القرن) قد انتهت بنهاية ترامب ومجئ بايدن ربما يكونوا واهمين ، ولم يدرسوا - بعمق ملائم - طبيعة السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ، وهي ثابتة لاتتغير مبادئها بتغير الإدارات ..
صفقة القرن مشروع تحققت منه أجزاء مهمة علي الأرض ، وبايدن (ربما بطريقة مختلفة) سيبني علي علي ماورثه من إدارة ترامب علي الأرض ، ولن يعود إلي نقطة ماقبل ترامب فيما يخص القضية الفلسطينية اتساقاً مع الثوابت الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والتي تركتكز علي محور أساسي هو استراتيجية شرق قناة السويس التي تعني ربط النفوذ الأمريكي في هذه المنطقة بمخططات الأمن الاستراتيجي الامريكي (كقاعدة لضبط التوازنات العسكرية والجيوسياسية في صالح الولايات المتحدة الأمريكية ، وللهيمنة علي مصادر الطاقة في المنطقة التي تمتد من الخليج إلي شرق البحر الابيض المتوسط والتحكم في إمدادات أوربا والعالم من الطاقة بمايحقق استمرار الهيمنة الأمريكية) ..
ونقطة القلب والإنطلاق في كل ماذكر هو ضرورة ضمان أمن الدولة الصهيونية وتفوقها علي كل دول المنطقة ..
ربما ستعلن إدارة بايدن عن معارضتها لبناء المزيد من المستوطنات علي الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ولكنها في الواقع العملي علي الأرض لن تتخذ أية إجراءات توقف بها المستوطنات ، ولن تسمح بأي قرار دولي يدين إسرائيل ..
جديد الإدارة الأمريكية الجديدة يرتكز علي تراث الإدارات الديموقراطية في التعامل مع القضية الفلسطينية والتي تتمثل في تنظيم مفاوضات إسرائيلية فلسطينية لاتفضي إلي أي شكل من اشكال عودة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ، بقدر ماتفضي إلي تفريغ القضية من جوهرها شيئاً فشيئاً لصالح المشروع الصهيوني ..
ستتعامل بايدن مع مخرجات ماتم من صفقة القرن علي يد ترامب وصهره كوتشنر وقادة المنطقة الضالعين في تكريسها كأمر واقع ، وسيرحب بايدن بنهج (السلام مقابل السلام) باعتباره حلاً يقضي علي القضية الفلسطينية بالخنق (بعد أن اعلن تأييده - وهو لايزال مرشحاً للرئاسة - لخطوات التطبيع التي اتخذتها الدول العربية مع الدولة إسرائيل) ..
ربما صحيحاً أنه لم يعد هناك ترامب
، ولن يكون هناك كوتشنر ..
ولكن بايدن لن يسترجع هدايا ترامب لإسرائيل ، ولن يجرؤ عن انتزاع مكتسبات تحققت لاسرائيل حتي لو كانت علي يد خصمه وخصم الديمقراطيين اللدود ، وهو ماسارت عليه (كل) الإدارات الأمريكية منذ إعلان دولة إسرائيل وحتي إشعار آخر ..
لهذا لايمكن توهم أن بايدن سيقوم بمحو ماتحقق من صفقة القرن ..
ولايمكن الحديث عن إسقاط صفقة القرن بمعزل عن النضال الوطني التحرري (المصحح الأخطاء) للشعب الفلسطيني ، ومساندة شعوب المنطقة العربية وفي مقدمتها القوي الوطنية التقدمية ، وهو الرهان الوحيد الذي يمكن المراهنة عليه لإسقاط مشاريع صفقة القرن ..
ماتحقق منها
ومالايزال في طور التنفيذ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران