الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المسيحيون و المسلمون و الكرد و التركمان و المسألة السورية (2)
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
2021 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية

اغني عن البيان أننا بصدد التفكر في موضوعات ثقافية ،سياسية و مجتمعية و بالتالي ليس القصد من الإشارة إلى التسميات " الدينية " و " العرقية " ،تناول موضوع المعتقدات الدينية أو الفروقات " العرقية " المفترضة ، و إنما الدلالة على الجماعات التي تتحرك وتنشط في الحيِّز العام تحت عناوين مزوّرة ، كون الدين مسألة وجدانية و روحانية واختلاف اللون و الشعر لا يعكس تراتبية إنسانية .
فما يهمني في الواقع من هذا كله هو مداورة المسألة الوطنية في الذهن على ضوء المعطيات التي تظهرها الحرب الدائرة في لبنان و العراق و سورية منذ سنوات 1970 و تحديدا بعد حرب تشرين 1973 . فلو تلمسنا بعض عناصر هذه المسألة في الساحة السورية على سبيل المثال ، لوجدنا أن جميع الأفرقاء المتحاربين دون استثناء ، مرتبطين كل بدولة خارجية ( تمويلا ، و تدريبا ، و تسليحا ، و فعلا ) . يحسن التذكير في هذا السياق بأن ثمانين دولة شاركت بشكل أو بآخر في الحرب على سورية . مهما يكن لا حرج في القول أن كلا من روسيا و أميركا و بعض الدول الأوروبية و إسرائيل و تركيا وإيران و الدول الخليجية ، تلعب دورا رئيسا في هذه الحرب ، و أن توافقا ضمنيا على عدم الصدام قائم في الراهن بين روسيا و الولايات المتحدة واسرائيل و تركيا ، حيث أن كلا من هذه الدول تحتل مواقع على الأراضي السورية . و بالتالي فإن توصلهم جميعا ، إلى حل من شأنه أن يؤثر تأثيراً كبيراً على إرادة و قرار السوريين في الأمور المصيرية .
لا أظن اننا نجازف بالكلام أن ساحة الحرب الدائرة في سوريا تمتد في الواقع من لبنان إلى العراق ، و أن الظاهرة اللافتة هي أن جماعات مكونة على أساس عرقي إلى جانب جماعات أخرى عمدت إلى " تسيس المعتقد الديني " ، أقحمت أو بالأحرى قيّض لها القدرة على إقحام شعوب هذا البلدان في الحرب . فلا مبالغة في القول أن أقلية كبيرة نشطة و فاعلة فرزت من الناس ثلاث فرق غير متساوية ، انقادت كل منها في اتجاه ، بين التهليل لتركيا والتعاون مع الثنائي الأميركي ـ الإسرائيلي ، و الدفاع عن الدولة الوطنية ، فلم يبق امام الأكثرية غير السكوت أو الهجرة .
مهما يكن فعلى الأرجح أن الجماعات التي تظللت رايات الدين و الطائفة الدينية والهوية العرقية ، لا تعبر بأمانة عن مصالح الناس بل هي حركات انتهازية في ظروف يكثر فيها الطلب الخارجي على عملاء في الداخل ،لا يعبؤون بالثوابت الوطنية . يتضح ذلك من محاولات هذه الجماعات ، في أكثر الأحيان ، تحييد النخب الوطنية و الغاء دوره .
خلاصة القول أن وحدة ساحة الحرب تقتضي من الشعوب الاتحاد و التوافق على تغليب المصلحة الوطنية ذودا عن البلاد و أهلها . هذا الأمر ليس ملاحظا حتى الآن في البلدان الثلاثة ربما يكون مرد ذلك إلى عدم رضى الناس عن أداء الدولة قبل الحرب ، حيث كانت السلطة مرادفة لمصادرة كل شيء و من ضمنها الانسان . و المصادرة تشجع الانشقاق على عكس الشراكة التي تتطلب الاتحاد و التضامن !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأسود تخرج عن السيطرة في ثلاث دول مختلفة

.. أسد يهرب من قفصه ليهاجم سيدة وأطفالها بلحظات مرعبة.. شاهد ما

.. حكيمي يتألق بالأهداف والتمريرات ويقود سان جيرمان لنصف النهائ

.. جندي إسرائيلي ينهي حياته إثر مقتل اثنين من أصدقائه في 7 أكتو

.. قادة البريكس يطالبون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفل
