الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لتكرار اخطائنا !

عادل احمد

2021 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



اثبتت تجاربنا في السنوات الماضية عن الاحتجاج والتظاهرات وانتفاضتنا، إن هناك؛ ثمة شيء ما ينقصنا ويضعف موقفنا وفي النهاية كل الاحتجاجات ترجع الى نقطة البداية التي كنا فيها أي خاليّ الوفاض وبدون تحقيق المكاسب التي ضحينا من اجلها.. طالما هذا الضعف موجود وطالما لم نأخذ الدرس منه ونكرر الأخطاء الواحدة تلو الأخرى، فان العدو يقف مستقيما إي يكون شكله على هيئة حكومة المالكي، العبادي ، عبد المهدي او الكاظمي! وبإمكانه ان يرجع الجمهور الغاضب الى بيوتهم، وفي وقت لاحق تعود الاحتجاجات مجددا.
لقد بينت التظاهرات والانتفاضات في الميادين والساحات العامة نقطة إيجابية ويتعلم الثوار والجماهير دروس من البسالة والتحدي ويتعلم أيضا القوة والوحدة امام العدو الشرس والهمجي الطاغي بميليشياته وحشده القمعي .. ويتعلم بانه بدون التضحيات بالغالي والنفيس، لا يمكن طرح العدو أرضا وسحق مخططاته.. ولكن هذا ليس كافيا من اجل الإطاحة بالعدو نهائيا وعلينا ان لا نكرر اخطائنا وان نبدي من جديد ولكن باستعداد اكثر وبطرق مختلفة واشكال نضالية جديدة.
اول ما يتبادر في ذهننا لماذا الجماهير في مكان سكنها وفي مكان عملها لم تنخرط ولم تشارك في الاحتجاجات والتظاهرات والانتفاضات؟ لماذا ترى الجماهير قوتها فقط في الميادين والساحات ولم تراها في مكان سكنها وعملها؟ من أين يأتي هذا التصور؟ ولماذا لا ترفع سواعدها لمواجهة السلطة انطلاقا من مكانها مع عائلتها وأصدقائها وجيرانها واقربائها؟ هل هنالك معوقات في ذلك؟ ام بسبب قلة التجربة النضالية والتقاليد السياسية السائدة حتى الان؟
ان الجماهير في انتفاضة أكتوبر عام 2019 قدمت صور حية للصراع الطبقي. وتواجه الطبقات وصراعاتها وانقسامها الاجتماعي، ونزول الشباب العاطلين عن العمل ونزول النساء ونزول المحرومين والمعدومين والفقراء والجياع الى ساحات الاحتجاجات وهتفوا بأصواتهم المرتفعة، على السلطة بأكملها ان ترحل وان كل السياسيين بأشكالهم وأنواعهم المنخرطون في ما يسمى بالعملية السياسية مجرمين وعليهم ان ينالوا العقاب .. و هذا ما أدى الى سقوط حكومة عادل عبد المهدي وكذلك الى اجهاض تشكيل مثيلاتها.. وبالرغم من كل هذه القوة والجبروت، تمكنت الطبقة البرجوازية الحاكمة الالتفاف حول الانتفاضة والتدخل بمصيرها بأشكال أخرى وتمكنت من إجهاضها مرة أخرى. وتمحورت كل المطاليب بتغير راس الحكومة من موالين لإيران الى الموالين لأمريكا مع بقاء تناسب القوى بشكل طفيف.. وعندما أجهضت الانتفاضة لم تستمر الاحتجاجات العلنية كما في السابق واستمرت معاناة الجماهير المعطلة والمحرومة والنساء المضطهدات واستمرت الاعتقالات والاغتيالات السياسية لناشطي التظاهرات والمعارضين لأنظمة الاستبدادية الحاكمة ..
ان الدرس الذي يجب ان نتعلمه في تجربتنا الأخيرة هو الزحف والتمركز اكثر في محل سكننا ومحل عملنا والتركيز على تشكيل وتقوية شبكاتنا الاجتماعية في مناطقنا وتقوية الأواصر الاجتماعية والسياسية مع البعض وكذلك العمل من اجل فضح ازلام السلطة والمليشيات في مناطقنا والعمل من اجل عدم انخراط شبابنا وأولادنا وأقربائنا مع الميليشيات المسلحة والأحزاب الطائفية وإبعاد أطفالنا من تعليم الرجالات الدينية وتحريضهم الى الدراسة والعلم.. وهذا كله يتم فقط من مكاننا الأصلي أي من محل سكننا ومناطقنا ومحل عملنا الفعلي. في كل منطقة توجد لدى الجماهير معرفة بتاريخ الأفراد المليشيات وجرائمها وتوجد معرفة أيضا بالمناضلين والمحبوبين والثوريين والمدافعين عن الحريات وعن الفقراء والمظلومين .. ان تشكيل هيئاتنا وشبكاتنا بإمكانها ان تكبل يد السلطات وميليشياتها بان تضع حد لجرائمها واعتقال شبابنا وناشطينا .. وبإمكان هذه الشبكات ان تكون بؤرة سياسية وثورية لفرض ارادتنا على السلطة المليشياتية والطائفية وان تُفشل مخططاتها الإجرامية بحق المواطنين..
ان عدم يمركز قوتنا في أماكن إقامتنا وعملنا؛ هي نقطة الضعف المميتة التي عانينا بسببها طوال السنوات من نضالنا بالضد من الطائفيين والقوميين وبالضد من رجالات الدين وسماسرة دول الخليج وأمريكا وإيران .. وكانت الضعف الأكبر لعدم تقدمنا الى الإمام نحو تحقيق اهدافنا ومطالباتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية .. حان الان الوقت لنملئ هذا الفراغ وان نتحد اكثر وان نقوي صفوفنا اكثر وان نرفع استعداداتنا اكثر من اجل تحقيق اهدافنا.. علينا ان نعترف بان الساحات والميادين ليس كافية من اجل الإطاحة بالعدو أرضا، وانما في كل مكان ان نستعد للمواجهة وبأشكال مختلفة وبحذر شديد من مخططات الطبقات الحاكمة ان تندس بيننا وان تحرف مسارنا وطريقنا وان تفشل تحقيق اهدافنا، وهذا يتم فقط في رص صفوفنا بشكل مستقل عن السلطات والحكام وان نقوم بممارسة ارادتنا الحقيقية كأناس واقعيين وبمطالباتنا الشفافة بعيدة عن التعقيدات الدينية والطائفية والقومية وانما بإرادتنا ووجودنا الإنساني.
ان تشكيل الشبكات والهيئات الاجتماعية والتضامنية المختلفة في محلات السكن والعمل يبدأ من اليوم، وهو واجب نضالي وهو خطوة من اجل ان نتجاوز نقاط ضعفنا ومن اجل ان لا نكرر الأخطاء السابقة وان نكون مستيقظين لإفشال كل مخططات العدو وان نتقدم الى الإمام بكل خطواتنا لإنهاء الوضع المأساوي الحالي.. العمل المنظم والواعي هي الكفيل لإنهاء معاناة الجماهير و خلق الظروف الإنسانية اللائقة بالعيش الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير