الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماركو فيري:أفلام المرحلة الاسبانية الأولى

بلال سمير الصدّر

2021 / 1 / 25
الادب والفن


بعض ان حقق جزئية في فيلم الحب والمدينة،غادر ماركو فيري ايطاليا لتحقيق بعض الاعمال التجارية في اسبانيا (بيع معدات سينمائية)،ولكن هذه الاعمال باءت بالفشل،وهناك وجد نفسه في طور تحقيق سينمائي متعرفا على اكبر شخصية سيحقق معها تعاونا وتؤثر في مسيرته الفنية بشكل ملحوظ،كاتب السيناريو
Rafaal Azcone
حقق ماركو فيري فيلم الشقة الصغيرة عام 1958،عن رادولف الذي يعاني هو وخطيبته منذ فترة طويلة (12 عاما) من اجل الحصول على شقة،فيضطر لللزواج من أمرأة عجوز لغاية معروفة من قبل كلاهما ألا وهي أن يرث الشقة بعد موتها...
موضوع الفيلم تقليدي لدرجة الابتذال،وضع فيري حبكته في اطار كوميدي اسود مع محاولة اشتقاق شيء من الواقعية من هذه الكوميديا قليلة الأهمية وربما عبرة بسيطة ان كانت حاصلة فهي لا تستحق النظر اليها وهو المخرج الذي لم يحسب على الواقعية في يوم من الأيام،وهذا الفيلم لايمكن نسبه الى المرحلة الواقعية الايطالية الكبرى،فهو لايوحي ابدا ببشائر قدوم مخرج كبير الى الساحة الفنية،ستنضم ثلاثة من افلامه لاحقا الى قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما الايطالية،ولايوجد ايضا فكرة مركزية كبيرة من الممكن التركيز عليها في هذا الفيلم من الممكن ان تشير-على سبيل المثال-الى الأثر الجنسي العضوي الهستيري في افلامه القادمة،وان كان من الممكن اعتبار ماركو فيري احد عباقرة الزمن الكبير،إلا انه لم يحقق الشهرة التي حققها أقرانه من المخرجين الايطاليين على شاكلة فيتوريو دي سيكا،أو فيسكونتي،أو أنتونيوني او فليني،وربما كان مخرجنا هو الأقل تأثيرا من بين كل هؤلاء،على ان هذا الحكم يبقى حكم نسبي...لكن هناك شيء ملفت للنظر في هذا الفيلم...
كان من المتوقع ان لاتموت هذه العجوز-ضمن الحبكة الكوميدية المتوقعة حيث كان المتوقع من قبل المشاهد ان يموت رادولف قبلها-لكن النهاية طبعت بالاشارة الى الطبيعة البشرية الكامنة في كل نفس،فهذه العجوز التي عاملته بكل لطف وغاية في الطيبة،وكان آخر تلميح لها ان تدله على المكان السري لنقودها،إلا أن هذه المعاملة وان كانت قد خلفت في نفسه نوعا محسوسا من الأثر،إلا أنها لم تخلف في نفس خطيبته أي أثر يذكر،بل ستتحول فجأة وبعد امتلاكها لنقود العجوز وشقتها،الى اقطاعي لايرحم،وستتنكر الى كل من ساعد رودلف في هذه الحيلة،خاصة جاره الدكتور بينما ستتحول جارة وزميلة السكن الى عاهرة...
ان كانت الخطيبة تنظر الى جثة المرأة العجوز وتقول بأنها مخيفة،ولكنها مقتنعة أن هذا هو الموت بشكله المخيف،ولكن الموت لن يعفيها ان يلقبها الأخرين من حولها بالوحش...حتى انها لم تقدم اي اعتبار لجنازة المرأة العجوز،وسيشير فيري،إلى ان الحياة ستتحول طبيعيا الى هذا المسار...فهل هي طبيعة الحياة حقا أم هي الطبيعة البشرية؟
على الرغم من هذه النهاية الملفتة للنظر،وعلى ان الفيلم ليس بالفيلم الكبير وغير ملفت للنظر بحد ذاته،ولايمكن ابدا ان يحسب لماركو فيري ولاحتى ضده.
الفيلم الثاني الذي حققه فيري في اسبانيا هو فيلم المراهقين 1959،والحالة البسيطة الاولى لهذا الفيلم هو محاكاة لتيار الواقعية الايطالية وبونويل في اسبانيا.
في احد أحياء اسبانيا الفقيرة أو المتوسطة،هناك اربع مراهقين يقضون يومهم-أو فترة بعد الظهر تحديدا-بالتسكع الليلي ومغازلة الفتيات بأدب ومحاولة الخوض في عالم الكبار مع شيء من التفكير المستقبلي المعتم.
من الممكن القول ان ما يحدث في هذا الفيلم،هو التيار السينمائي السائد في ذلك الوقت،على ان هذا الفيلم لايمكن مقارنته بطموح بونويل أو عنفوان الموجة الجديدة الفرنسية،ولا البعد التشكيلي الجديد والأصيل في الواقعية الايطالية الجديدة،بحيث بدا الفيلم ذو حبكة فارغة لاتدور حول اي شيء معين.
اقتباس:وجد المراقبون أن الفيلم ومتشائم وغير صحي وذو تأثير سيء على الجيل الناشئ-معادي لنظام فرانكو-ولم يتم عرضه تجاريا أبدا،ولم يكن هناك سوى مشاهدة عامة واحدة في برشلونة عام 1963.
تم الغاء تصريح اقامة فيري في اسبانيا...
اعتقد بعد هذا الاقتباس،أن لو ان فرانكو ترك هذا الفيلم من دون أن يلتفت اليه-سواء هو أو نظامه القمعي-لكان الفيلم قتل نفسه بنفسه...ما فعله فرانكو من الممكن دعوته بخوف الديكتاتورية
18/12/2020
الفيلم الثالث في الحقبة الاسبانية هو العربة الصغيرة 1960
لم يكن هذا الفيلم ذو حضور أقوى من سابقيه،سواء على المستوى الفني،أو على المستوى الجماهيري أيضا...لم يكن ملفتا للنظر من اي ناحية على الرغم من تشابه قصته مع قصة كلا فيلمين دي سيكا (أمبرتو دي-وسارق الدراجة)،إلا |انه لايمتلم تلك النزعة الواقعية الكبرى علما بأننا اعتبرنا ماركو فيري ذات يوم مخرجا من الواقعية-اقرأ مقالي عن الحب والمدينة-.
دون انسيلو عجوز يمتلك صديق مشلول يدعى لوكاس في نفس عمره تقريبا،يقضيان ايامهما في زيارة مقابر زوجاتهما...أي انهما يعيشان اصلا في زمن الذكريات،ويقرر دون انسيلمو ان يشتري عربة متحركة كالتي مع صديقه حتى يقضي أوقاته معه من دون ان يكون عبأ عليه،ولكن هل عائلته ستخترم الرغبة الأخيرة لرجل عجوز؟
يعيش دون انسيلو مع ابنه المحامي الغني نسبيا،وزوجته الجلفة اتجاهه وحفيدته وهي افضل من يعامله في هذا المنزل،بالاضافة الى خطيبها والذي يعمل كمساعد لوالدها المحامي.
الابن فيه شيء من الحنان والكثير من البخل،ويحاول الوالد دون انسيلو الاساليب الشتى لتحصيل هذه العربة وينجح اخيرا في الحصول على هذه العربة بعد ان يقنع تلك العائلة – التي تقاسمت شعيره وهو لازال على قيد الحياة-بانه على وشك الانتحار
يتخلل الفيلم شخصية رقيقة وحنونة وهي شخصية جوليتا المشلولة التي ترسم البورتريه على قارعة الطريق،ولكن هذه الكوميديا السوداء المحاطة باليأس والقسوة،حتى لو لم ترق للمزاج العام لفرانكو،الا انها لم تكن ملفتة للنظر على الاطلاق،وكانت المرحلة الاسبانية هي المرحلة الأقل جدية في حياتهالمهنية والتي لم تكن مبشرة بحضور مخرج كبير الى الساحة...كانت الأقل انتماءا له
كان على ماركو فيري ان ينسحب من هذا اللون الضعيف والسطحي،وان يعود الى ايطاليا حتى يبدأ مسيرته الحقيقية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان


.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو




.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف


.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول




.. إخلاء سبيل الفنان المصري عباس أبو الحسن بكفالة مالية بعد دهس