الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لولا دمشق لسقطت أسوار موسكو

علاء حزاني
كاتب وناشط

(Alaa Hazzani)

2021 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لولا دمشق لسقطت أسوار موسكو ...
من كان متابعاً للسياسة الدولية والتحالفات الإقليمية وتغير القوى بعيد انهيار الاتحاد السوڤييتي وحتى الآن سيعرف تماماً أن الثمن
الذي ندفعه منذ ثمان سنوات حتى الآن هو امتداد لعقوبات فرضت علينا منذ زمن ابعد قليلاً ولكن تكرس الغضب تجاهنا أخيراً وفِي اللحظة التي رأوها مناسبة
لتنفيذ مخططاتهم في الانتقام من سياسة دمشق، لقد كان هذا الثمن باهظاً دفعنا به تلال من الركام الإسمنتي والبشري في كل بقعة من سورية،
تدفقاً للارهاب من شتى اصقاع الارض وعقوبات اقتصادية بالجملة وصلت حد الغذاء الأساسي للشعب السوري، هذا الثمن الذي ندفعه
ماهو الا نتيجة التحالف الذي اخترنا ان نكون داخله مؤمنين بتوجهاته ومتوافقين مع نهجه "التحالف السوري الروسي".
طبعاً الجميع يعرف تماماً المحاولات الغربية لعزل روسيا وتحطيم اقتصادها لتدخل متاهة الركود والتضخم ليصل الامر الى انهيار اخر
ولكن هذه المرة الى غير عودة وطبعاً هذا الامر بالنسبة للغرب صعب المنال طالما هناك مايسمى بالغاز الروسي والذي يبث الدفئ لتلك القارة العجوز من شرقها وحتى غربها
ولايوجد بدائل متوفرة عن هذا القيصر سوى ذلك الأسد الذي يجلس خلف سدة الحكم في دمشق فباتت العروض تذهب تباعاً الى دمشق
يحملها ارفع الشخصيات مكانة تحمل في طياتها مشاريع عدة تجعل من الشعب السوري قمة في السعادة والرخاء ان وافق ذلك الأسد
ولكن تلك العروض ومع فض كل واحد منها على حدى تجدها تؤدي الى كوارث حقيقية ستلحق بمن هم يمثلون حلفاً لنا كطهران وبكين وطبعاً وبالدرجة الاولى موسكو
بدأً بأنابيب الغاز القطري السعودي وانتهاء بالتبعية للغرب
ولكن وكما عرفت السياسة السورية منذ نشأتها بالوفاء والاتزان والالتزام بالعهود والمواثيق التي تتبناها فدائماً ماكان جواب الأسد هو الرفض وبشكل قاطع.
بالعودة الى السياسة السورية إبان حكم الرئيس الخالد حافظ الأسد سنجد ان العلاقات السوڤيتية السورية لم تكن تملك ذلك الحماس الكبير
فالأسد الأب كان في بعض الأوقات يمد اليد للولايات المتحدة ولكن بشروط اعتبروها تعجيزية بينما كانت بالنسبة له مصيرية لايمكن التنازل عن اي منها
الا وهي الجولان والأراضي المحتلة ورفع الدعم عن اسرائيل وفِي الوقت ذاته كانت تتسم علاقاته بالبرود قليلاً مع السوڤييت بسبب طموحه الكبير
بقلب موازين القوى في الشرق الأوسط لصالحه في الصراع مع اسرائيل وهذا مالم يقم السوڤييت بتلبيته ولو انهم ساهموا
ولكن ليس بالدرجة التي كان يطمح لها الأسد في دمشق ثم وعند وصول بوتين لسدة الحكم ولمعرفته وإلمامه بالسياسة وأسرارها بحكم عمله الطويل في جهاز الاستخبارات الروسية
او مايعرف بال كي جي بي وجه أنظاره نحو سورية وقام أخيراً بالدخول من بوابة طرطوس ليكون له موطئ قدم على المتوسط ولتكون سورية ركيزته الاساسية في الحفاظ على امن أسواره.
وخلال الحرب السورية التي نمر بها وجدنا هذا الحليف بموضع المتردد فقد تأخر قبل ان يشهر سلاحه دفاعاً عمن ضحى بكل شيء لاجله وكأنه كان يراقب أولاً لعله ينتظر ان تتجلى الصورة ويفهم واقع الأمور.
جاء الحليف وأشهر سلاحه ولكن هذه المرة كان له في السياسة نصيب ايضاً فذلك البلد الصغير الذي يسمونه سورية قد اشعل بركاناً قلب كل الاستراتيجيات الدولية المعهودة
وأزال سيادة القطب الواحد وانزل تلك المتعجرفة الوحيدة بلا منازع فوق رقاب مايسمون أنفسهم بمجلس الامم المتحدة وبات يشاركها صناعة القرار حول العالم لا بل بات يقوم بفرضه ايضاً.
ماقلته لكم في سردي السابق هو لمحة صغيرة اعتقد انها تكفي لان التعمق في الشرح يحتاج لعدة كتب لوصف كامل التفاصيل واذا من هنا اعود لأسال من جديد،
هل ماتقوم به روسيا تجاه حليفتها اليوم كاف مقابل ماقامت به هذه الحليفة !؟ هل امتلكت القوة فعلاً ام انها لازالت تتحلى بذات ذلك الجبن الذي ادى لانهيار الاتحاد السوڤييتي وشرذمته !؟
هل فعلاً لاتستطيع موسكو مد يد العون في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها سورية !؟
هل هي عاجزة عن بث الدفئ في شوارع دمشق الحليفة كما تبثه في كل أوروبا !؟
هل ماتقوم به روسيا كاف بالنسبة لحليف مجرد تغييره لسياسته يسقط معها أسوار موسكو !؟
اسئلة مشروعة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان