الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السورية ...كومبارس أم بطولة ؟

مهند عبد الرحمن

2006 / 7 / 23
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بعد كل فترة زمنية على أي نظام لا بدّ من وقفة قصيرة،والتأمل في البرامج التي أتبعت وهل أثمرت أم كانت عديمة الفائدة ،ففي هذه الأوقات العصيبة التي يمرّبها البلد نجد أنّ الشارع السوري يبعد كثيراًعن أحزاب المعارضة بسبب قانون الطوارىء بالدرجة الأولى وخوفه من بطش الأجهزة الأمنية بالدرجة الثانية ،وكون سوريا خاضت تجربة التحرر والاستقلال والبناء والتنمية ، فلماذا لا تحاول الحكومة السورية الحالية بناء دولة ديمقراطية حديثة على غرارالدول المتقدمة ،وتبدأ بالإصلاح السياسي ووضع أسس لمستقبله من خلال جعل المعارضة جزء أساسي من نظام الحكم ، الذي لا يستقيم بدون المعارضة ولن يوجد ويخلق ديمقراطية بمعزل عنها أو حتى بدون تداول سلمي للسلطة .
ما تفرضه المناخات الدولية الراهنة على الحزب الحاكم ( البعث العظيم ) أن يترك الأحزاب المعارضة تتعافى وتقوي جماهيريتها عن طريق جذب الناس ببرامج عمل وخطط مستقبلية طموحة ودرجة تنفيذ جيدة ،وكلما قويت المعارضة بأحزابها ومؤوسساتها قويت وتعافت الدولة، فيتطور مفهوم الديمقراطية من خلال عامل التنافس الشريف بين الأحزاب ما يؤدي إلى تطوير سوريا البلد وتحديثها ونقلها من الدول المستوردة للديمقراطية الغربية إلى مصاف الدول المصدرة للديمقراطية ، وبالتالي ينتعش ويتعافى النظام السياسي السوري، ويستوعب كل أطياف المجتمع مثلما حدث في إنتخابات عام 1954م في سوريا والتي ضمت كل الشارع السوري بمختلف ألوان الطيف ، ما أدى إلى تطوير وتحديث سوريا من خلال عامل المنافسة والإبداع ، ما أحوج المعارضة اليوم إلى أن تضيء شمعة الحرية والاصلاح بدل أن تلعن الظلام والاستبداد ،و لا يريد الشعب للمعارضة أن تلعب دور الكومبارس بل البطولة من خلال برامج عمل وخطط تعتمد على دراسة واقع المجتمع دراسة علمية منطقية، وتنزل الشارع وتقوم بدراسات تقيس من خلالها الرأي العام وتعرف متطلبات الشارع وهمومه وتعرف سبب عزوفه عن أمور السياسة وعلى الأحزاب الحاكمة في العالم العربي أن تعيد النظر في العديد من برامجها ومبادئها ومفاهيمها القديمة وأن تسعى لإصلاحات حقيقية بداخلها وحتى إصلاحات تفيد المواطن أولاً وأخيراً ، وهذه الاصلاحات تبدأ بقرارات ذات صلة بالوضع المعاشي والإجتماعي لإنهما محور إهتمام الناس الآن ، كون الأغلبية الساحقة في الوطن العربي تعيش حالة من الاقتراب من خط المجاعة ( الموت ) لا خط الفقر .
وقد يلاحظ المواطن أن أغلب الأحزاب الحاكمة أو المعارضة تنتحر يومياً وتثبت أنها متهربة ….
فمن سيعيد الإعتبار للمجتمع الهامشي الغائب والمغيب …، ومن سيوقظ النائمين في بيوت الصفائح وحتى الفلاح الذي يعانق إيدلوجيا الإستلاب والإمتثال والركوع ، ومن سيفتح لأول مرة صفحة مجتمع ال 99,5% بمواجهة مجتمع 0,5%الطبقة المسيطرة والحاكمة .
فهل ستنتظر المعارضة قانون الأحزاب الذي لن يصدر إلا بعد الاستفتاء الموهوم الذي سيقوم به رئيس الجمهورية ، ومن المؤكد بعدها سيصدر هذا القانون الذي سيكون على مقاس النظام الحاكم تماماً بحيث سيبقى المعارضون في مجال التنظير، ولن يأخذوا دورهم المطلوب كونهم لن يصلوا إلى مراكز القرار في وطنهم السليب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم