الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة تمجيد و تفعيل ثقافة التسامح و المحبة

أحمد إدريس

2021 / 1 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


« لا توقف الكراهيةَ الكراهيةُ، بل يوقفها الحُبُّ فقط، هذه هي القاعدة الخالدة ! » (بوذا)

« خلاص الإنسان أن يذوب في الإنسانية جمعاء. أن يُضمِّدَ جراحه بتضميد جراح الآخرين، يُكفْكِفَ دموعه بمسح دموع الآخرين. » (غازي القصيبي)


إننا بحاجة مُلِحَّة إلى وقفة طويلة و صادقة مع النفس، تُتيح لنا أنْ نستيقظ و نُفكر بِجِدِّية لِنَجد الحلَّ الصحيح. بِحاجة إلى مراجعة حقيقية و جادَّة و على قدْرٍ كبيرٍ مِن الشَّفافية و المُصارحة… أمتنا مأزومة جداً بل هي مريضة و كَأَيِّ مريض فإنها في حاجة إلى علاج. و بديهي تماماً أنَّ العلاج الناجع لأيِّ مرض لا يتحقق إلاَّ بعد تشخيص جَيِّدٍ لهذا المرض. التشخيص الجيد نصف العلاج. أجَلْ يلزمنا العلاج الذي يُقوِّي جسدَ هذه الأمة و يعطيه مناعة دائمة و يحفظ له إنضِباطَه، تماسُكَه و ترابُطه و تناسُقه، و يَضمن له الوِقاية من العودة إلى المرض أي يُبعِد عنه شبح الفوضى و عدم الإستقرار.

سننتصر في معركة الحضارة و نُحبط جميعَ المؤامرات التي تُحاك ضِدنا داخلياً أو خارجياً، و هي دائمة الحدوث، يوم يكون أبناء الأمة و بالخصوص نُخَبُها على قدر عال من الوعي و الإحساس بالمسؤولية. في ثورة الوعي فقط خلاصُ الأرواح و الأجساد و الأوطان معاً و هذا الأمر مؤكَّد عندي. تحقيقها على مستوى الأفراد و المؤسسات و مجموع الأمة ليس بالأمر الهيِّن، و لكنْ بدونها يقيناً سيظل نهوضنا و إقلاعنا الحضاري مُجرَّد حلم بعيد المنال. خسران معركة تحرير الوعي في بلداننا معناه خسران أمتنا و انهزامُها في معركة الحضارة.

« ليس من المبالغة القول بأن القضية الجوهرية و الأولى في أي مجتمع يطمح إلى أن يتحوَّل إلى مجتمع فاعل و منتِج، هي نشر الوعي لدى الأفراد. (…) هذه القضية لها أولوية أولى تسبق حتى تقرير نظام الحكم الصحيح. » (سمير أبو زيد، "العلم و شروط النهضة"، 2007)

أرى أنَّ وصفة علاجِ الأمراض المُتعدِّدة و المزمنة التي تعاني منها هذه الأمة، يَجِب أنْ يتصدَّرها تمجيد و إشاعة و تفعيلُ ثقافة اللاَّعنف و التسامُح و المحبة. يلزمنا إطار فكري سليم. ما نحتاج إليه هو إصلاح فكري حقيقي. تنصلح الأمور و الأحوال عندما تنصلح العقول و الأفكار. نريد ثقافة لا تُمجِّد الموت بل الحياة بكافة مظاهرها، نريد ثقافة خالية من بَث الكراهية الطائفية أو الدينية. اللاَّعنف الذي أقصد لا يعني اللاَّمقاومة و الرضوخ للظلم. لكنَّ المقاومة الناجعة المُجدية و المحمودة هي التي تكون بذكاء - فالعالَم الواقعي قاسٍ و في الغالب لا يرحم الضعفاء قليلي الذكاء… و هي التي يحافظ فيها المقاوم على إنسانيته : الأمر ليس باليسير و خاصة في بعض الأحيان و وَسَطَ ظروف استثنائية، و لذا فالمقاومة على هذا النحو تُمثِّل بنظري أعلى مراتب الجهاد الحقيقي.


« هدفي هو مصادقة العالَم أجمع، و بِوُسعي التوفيقُ بين أعظم حُب و أشدِّ مقاومة للخطأ. أي حاجز لا يَقوى الحبُّ على تحطيمه ! » (غاندي)

« كُلنا سينتهي بنا المطاف إلى مغادرة هذا العالَم فاحرص ألاَّ تجرح قلبَ إنسان. » (جلال الدين الرومي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي