الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الفنان خليل الهاشمي.. من حي أبوصِرّة إلى مدينة لينينغراد!

محمد علي حسين - البحرين

2021 / 1 / 27
سيرة ذاتية


ومن رحم المنامة ومن طرقاتها العتيقة برز الفنان البحريني الكبير خليل الهاشمي الغني عن التعريف، فهو من أصدقاء الطفولة وابن حي أبوصرّة بالعاصمة المنامة منذ الخمسينات.

لقد جمعنا حب الوطن وكره الاستعمار البريطاني، وانضممنا إلى جبهة التحرير الوطني البحرانية من أجل مكافحة الاستعمار واستقلال البحرين والدفاع عن حقوق العمال.

لقد شاءت الظروف ببقائي في البحرين وابتعاث رفيقي خليل الهاشمي صاحب الطموح إلى الاتحاد السوفيتي بواسطة الجبهة، في بداية السبعينات من أجل دراسة النحت والفنون.

وبالأمل والإرادة والعزيمة استطاع الفنان خليل الهاشمي التغلب على الأمراض، حتى أصبح نجم في سماء الفن وذاع صيته في العالم!.

محمد علي حسين

**********


الهاشمي: اغتربت لأني كنت أحلم.. ولا أعرف لمَ الإصرار على وضع النصب في "الدوارات"!

مرهف في خطوته، في حديثه، مرهف عرفته منذ السبعينات، ومثل أبناء جيله، كان مثقلاً بالشارع والإنسان والغضب، من ليننغراد تحيطه التماثيل المنحوتة حمل شهادته الماجستير، وتزوج لتمنع زوجته من دخول البحرين، بقي عشر سنوات عاطلاً على ذمة شهادته وحلمه، فاضطر بسبب ظروفه المعيشية إلى السفر بعيداً عن وطنه، نزل الكويت وفي جسده حلم أكبر منه، أخفى كونه نحاتاً، وامتهن التدريس بصفته متخصص ديكور، يجيد التعبير بالأزميل أكثر من الكلمة، نقل همه الإنساني إلى شكل حوار بين الكتلة والنحات، نحات لا يمتلك أن يعيش بمعزل عن الآخرين، يعمل في صمت، كأنه يعيد ترتيب صلاته، لا تأخذه الأضواء، ويعتقد أن المادة تشغل حواراً في روح الفنان، لذلك فهو يحاورها ويكتشف جمالها الكامن، وقال عن واقع تدريسه: «أحسني أضحك على نفسي، فحين تحاول تمرير ما تملك، وتأخذ بمواهب التلميذ إلى الإبداع، تجد أمامك التفاصيل الوظيفية السخيفة».

الفن بالنسبة إليه قديم قدم الحياة، وجديد يستبق بتصوراته من الواقع إلى المستحيل، يتخطى حدود الزمن، والفن رسالة، رسالة يسجل الفنان من خلالها قضايا معيشته كرؤية وحدث، لذلك يعتبر أن الفن ضرورة حياتية، في سبيل تحقيق النضال الفكري والثقافي للشعوب المهيأة لحياة أفضل.

خليل الهاشمي فنان يشف بهدوء، رأى النور في يوم من سنة 1949، متحصل شهادة الماجستير من أكاديمية الفنون كلية النحت، من ليننجراد منذ العام 1980، شارك في الكثير من المعارض المحلية والعالمية، كما حصل على جائزة البلدية لمسابقة النصب العام 1996، إلا أن عمله بقي على الرف.

يقول الهاشمي في بداياتي الفنية مارست مجالات فنية مختلفة، لكن ميلي للنحت أصبح هو الأقرب لنفسي، خصوصاً بعد مواصلتي الدراسة في الاتحاد السوفياتي في السبعينات، وأعتبر إسهاماتي في مجال النحت متواضعة، وقليلة لأسباب كثيرة، وأنا كإنسان لي تفاعلي مع الحياة، وكنحات يثيرني موضوع الإنسان في معاناته وأحلامه، وصراعاته من أجل البقاء، غالبية أعمالي لا تخلو من شكل الإنسان، هذا الكائن الذي أصبح هشاً في عصرنا، لا يهمني الأسلوب الذي أحاكيه أو أنتهجه، بقدر ما تهمني الفكرة التي تبلور وتجسد العمل، قد أكون واقعياً أو تعبيرياً أو تجريدياً، لإبراز الفكرة أو المحتوى، يخيل إليّ أني أحقق تقدماً يوماً بعد يوم، وهذا ما يدفعني إلى العمل، كما يقول النحات السويسري جياكوموتي: «إننا نتابع العمل عارفين أننا كلما دنونا من الشيء ازداد ابتعاداً، إنه بحث لا نهائي، إن لدي استعداداً لتحطيم ما صنعت بالأمس، لأنني أو هكذا يخيل لي أني صرت أرى أبعد». وعند حديثه عن وضع النحت في البحرين لم يخفِ الهاشمي تململه من هذا الوضع، معتبراً أن النحت في البحرين لم يصل إلى المستوى الذي يستحقه، في حين أن فنون أخرى أخذت مكانة مرموقة كما حدث للرسم والتصوير، كما أكد الهاشمي أن النحت في البحرين لم يلعب دوراً ريادياً، سواء في إبراز مواضيعه وفنيته، أو حتى من خلال تطلعاته، وتأسف على عدم رعاية المؤسسات الرسمية والثقافية للأعمال النحتية، وذلك لأسباب كثيرة، فمنها عدم وعي المجتمع للمجسمات، وابتعاد المؤسسة الرسمية عن مسئوليتها من الاهتمام بهذا الفن.

وفي ختام أمسية الهاشمي بأسرة الأدباء والكتاب، قال الهاشمي: «عندما تشاهد الأعمال القبيحة كنصب، تشعر أنه لا يوجد فن نحت في البحرين، ولا أعرف لماذا الإصرار على وضعها في دوار»، حتى الأعمال التي صارت نصباً في بعض الدوارات نالها الكثير من الحذف، في حين أن نحاتاً في روسيا أزيل من أجل وضع عمل له بالقرب من المطار بنائين، «لأن الأعمال النحتية الضخة لا تتنفس إلا في الساحات والميادين والحدائق والشوارع» كما ذكر الهاشمي?

فيديو.. سيرة الفنان خليل الهاشمي - سواعد منامية - الحلقة 7
https://www.youtube.com/watch?v=E98mFxZL4tM

**********

منحوتات «الجنة المفقودة» للفنان خليل الهاشمي في عمارة بن مطر

عرض في عمارة بن مطر –ذاكرة المكان، معرض "الجنة المفقودة" للفنان خليل الهاشمي، ضمن الموسم الثقافي لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، والموسوم بــ"قل هو الفن"، تزامناً مع فعاليات ربيع الثقافة الثالث عشر، ويستمر المعرض لغاية 26 أبريل 2018.

ضم المعرض منحوتات متعددة، مختلفة التكنيك ذات أفكار متنوعة، تدور حول "الجنة المفقودة" -قصة آدم وحواء، والتي تمثّل بطريقة رمزية الصلة بين البشرية والخالق، وتمثل المنحوتات رحلة عبر الزمن لاستكشاف المراحل المتنوعة لنتاج الفنان الهاشمي الممتدة على مدى خمسة عقود.

تجدر الإشارة إلى أن خليل الهاشمي حاصل على درجة الماجستير في النحت من أكاديمية الفنون الجميلة في لينينغراد، وهو عضو في جمعية البحرين للفنون الجميلة، وقد عُرضت أعماله في جميع أنحاء منطقة الخليج العربي وسائر دول العالم. نال على العديد من الجوائز خلال خمسة عقود من اشتغالاته الفنية، وتقديراً لمساهمته العظيمة في مجال الفنون البصرية، حاز على جائزة "إنجاز العمر" من مجلس التعاون الخليجي تقديراً لتميز أعماله وتنوع موادها كما مواضيعها، وتحوّل رؤيته غير المادي إلى المادي، حيث يختزل الفكرة ويجرّدها إلى عناصرها الأساسية، كما اشتهر بشكل خاص بمنحوتات الطيور الأيقونية، التي تمتاز بأناقة التكوين والحرفية الفائقة، إذ تبدو أعماله كما وأنها تطفو برشاقة وخفّة، على الرغم من كونها مصنوعة من مواد ثقيلة الكتلة كالحجر أو المعدن.

رابط صورة منحوتات «الجنة المفقودة» للفنان خليل الهاشمي في عمارة بن مطر
http://akhbar-alkhaleej.com/news/article/1114952

**********

«سرب طيور» لخليل الهاشمي نصبٌ فني يضفي روحاً لـ«تقاطع الغوص»

بعبارةٍ عاديةٍ جداً: «وأخيراً تحقق الحلم»، يبدأُ الفنان والنحات البحريني خليل الهاشمي، حديثاً غير عادي عن (حُلمٍ) يوحي على (لا عاديته) نطقهُ لكلمة (حلم)، بفيزيقيةٍ أشبهُ بتنهدٍ دام محبوساً في صدرهٍ لزمنٍ طويل جداً، ليخرج أخيراً بكل ما تستحضرهُ كلمة (حلم) من تجليات، تعبر عن واقعٍ تحقق «أخيراً»، على شكل «سرب طيور»، فذلك ما حلم بهِ الهاشمي، وليس هو الحلم بحد ذاته، وإنما الحلمُ بشكلهِ الأوسع، هو أن يرى النحات منحوتاته وقد جُسدت كنصبٍ في إحدى السوح أو الأمكنة، وهذا ما كان للهاشمي، الذي دشنت «هيئة البحرين للثقافة والآثار» نصبهُ الفني، «سرب طيور»، ضمن مشروع «تجميل المدن»، مساء الثلثاء (11 ديسمبر)، ليكون علماً من أعلام المكان، ونصباً يشكلُ ذاكرة المارة، جيلاً بعد جيل...

ذاكرة لتخليد المكان
لا يجب أن تترك الأمكنة، كمساحاتٍ خاوية، لأنها شكلٌ من أشكال التأسيس الذاكراتي، والوعي الإنساني، فهي دائماً بحاجة لما يضفي عليها روحاً، تستطيعُ بها أن تخاطب أرواح المارة، لترسم جانباً من الوعي لديهم، كما تفعلُ الأمكنةُ الأولى في ذاكرة الطفل، الذي يبقى محملاً بها، حتى مراحل متأخرة.. وباستطاعة النصب الفنية، من منحوتات واشتغالات، أن تعطي هذه المساحات والأمكنة، قدرتها الماورائية المتمثلة بأبعادٍ تتجاوز البعد الزماني، وترتحلُ في فضاءات التأويل والجمال.
ولأن الفن لغة متجاوزةٌ لحدود الثقافات واللغات، فهو ضرورةٌ لخلق صيغ خطاب أكثر مفهوميةً واتساعاً للتآويل، ذلك أن الفن شكلٌ من أشكال الاتصال منذُ البدايات الأولى للوعي الإنساني، وما يزال يتابعُ هذا التخليق التواصلي الإنساني، فمن نصب الآلهة التي كانت، وما تزال لدى بعض الثقافات، تشكلٌ اتصالاً بين الإنساني بكل أشكاله المادية، والروحاني بكل أبعاده الماورائية، وصولاً إلى أحدث النصب في مختلف ساحات العالم، يتصدرُ الفنُ ويطمحُ الفنانون، لأن يتركوا بصماتهم على ذاكرةً ترتحلُ بعيداً في الزمان، جيلاً تلو آخر، وتأويلاً يتلو تأويل.
هكذا نفهمُ معنى (الحلم) الذي لطالما تمنى الهاشمي أن يتحقق، فـ «سرب طيور»، الذي ينتصبُ في «تقاطع الغوص»، بالقرب من «مستشفى الملك حمد»، مستقبلاً القادمين من المنامة عبر «جسر الشيخ عيسى بن سلمان (الشراع)»، ينتصبُ كتوليفةً تزاوجُ بين ترقرق أجنحة الطير، وهي تحلق عالياً للسماء، وترقرق الماء، وهو يرسمُ بسرياليته حركة سطح البحر، على جانب الطريق، ليضفي على المكان روحاً فنيةً تتجاوزُ الساكن، إلى المتحرك، وتمنحُ المكان شكلاً جمالياً.. جاء نتاج تعاون ودعم من «هيئة الثقافة»، بالشراكة مع «شركة فهد بن عبدالرحمن القصيبي» و«شركة دي إتش إل (DHL)»، بالإضافة لـ«البنك الأهلي المتحد»، الذين توجهت لهم الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، مديرة الثقافة والفنون في الهيئة، بالشكر لما قدموهُ، في كلمتها أثناء حفل التدشين.

دلالات يفصحُ عنها الطير
يتخذُ العملُ رمزية الطير موضوعاً لتجسيد العديد من الدلالات التي يضفيها الذهن الإنساني على هذا الكائن، «فلطيور رمزيتها الخاصة، سواء على الصعيد الشخصي، أو على صعيد الثقافة البحرينية والعالمية بشكلٍ عام» يقول الفنان الهاشمي، موضحاً أختيارهُ الطير موضوعاً، ويتابع «للطيور خاصية تفتقرُ إليها الكائنات الأخرى، فهي تملك حرية أن تتقيد بالأرض، أو تحلق في عنان السماء، وهي بذلك ترمزُ إلى معانٍ كثيرة، كالحرية، والسلام، والوئام، والحب... وهي كذلك أقربُ إلى الإنسان، لكونهِ ينشدُ كل تلك المعاني».
ويبين الهاشمي، بأنه مفتونٌ بالرمزية التي تجسدها الطيور، «لهذا أحببتُ أن أحولها من الرمزي إلى الروحي، ومن الإجمالي إلى الدقيق» قاصداً تجريدها في عمله، وجعلها جزءاً من ذلك المحيط «لقد جردتها.. لأن التجريد ليس مجرد بساطة، بل هو تغلغل في معنى الأشياء»، إذ يؤمن الهاشمي «أن أي عمل فني دون أبعادٍ فلسفيةٍ عملٌ ناقص، فلابد للعمل أن يكون على اتصال بمواقع الفنان المعاش، وأن يحملُ أبعاداً تحملُ فسحةً للتأويل، وتتيحُ للمتلقي أن يسرح في فضاءات الخيال».
وعن شعورهِ بعد تحقق الحلم الذي لطالما انتظره، قال الهاشمي «منذُ أكثر من خمس سنوات، وهذا العمل بين الدراسة والتخطيط، لنهتدي للشركة الألمانية المتخصصة في إيجاد الحلول للأعمال الفنية، وتحقق هذا الحلم الذي لطالما انتظرتُ تحولهُ لحقيقة». وبالرغم من أن النصب لم ينفذ بالشكل الذي خطط لهُ الهاشمي، نظراً للتكلفة الباهضة، إلا أنهُ سعيد بما أُنجز، «لقد تقرر تقليصُ عدد الطيور، وتقليص ارتفاع النصب الذي كان مخططاً لهُ أن يكون بارتفاع 15 متر. فأنا سعيد بأن العمل قد أنجز، إذ أن حلم كل نحات، أن يرى أعمالهُ تغادرُ الورق إلى السوح والأمكنة».
ويؤكد الفنان الهاشمي بأن لديه العديد من المخططات حبيسة الورق، مبيناً «يحزُ في نفسي وفي نفس كل فنان، أن لا تنفذ أعمالهم أو بعضها، فهي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع في أن تزين البحرين بهذه الأعمال الفنية، خاصة وأن المملكة تزخر بفنانيها ومبدعيها»، منوهاً «أن الحضارات والبلدان تقاسُ بعدد مبدعيها».

أبعاد «سرب طيور»
جاء نصب «سرب طيور» على شكلٍ جزئين، الأول يمثلُ حركة تحليق الطيور، والثاني يجسدُ هبوطها، وقد تقاربت أبعادُ العملين، بارتفاع تجاوز السبعة أمتار، وبعرضٍ متفاوت بين ستة وثمانية أمتار، وقد نفذت النصب الشركة الألمانية (Arnold AG)، المهتمة بتحويل الأعمال الفنية إلى نصب واقعية ضخمة، «نحنُ معنيون بتحويل أحلام وأفكار ومخططات الفنانين إلى أعمال فنية حقيقية»، كما تقول سلام بولمن، المستشارة الإدارية، مضيفة «تسلمنا من الفنان الهاشمي كافة المخططات، وبدأنا بتمرير الفكرة على كافة المراحل، من مرحلة الأرقام، وصولاً إلى الهندسة والتنفيذ، وقد تمت كل هذه المراحل بإشراف الفنان نفسه، الذي يمثلُ مايسترو العمل، وضابط إيقاع الاشتغال».

رابط صور نصب "سرب طيور" والفنان خليل الهاشمي
https://www.alayam.com/alayam/Variety/769486/News.html
رابط محاضرة الفنان خليل الهاشمي حول تدشين النصب الفني (سرب طيور)
https://www.bna.bh/.aspx?cms=iQRpheuphYtJ6pyXUGiNqpKnmyUjftLl


المصادر: مواقع الصحف البحرينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل