الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقامة الديمقراطية

علي وتوت

2006 / 7 / 23
كتابات ساخرة


خاصاً إلى صديقي: د. عبد الوهاب خزعل الذي أصلَّ لفكرة المقامة ابتداءً

حدثنا أبو التداول السلمي بن دمقرطة الليبرالي قال: قصدت العراق عام ألف وأربعمائة وست وعشرين، بعد غزو الإفرنجة لهم بأكثر من عامين، مُتلهفاً للقاء بعض الديمقراطيين. فإذا أنـا ببعض الليبراليين، وفي وجوهم كدرٌ مُبين، وبخطوهم متثاقلين، يردون التحية غير مُبالين، لمن كان من المُتعلمنين!.... كمرزوءٍ* صبأ عن الديـن... لا فرق بين عزيـزٍ ومبـين...!
فاسـتوقفت أحدهم أتحرى، لتحقيق بعض الأوطار*، فدلّني على مكانٍ للانتظار، وتبعني كلائذٍ بالفرار، فَعلِمْتُ حِذْرَهُ لبعض النُظاّر، فحدثّني عما أرومُ وباختصار، واسـتحلَفَني بالعزيزِ الجبّار، أن لا أفشي الأسـرار، ثم قال بألمٍ وانهيار:
عن صادقٍ بن جاسم الجابري حدثنا في جلسةٍ ندية في القرية القصية، قال: في مهمتي بالمفوضية، أستقرأ الحالات الرزية من وصفة الغرب الديمقراطية، فأعجب مما في هذا العلاج من تناقض وجهلٍ وعنجهية. إذ كنا نأمل أن تكون الدولة مُمأسسةً* نديّـة، لكنها أصبحت مأزومةً رزيـة. والسلطة التي حلُمْنـا أن تكون وطنيةٌ شرعيـة، قد أمسى حالها يصعب حتى على الكافر بالهويـة، فمن تسـنّمٍ للمناصب بالقرابـة، وليس على أساسٍ من الكفاءة أو الرقابـة، من انتهازيين ونهابّـة وسلابّـة.
بـل إن ما يدعو إلى الغرابة، مشـهد المُحاصصة المُـجابـة، من قبل الدولة الضامنـة لهذه الأنشـطة الوثّابـة: شـيعةٌ وسـنّةٌ وكـورداً.... وانتماءات أخرى جميعها مُعـابـةٌ، حتى ضـاق العيش في بلـد التسـامح والرحابة.
فضلاً عن الأنشطة الدائمة القميئـة، لمنتسـبي أحزابنا الرديئـة، علمـانيـة ودينيـة... لا فرق بينها فمعظمها مسيئـة، إذ تفشّت فيها الرشوة والمحسوبية والنسيئة*، والاختلاس والسرقة من أموال العباد والبريـة البريـئة. لكن ما يحزّ في نفوس المؤمنين بالليبراليـة، تلك المباركة السخيّـة، من دولة الاحتلال البغيـة، لكل أفعال المناضلين السـلبيـة !!.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
مرزوءٍ : مصاب برزيةٍ أو مصيبة
الأوطار : مقاصد
ممأسسةً: قائمة على المؤسسات الحديثة ومجتمع القانون
النسيئة: بمعنى التأخير التأجيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟