الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنّي أعرض ..حزب الله ... وحده!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2006 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


مرة اخرى ...ومهما يكن رأي البعض بالعملية العسكرية التي نفذتها"المقاومة الإسلامية" التابعة لـ"حزب الله" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية والتي أسفرت عن أسر جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية، وماحصل بعدها وليس بسببها من عدوان اسرائيلي مخطط له من قبل يتحرك بتأييد ودعم دولي مباشر وبغطاء عربي ،فان الأولوية الملحة الآن بالنسبة للبنانيين وللعالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي الحر النزيع هي لوقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ودعم حزب الله.

هذه العملية، فتحت الطريق لطرح عدة تساؤلات عن توقيتها، ونتائجها والأجندة التي يتحرك بها "حزب الله" خصوصا في ضوء الرد الإسرائيلي الواسع والذي لا يتناسب مع حجم عملية"حزب الله"،لكنها أكدت أن اسرائيل لاتفهم الا لغة القوة وي تمضي لتحقيق ما يراد لها كمشروع غربي زرع في المنطقة لأغراض شريرة.

"حزب الله" لم يستهدف في عمليته الجريئة إلا الجيش الإسرائيلي، مع ملاحظة أن كل المستوطنين الإسرائيليين هم أهداف عسكرية لأنهم اغتصبوا وطنا ليس لهم وقتلوا شعبا ،وهجروه ليحلوه محله في فلسطين، إلا إن إسرائيل جعلت من المدنيين اللبنانيين، ومن البنى التحتية وصناعة السياحة أهدافا لها ، وصعّدت بشكل كبير جدا من هجماتها على لبنان، وهي تغير كما يبدو من قواعد اللعبة التي كانت حاكمة منذ هزيمتها عام 2000 على يد حزب الله الذي سخر العمق الايراني والتأييد السوري لصالح تحرير لبنان.
فهل يا ترى ما فعله "حزب الله" هو خطأ تكتيكي أم أنه غلطة الشاطر في ظل واقع جديد يعيشه لبنان واللبنانيون وهم في غالبيتهم يؤيدون المقاومة لتحرير الأرض و الإنسان ، رغم عدم انسجام قسم مهم منهم مع سياسة "حزب الله" واتهامه بأنه يتحرك وفق أجندة إيرانية أو سورية ؟.

من السابق لأوانه الآن تقييم عملية " حزب الله"..الحزب الذي أكد في كل تأريخه أن ما يقوله هو ما يتحقق على أرض الواقع ، لأن الحكم عليها يحتاج إلى التريث كثيرا،مادامت إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، وأن الكرامة العربية لم تستعد شيئا من عزتها المستباحة إلا يوم الخامس والعشرين من مايو العام 2000 ،في قصة التحرير..التأريخية.

لكننا ومن سياق ما نشاهده كل يوم ونقرأه من تصريحات ومواقف، خصوصا اصرار مجلس الأمن الدولي على منح التأييد لاسرائيل لتفعل ماأريد لها في المنطقة.

رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية أكبر هاشمي رفسنجاني المعروف بدقة تحليلاته، ربط الجمعة بين ماتقوم به اسرائيل في لبنان، وقرارين خطرين اقرهما مجلس الشيوخ الأمريكي حول سوريا وايران وايضا "حزب الله".
ولم يستبعد رفسنجاني أن تكون الحرب على "حزب الله" مقدمة لشرق أوسط كبير، أعلنت عنه بعد ساعات فقط وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بقولها إن الاطار العام لشرق أوسط كبير وجديد، بدأ يشهد مخاض الولادة.

اليوم يتركز الحديث وبعد هذا الدمار الشامل للبنان، على تأثير عملية "حزب الله" على مجمل الوضع الإقليمي والدولي، وهذا ما اعترف به زعماء دوليون وقادة روحيون منهم حاضرة الفاتيكان البابا بنديكت السادس عشر الذي حذر من أن تؤدي التطورات الجارية في الشرق الأوسط إلى صراع له عواقب دولية، وهذا يعني أنه سيكون لإيران وسوريا دور مهم في حل الأزمة الأخيرة، أو على الأقل في دعم صمود لبنان، اذا لم تتسع دائرة حر لبنان طوها أو كرها .

وفي هذا الواقع فان سوريا وإيران هم في وسط الميدان سواء في التصريحات التي يطلقها الأمريكيون والإسرائيليون في تحميل البلدين مسؤولية " حزب الله" ، وقبلها خطف الجندي الإسرائيلي في فلسطين من قبل حماس، أو في تهديد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده سترد بقوة إذا تعرضت سوريا لاعتداء من قبل إسرائيل ، لن يتحقق من دون ضوء أخضر من واشنطن.
إن ربط إيران بعملية " حزب الله" يأتي على وقع تعثر مفاوضات كبير المفاوضين الإيرانيين مع دول الست بشأن عرض الحوافز المقدم لها على خلفية برنامجها النووي..
إيران كانت حذرت في مناسبات مختلفة أنها ستستخدم نفوذها في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان، إذا أحيل ملفها النووي إلى مجلس الأمن وفرضت عليها عقوبات. وأصحاب نظرية ربط إيران بالعملية الأخيرة، ينطلقون من واقع أن خطف الجنديين سيجعل إيران لاعبا أساسيا في المعادلة على غرار ما حصل في أزمة الرهائن الغربيين في لبنان ودور الوسيط الذي لعبته إيران.
العملية خففت الضغط على الفلسطينيين في معركتهم القاسية مع العدوان الإسرائيلي المستمر،وجعلت إيران وسوريا في مكان واحد على طاولة المفاوضات المقبلة سواء في موضوع العراق أو في الأزمة النووية وحتى في التأكيد مجددا على أهمية أن لا يتخلى لبنان بعد الانسحاب السوري من أراضيه، عن المدفأة السورية .
باختصار..أكدت عملية "حزب الله" أن المنطقة كلٌ مترابط ولا يمكن تجزئة حلولها، من فلسطين المجاورة للبنان والمؤثرة فيه بقوة بما فيه السلاح الفلسطيني وسلاح المقاومة، والتطورات في سوريا ومعركتها المتواصلة مع إسرائيل والضغوط الأمريكية ، وما يجري في العراق وحتى في أفغانستان ....مرورا قبل كل ذلك بإيران.
وإذن...علينا أن ننصر لبنان والمقاومة الإسلامية...وبعد ذلك يأتي وقت الحساب ..أو العتاب!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ