الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تعطس الصين

حسن مدن

2021 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


قد يحملنا العنوان أعلاه إلى الاعتقاد بأن الموضوع يدور حول فيروس «كورونا»، الذي ما إن نذكره حتى يأتي ذكر الصين، كونها البلد الأول الذي أعلن عن اكتشافه في واحدة من مدنه المهمة، ووهان، وطالما أن الحديث يجري عن عطسة الصين، يمكن لنا أن نخال أن للعبارة تتمة، بحيث تصبح كاملة كالتالي: «عندما تعطس الصين تنتشر فيروسات كورونا»، بالنظر إلى أن العطس أخطر سبل انتشار الوباء، حين يقذف بما في الفم من فيروسات من المصابين بها، على ما يقول أهل الطب وأولو العلم.
الحديث وإن كان عن عطسة الصين لا علاقة له ب «كورونا»، بل إن الصين اليوم هي في الحال الأفضل في السيطرة على الوباء، قياساً لما هي عليه الأحوال في مختلف قارات العالم وبلدانه، بما فيها الأكثر تطوراً كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها.
نحن إزاء عطسة أخرى، في الاقتصاد تحديداً، ومستخدم التعبير هو المحلل الروسي فلاديمير سكوسيرف، الذي كتب مقالاً بعنوان: «حين تعطس الصين تسعل آسيا وإفريقيا»، وفيه يتناول المدى الذي بلغه النفوذ الاقتصادي لبكين في واحدتين من أهم قارات العالم، وأكثرهما اكتظاظاً بالسكان، رغم كل الجهود التي بذلتها واشنطن، خاصة في ولاية ترامب المنقضية، في منازلة الصين، والسعي للحدّ من مكانتها الاقتصادية المتنامية، التي ستجعل منها، قريباً، القوة الاقتصادية الأولى في العالم، متجاوزة الولايات المتحدة نفسها.
يمكن القول إن «المنازلة» الترامبية لبكين عادت، على عكس ما أراده صاحبها، بنتائج عكسية، فهي وإن لم تحدث فرقاً يذكر في ما بات للصين من نفوذ عالمي، فإنها مكنت بكين من إحداث اختراق في علاقاتها مع أوروبا، مستفيدة من حالة الجفاء التي أشاعها ترامب مع دول الاتحاد الأوروبي، وإدارة ظهره لعلاقات واشنطن الاستراتيجية معها.
ورغم ما بذله في أسابيعه وأيامه الأخيرة في البيت الأبيض من مساعٍ لوضع العقبات والألغام في وجه خلفه بايدن على غير صعيد، فإن بكين نجحت خلال هذه الأسابيع بالذات في إبرام اتفاقات استثمارية مع أوروبا.
وفيما كان بايدن يتأهب لدخول المكتب البيضاوي، كان وزير الخارجية الصيني يجري محادثات مع زعماء آسيويين مذكّراً شركاء بكين في القارة بأن مشروع طريق الحرير الجديد، على الرغم من الوباء، لا يزال سارياً، لتوسيع نفوذ بكين في المنطقة، وفق ما أشار المحلل المشار إليه.
مهمة بايدن ستكون صعبة.. ليس لأن ترامب عقّدها أمامه قبل ذهابه، وإنما لأن نفوذ الصين بلغ مدى لم يعد بوسع واشنطن تجاهله، ولا الحدّ منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو