الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشياء مؤلمة عن الثورات

مازن كم الماز

2021 / 1 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أن تثور لأن أحدًا لم يطعمك ، لم يأت لك بالطعام و بالنساء و النقود ، لم يحقق لك أحلامك … أن تنتظر أحدًا ما ليفعل كل ذلك ؛ الغرب ، منظمات حقوق الإنسان ، الله و لو ان أكثر المؤمنين بالله لا يطالبوه بطعامهم أو بالاصح بطعامنا و نسائنا و بيوتنا كما يعتقدون و يؤمنون و يحلمون ، إنهم مثلنا يطالبون كل كفار الأرض فقط بأن يعطوهم بل و أن ينهزموا أمامهم أيضًا بدون أية مساعدة من إلههم او ملائكته ، أو الدولة التي تمنح في أيامنا هذه صفات و قدرات و مهام خارقة للطبيعة بينما هي مجرد تنظيم للهيمنة و السجون و العنف و القمع و الاستلاب لصالح نخبة تتغير باستمرار دون أن يتغير اي شيء جذري في جوهر هيمنتها و قمعها … أن هناك من يكترث لك : معارضون ، ديمقراطيون ، قطيعك ، أهلك ، إخوتك ، عشيرتك الخ الخ … أنا مثلًا بالكاد أكاد أكترث لنفسي ، يجب أن اعترف مع ذلك ببعض النفاق في فعل الكتابة الفضائحي ، بأمل زائف يحاول أن يحارب الواقع و التفاهة و العدم و الموت ، ليس فقط موتنا الكامن و المحتم ، بل موت الأوهام أو ما كانت أحلامًا ، محاولة للهروب من القادم بالتمسك بلحظة تمضي دائمًا بسرعة لا نقدرها الا كلما اقتربنا من الهاوية … يعدوك بالكثير لكنهم لا يعرفون كيف و لا أين ، هم يعرفون جيدًا أن ثورتك هي فرصتهم للانقضاض على العرش ، ليبنوا سجونهم الخاصة و أكاذيبهم الخاصة قبل أن يطيح بها عبيد ملوا تفاهتهم و اعتقد بعضهم أن الوقت قد حان ليصبحوا سادة على إخوتهم السابقين … أما القطيع فهو يكترث لمحمد أو خالد بن الوليد ، لفلسطين أو الروهينغا أو الاندلس ، انت و أنا بالنسبة للقطيع مجرد شهداء مؤجلين و جلادين و قتلة بلا ضمير و روبوتات ، يأكلون من فتات القطيع و ساداته ، يعيشون و يموتون كما يريد القطيع و ساداته و شيوخه و منظريه و عسسه … فعل الثوار السوريون عين العقل عندما سرقوا الناس الذين ثاروا لتحريرهم و معها مساعدات الغرب الكافر لأهلهم الذين يبكونهم كل دقيقة و ذهبوا إلى بلاد الغرب الكافر الاستعماري ثوارًا يكللهم الغار و يهذرون عن الحرية و الديمقراطية بقدر ما يهذر الأسد و السيسي عن الوطن و الأمن و الاستقرار … و كلها جيل أو جيلين و يتصرف اولاد هؤلاء كارستقراطيين حقيقيين تمامًا كما لا يمكن اليوم أن تحدس أن اجداد شاليش و الأسد كانوا فلاحين شديدي الفقر و غارقين في الجهل … في عالم يتصارع فيه الناس على السلطة و المال بدون حدود و حيث يدوس على الاخلاق اكثر من يتحدث عنها و يزعمها ، كل ذلك في سبيل السلطة و المال ، في عالم جنونه بلا حدود و أكاذيبه و أوهامه بلا حدود لا نجاة لك ، فد يبدو القطيع مكانًا أفضل للنجاة في مثل هذا العالم و لو إلى حين ، قد تبدو قمة الهرم مكانًا جيدًا يستحق كل هذا النفاق و الكذب و كل تلك الدماء و كل ذلك الهراء ، كل تلك الآلهة و السجون و الوعود المتوهمة بل المزيفة و المنافقة بجنة لم و لن توجد الا لقلة أو لفرد فقط ، ربما ، إذا كان العالم مقسم إلى سادة و عبيد و من غير الممكن أن نكون جميعًا سادة بلا عبيد فمن المنطقي جدًا أن تفعل و نفعل كل ما يمكننا لنكون سادة لا عبيد … و أن نقترف كل شيء ، اي شيء لنصبح سادة … الثورة ستمنح البعض فقط الفرصة ليصبحوا سادة ، الأكثر قدرة على النفاق و الخداع و الأكثر همجية و إصرارًا ، الباقون سيسقطون في هاوية أسوأ من الهاوية التي كانوا يعيشون فيها … ليس فقط أنهم سيبقون عبيدًا و سيحرمون مرة أخرى من صوتهم و حياتهم و أحلامهم ، يجب الان اقتلاع ذكرياتهم عن السادة الجدد عندما كانوا مجرد عبيد تافهين خانعين و هذا يتطلب قمعًا و نفاقًا و أوهامًا تفوق ما يحتاجه اي ديكتاتور ليحافظ على عبيده خانعين … في عالم لا يقدس الا السلطة و المال و لا يهذي الا بهما ، كل شيء ، كلنا ، نباع و نشترى ، و كل شيء مباح … اما أن تذهب الان لتبول على كل شيء ، لتحتفل في الشوارع التي يلتهمها اللهيب ، تفعل ما يحلو لك ، تأخذ ما تطاله يدك ، تمارس اي فضيحة على الهواء و العلن ، أو أن تبدأ بتعلم فن الكذب و بيع الأوهام و قمع العقول و الأجساد لعلك تأخذ مكان السيد الذي تشتمه اليوم … لا أعدك مثلهم باي شيء ، لا الثورة و لا الدولة و لا حقوق الإنسان و لا اي هراء آخر يمكنه أن يعدك بأكثر من هذا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي