الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزبية الإسلامية

حميد المصباحي

2021 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الحزبية الدينية
--------
بانتقال الإسلام الدعوي إلى السياسة,في صيغتها الحزبية,عرف تفكير
الجماعات الإسلامية تحولات مهمة,في التفكير و التدبير و حتى العاطفة,و هي
التحولات التي تعرفها كل الجماعات الدينية,عندما تصر على خوض غمار
السياسة بلبوسات دينية,فما الذي طرأ على الفعل الدعوي بانتقاله للمجال
الحزبي السياسي في المغرب؟
1من الوعد إلى الوعيد
كانت حركات الإسلام الدعوي,تعتمد على ثنائية,الترغيب في الإسلام,من خلال
التذكير الخطابي بجنان ما بعد الموت,و اعتبار الحياة مجرد محطة مهما طال
البقاء فيها فهي منتهية,و بذلك فالعمل على ربح الخالد أجدى من الزائل,أي
الدنيا,بمعنى الأدنى,أما السامي,أي السماوي فهو الخالد,لكن الحركات
الدينية ما أن تسيست حزبيا,حتى انتقلت إلى منطق الوعيد,ليس في صيغته
الأخروية الجزائية,بل الدنيوية,بحيث عملت على تهديد المتعاطفين
المحتملين,بخزي الدنيا و عقوباتها قبل الآخرة,ليتطور الأمر إلى
الإنتقامات الظاهرة أو الخفية,بشرعنة مثلا قتل المرتد و الكافر,و هو عنف
مبطن,غايته التخويف في صيغته السياسية الآنية و ليس الأخروية كما كان
يحدث من خلال الفعل الدعوي.
2من التأنيب إلى التعذيب
كما كانت عادت الإسلام الدعوي,أنه يعمل بخطابية تأثيرية على استمالة
العاصي,و دفعه لتأنيب نفسه,بإحياء ضميره الأخلاقي ليؤنبه على ما يقترف من
معاصي أو تركه للواجبات الدينية,مع تسيس الحركة الدينية,خلقت لديه
عذابات,متمثلة في كون قبوله بأية سلطة مدنية يعتبر تطاولا على سلطان الله
و عصيانا بينا له,مما يولد سخطا على الذات,و رغبة عارمة في الموت,بالتهرب
من وزر القبول بحكم غير المسلمين,مما يرسخ عادة الطاعة العمياء للزعيم
السياسي و الذي حل مكان الداعية,الذي أبعد تاكتيكيا في التدافعات
السياسية,التي تعلم منها قادة الإسلام السياسي,جواز الكذب على العاصي أو
الكافر أو المنافس,باعتبار ذلك خطة حرب تبيح الكذب و التلاعب السياسي
بالخصوم حتى لو كان ذلك من قبيل الوعود الكاذبة,في البرامج و حتى
اللقاءات العامة و الخاصة.
3من الزهد إلى النهب
ليس المقصود بالنهب السرقة,بل محاولة الإستيلاء على رصيد رمزي,لمواجهة
الخصوم به,من قبيل إظهار قادة التنظيم بأنهم مستهدفون,أو كانوا مستهدفين
بالبنادق أو السموم أو المؤامرات الخفية,و كأنهم وحدهم المخلصون للوطن,و
بمثابة الموعودين بالنصر و التطهير من كل آفات الدنيا,الجديرة بكل
التضحية,فالسلطة غدا مطلبا و لم يعد مناصب مزهود فيها كما كان الحال مع
الإسلام الدعوي,بل إنها مفتاح للنصرة و التمكن المطلوب دينيا في الصيغة
السياسية لحركات الإسلام السياسي.
خلاصات
حتما بدأت إرهاصات الحزبية الإسلامية في الفشل واضحة,مما يدفع للتساؤل عن
الخطة البديلة التي سوف يلجأ إليها الإسلاميون,فإما القبول بالسياسة في
صيغتها المدنية,التي تفرض التخلص من الشعارات الدينية,ليصير الحزب تنظيما
كباقي التنظيمات الطامحة للحكم وفق التعاقدات الديمقراطية,أو الهروب
للأمام,بالبحث عن آليات اختراق المجتمع اقتصاديا تمهيدا للهيمنة
الدينية,إذا استبعد الخيار العنيف,بفعل الإقتناع بالسلم و التسامح أو
العجز المؤقت عن اللجوء إليه.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم