الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الى مدينة سامراء

صوت الانتفاضة

2021 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


مدينة تاريخية قديمة، قبل ألف ومئتي عام تقريبا اوجدها الخليفة العباسي المعتصم، واتخذها عاصمة لدولته، تبعد عن بغداد بحدود المئة وعشرين كيلومتراً، يسكنها حسب اخر الاحصائيات أكثر من 300 ألف نسمة، هي أكبر قضاء في محافظة صلاح الدين، تشتهر بمعلمها الأبرز "الملوية"، ادرجتها منظمة اليونسكو عام 2007 ضمن قائمة التراث العالمي؛ فيها أشهر معمل لإنتاج الادوية في العراق "معمل ادوية سامراء"، تحدها البساتين من كل جانب، فهي تغفو على نهر دجلة، لهذا فأجوائها طيبة.
الطابع العشائري هو الغالب على سكانها، فهم يتفاخرون بانتماءاتهم العشائرية، فتجد "دواوين ومضايف" العشائر منتشرة، وهي التي تحل اغلب المشاكل والنزاعات التي تحدث، ومن هذه العشائر (البو نيسان، البوعباس، البو باز، البو رحمن، البو مليس، البو اسود، البو عيسى، البو بدري، والحداحده) وقد تجد بعض التصنيفات عند السكان لهذه العشائر، فمثلا يقولوا ان عشيرة "البو نيسان" جلهم شيوعيون، او ان العشيرة الفلانية "بعثية" او تلك العشيرة "اهل دين" الخ.
فيها بعض مقرات لأحزاب محددة، وهي شكلية جدا، وليست لها اية فاعلية بين أوساط الجماهير، منها "الحزب الشيوعي العراقي، والحزب الإسلامي"؛ هي المدينة الوحيدة التي لم يدخلها "داعش" ضمن مدن واقضية محافظة صلاح الدين.
تخضع هذه المدينة بالكامل لسيطرة ميليشيا جيش المهدي، هم القوة الفعلية والوحيدة، ممنوع دخول اية قوات عسكرية؛ محاطة هذه المدينة بكتل خرسانية كبيرة "صبات" بارتفاع أربعة أمتار، فهي كالسجن الكبير، ولها أربعة مداخل فقط، الدخول اليها بواسطة "كفيل" من داخل المدينة، ثم يسلم لك "باج" تستطيع من خلاله المكوث فيها، ويسلم عند الخروج؛ اغلب شوارعها مقطعة ومغلقة "شارع البنك، شارع الكورنيش"، لا يوجد فيها أي متنزه او مكان للعوائل او الأطفال، والمتنزه الوحيد يقبع تحت خطوط الكهرباء "الضغط العالي"، وهو من أخطر الأماكن.
بعد احداث "داعش" غيب الكثير من شباب هذه المدينة، يتحدثون عن اختطاف أكثر من ألف ومئة شاب، الى اليوم لا يعرف مصيرهم، انها مدينة منكوبة، أصبحت خربة، لا خدمات فيها من أي نوع كان، البطالة منتشرة بشكل كبير فيها، انها مدينة اشباح، الحياة فيها معدمة تماما؛ سيطرات جيش المهدي منتشرة في اغلب شوارعها، وانت تتجول فيها تستوقفك هذه السيطرات لتريهم "باج" دخولك، هذه الميليشيات تفرض حظرا للتجوال يبدأ من الساعة الثانية الى الرابعة فجرا، اذا مسكت هذه الميليشيات احد ما وبحوزته "بطل بيره" فان القائمة تقوم، يؤخذ لك صورة مع "بطل البيرة" ثم يسكب هذا المشروب في الشارع، وبعدها يتركوك، وفي حال تكرر هذا الفعل، فقد تٌضرب بقوة، فأهم شيء لدى هذه الميليشيات المحافظة على "قداسة المدينة" دون الالتفات لواقعها المعيشي.
في عصر الإسلام السياسي تحول كل شي الى خراب، لا توجد مدينة واحدة في هذا البلد تستطيع ان تقول انها تساعد على العيش فيها، واقع بائس ومزري، مدن جميلة تحولت في عهدهم الى اطلال، اثرا بعد عين مثلما يقال، لا زراعة ولا صناعة ولا سياحة، فقط حروب طائفية وقومية وعشائرية، فقط النهب والسلب والفساد، فقط القتل والتهجير والتدمير، فقط الاختطاف والاعتقال والتغييب، لا شيء في قواميسهم مفيد، انهم الة خراب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص