الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلتي الثانية مع الطور المحمداوي

كمال الموسوي
كاتب وصحفي

(Kamal Mosawi)

2021 / 1 / 31
الادب والفن


في الزمن السابق حين كان الغناء اصالة والاستماع اليه فرضا واجبا، كان الفنان الكبير محمد عبد الوهاب موسيقار الفن ، يتابع الاصوات من شتى انحاء الوطن العربي، وحين سُئل عن اجملها..؟ قال تعجبني تلك الحناجر التي تنطلق من اهوار العراق..! ويقصد هنا اصوات الذين ابدعوا في اداء اطوارهم الجنوبية المتجذرة في عمق الحضارة الاهوارية،وثابته في الهور كثبات القصب والبردي.. بل كأنها "چباشات" تحمل فوق عاتقها هموم الساكنين عليها..! الذين يولدون من الحزن ويرضعون الحزن من صدور امهاتهم التي كانت تلطمها بكل قسوة عند ذكر الحسين ع، او حين تحل بهم فاجعة ما..! حتى ان امهاتنا كن يرسمن لوحة ايقاعية ترتبط بصوت "الملاية" التي تنعى الحسين الشهيد ع او فقيدهن. فلازال صوت هذا "الطور" ينساب في مسامعنا كما انسياب الماء في مجريات الانهر التي كانوا يجلس عليها العاشقون ليأنوا انينهم على ضفافها..
ولانني من عشاق هذا الانين القديم المتجدد، قررت هذا اليوم وانا في طريق عودتي من العمل، الاستماع الى افضل من اجاد هذا الطور في عصرنا الحديث، فلم اجد اكثر اصالة من رياض احمد وهو يرتل جدليته ( يا منهل الروح.. روحي لو ترد من هلك) ورحت معها في غيبوبة كبرى، اخذتني الى حيث لا اتوقع، الى الشغف والشوق والحرمان والحُزن الذي يخالط انفاسنا ويشاركنا النبض وجميع التفاصيل.. تذكرت حبيبتي التي تشبه صوت "ابو الروض" حين يأن بمواويله المحمداوية حد الصراخ وحد الجزع.. وقد لا يعلم الكثيرون ان بعض الانين قد يقتل صاحبه.. وها هو ابو الروض خير مثال على ذلك..!

لازلت مندهشا من جمالية هذا الطور واناقته، ولطالما سألت نفسي عن سر التشابه بينه وبين حبيبتي، وقوة الشغف التي فيه وبشفتيها، والحنين الذي احسه فيه وبصدرها الذي ما ان لامسته بأصابعي فقدت ذاكرتي، وتمنيت ان لا اصحو منه الى يوم القيامة.. فليس هناك اجمل من صدرها والطور المحمداوي..فهما متشابهان بالمساحة واسقاط الخصوم.

لم يكتمل النص بعد....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا