الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين التقيمين العراقي والأمريكي للتفجيرات الاخيرة

ماجد علاوي

2021 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


روعت بغداد في 21 كانون ثاني 2021 بتفجيرات ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 32 قتيلاً وأكثر من مائة جريح بعد فترة شعر الناس فيها بالآمان منذ تفجير الكرادة الدموي في 3/7/2016 والذي ذهب ضحيته المئات من الأبرياء بين قتيل وجريح. وفي خضم حرارة المصيبة تكاثرت التقييمات والاجراءات المتخذة أو التي ستتخذ ثأراً للدماء البريئة. وكان اول رد فعل للحكومة وفي الساعات القليلة التي أعقبت الانفجار هو تبديل كامل طاقم القيادات الأمنية، أو حسب تعبير السيد رئيس مجلس الوزراء "حين يحصل خرق يجب أن تتحمل القيادات الأمنية مسؤوليته" (وكالات 22/1/2021).
وبعد بضعة أيام وبعد هدوء المشاعر والانفعالات التي أججتها الكارثة ينقل لنا السيد رئيس مجلس الوزراء وبعدها بيان السيد الناطق العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة في (28 كانون الثاني 2021) صورة أخرى عن هذه القيادات الأمنية التي أزيحت من مواقعها لتقصير في أدائها كما قد يتبادر للذهن من طبيعة الإجراء الحازم المتخذ بحقها. ففي الجلسة الاستثنائية للمجلس الوزاري للأمن الوطني يقول السيد رئيس مجلس الوزراء: إن “أجهزتنا الأمنية قامت بجهد كبير خلال الأشهر الماضية، وكانت هناك عمليات كبيرة ضد عصابات “داعش” الارهابية ونجحت أغلب عملياتنا، وهناك محاولات يومية لداعش للوصول الى بغداد تم إحباطها بعمليات استباقية" (وكالات 22/1/2021). وقال السيد رئيس مجلس الوزراء عند استقباله لعوائل الشهداء: "المدعو والي العراق بعصابات داعش كنا نتابع تحركاته منذ اشهر، وفي كل مرة نحاول فيها القضاء عليه تواجهنا العراقيلً... اخوانكم في كل القوى الامنية والاستخبارية والعسكرية لم يقصروا ، ربطوا الليل بالنهار في متابعة هذا المجرم ومن معه وهم المخططون والمنفذون والمتورطون بسفك دماء ابنائنا" (الوكالات – 30/1/2021). أما السيد الناطق العسكري فقد قال أن عملية مقتل والي العراق لداعش نتيجة لتكثيف قواتنا الأمنية "جهدها الاستخباري في ملاحقتها لكل خيوط تنظيم الإجرام، عبر عملية استمرّت منذ شهر أيلول الماضي ولغاية كانون الثاني الحالي".
إن هذه البيانات من الجهة المسؤولة على تسيير أمور البلد يفترض ان تنقل إلى الناس صورة مطمئنة لتعاملها مع الأزمات ولا تتركهم في إرباك حقيقي في الموقف أزاء من نالتهم تلك الإجراءات الفورية، هل هم مقصرون يستحقون الإزاحة عن المناصب والمسؤوليات المناطة بهم، أم هم حماة ساهرون ولكن حالهم حال أمثالهم حتى في أكثر بلاد العالم تقدما، عرضة في ظروف تعقيدات العمل الأمني والعمل في الظلام والحدس وربط المعلومات لأن تشوب عملهم ثغرة هنا أو خرقاً هناك، والبشر خطاء، ومن لا يعمل لايخطأ.
وفي مقابل هذه الصورة للتفجيرات وما تلاها من إجراءات، فإن السيد مايكل نايتس الزميل في معهد واشنطنن لسياسات الشرق الأدنى الذي شعاره "من أجل تحسين جودة السياسات الأمريكية الشرق أوسطية" ينقل لنا في مقالته "تفجيرا بغداد..." [راجع رابط المقال في أدناه]، صورة أخرى لتلك التغييرات حيث يصفها بأنها "واحدة من أهم التعديلات العسكرية في التاريخ الحديث" و"تبشر التغييرات بتعزيز الأمن في جميع أنحاء البلاد، وإضعاف الأحزاب المرتبطة بالميليشيات ". ويقول في المقدمة في النص الإنكليزي للمقالة ما ترجمته "أن الحكومة العراقية تستمر في شحذ (او صقل) قيادة مختلف الآمريات (العسكرية)... مما يمنح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عتلة (Leverage) إضافية لمحاربة داعش مع ترك أخف أثر محسوس لوجودها". ويستمر السيد مايكل نايتس: "على المجتمع الدولي دعم هذا التقدّم من خلال التشجيع من وراء الكواليس وتقديم مساعدات إضافية معظمها لوزير الداخلية عثمان الغانمي وفريقه القيادي الجديد".
ويتساءل "هناك العديد من الأسباب لإجراء التغييرات الحالية، ولماذا يجب على المجتمع الدولي دعمها؟" ويبين هذه الأسباب:
"• تعزيز التنسيق. ستُسهّل التغييرات [الأخيرة] تنسيق العديد من الوظائف الاستخباراتية الحيوية لعمليات مكافحة الإرهاب. ومن خلال تشكيل فريق مختار بعناية من كبار الضباط.
"• الحفاظ على استقرار بغداد. مع اقتراب موعد الانتخابات في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، ومع هجمات الميليشيات على الحكومة والشركاء الأمنيين الدوليين... تم توجيه القادة الجدد ... الذين تم اختيارهم بعناية بالتشديد على الأمن في المركز الحكومي، بما في ذلك من خلال منحة أمريكية جديدة بقيمة 20 مليون دولار لتحديث المحيط الأمني"
"• الحفاظ على الوصول إلى الدعم الدولي. يجب أن تساعد التغييرات في القيادة في الحفاظ على وصول العراق إلى أنظمة الدعم وجمع المعلومات الاستخبارية الغربية، لأن الضباط الجدد يستوفون المعايير".
وبعد تحديد أسباب هذه التغييرات وما تستهدفه، يشدد "على الولايات المتحدة وشركاء التحالف الآخرين الترحيب بهذه التحسينات بتشجيع كبير ودعم متزايد. كما عليهم ترتيب اجتماعات فورية مع القادة الجدد"... ويختم نصائحه "إن أفضل طريقة لإدارة بايدن لإبقاء العراق بعيداً عن العناوين الرئيسية هو تعزيز دفاعات بغداد. ولحسن الحظ، يمكن أن تقوم واشنطن وشركاؤها بالكثير في هذا الخصوص وباستثمار قليل جداً من المال وعدم تعريض جنودها لأي مخاطر أمنية إضافية".
هنا يخطر السؤال: هل تستحق معالجة "خرق أمني" مثل هذا الكلام الأحتفالي الكبير من قبل أحد أهم صانعي السياسات الأمريكية إلى الدرجة التي يصفها أنها "واحدة من أهم التعديلات العسكرية في التاريخ الحديث"... من نصدق!!
- رابط مقال مايكل نايتس باللغة العربية
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/tfjyra-bghdad-yhfwzan-tdylat-kbyrt-fy-alastkhbarat-waljysh
- رابط مقال مايكل نايتس باللغة الإنكليزية
https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/baghdad-bombing-spurs-major-intelligence-and-military-reshuffle








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للكاتب على تنويرنا بالموقف الاميركي الحازم ضد
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 1 / 31 - 20:12 )
ضط داعش وجميع انواع الارهاب الاسلاموي-وبالتاءكيد الارهاب البشع المعادي لاستقلال وحرية والتطور المدني لشعوب منطقتنا الذي تمثله عصابة دويلة الفقيه السفيه-وليس ايران-فايران شعب جميل وذكي وملئ بالمواقف المعاديه لفايروس الفاشية الاسلامية في منطقتنا والعراق ونفس ايران -تحياتي

اخر الافلام

.. غزة على خط الحياة


.. الناتو يستعد للحرب وروسيا على أعتاب أميركا. فهل اقتربت الموا




.. خامنئي يصرخ بـ-الموت لأميركا- وأحفاده يبحثون عن الحلم الأمير


.. تصاعد الخلافات في الحكومة الإسرائيلية وغانتس يتجه للاستقالة




.. شبح المخدرات يهدد رئيسي أميركا.. الناخبون يطالبون بخضوع بايد