الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحاج الذي أنقذ زواجي
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
2021 / 2 / 1
الادب والفن
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/e34ddb32-c8bf-4f30-8340-7290402994dc.jpg)
أنا ريّا من بلدة أم الفحول . سألت أمّي لماذا سميت بلدتنا بأم الفحول؟ قالت : اخرسي، لا تنطقي بهذا بعد الآن. استغربت جواب أمّي ، اسم البلدة مكتوب على يافطة عريضة، وبها تمثال عار لرجل يحاول أن يصرع ثوراً . لم يختف السّؤال من ذهني، كدت أدفع حياتي لأعرف السّر.
في مرّة كنت ذاهبة في الحافلة إلى العاصمة ، كان رجلان مسنان يتحدّثان بهمس ، مع رغبة أن يسمع الجميع. قال أحدهم للآخر: تصور يا رجل أنّني لا زلت أحتفظ بفحولتي! أجابه الآخر: أما أنا ففي كل يوم أعيش العرس. لم أفهم ، إلى أن التقيت بالبروفسور سعد الله، طلب منّي أن أناديه سعدون . تعلّق البروفيسور بي . هو أكبر مني بعشرين سنة ، ولا زلت في العشرين من عمري. دعاني إلى مكتبه لنناقش أمر الوظيفة. قال لي وظيفتك سهلة ، ثم أحاط كتفي بيده، حرقتني أنفاسه، و ملأت المكان رائحة الخمرة التي تفوح منه، و أولج يده بعيداً في جسدي، فاستسلمت، ثم بكيت ، وبكيت، بينما يمسح دمعي ويقول سوف أطلبك غداً للزواج، ألم تشعري أنني فحل؟
لم يصدق أبي أن البروفسور سعدون طلب ابنته ، فجهّزني وزفتي إليه في أقل من أسبوع . كنت سوف أقول لأبي أن هذا الرجل نذل، لكن لن يصدقني، وربما أراد أن يخلص منّي.
ليس عند سعدون قيم دينيّة، ولا قيم إنسانية، هو مولع بالجنس في جميع أشكاله ، حتى المثلية، و الاعتداء على الأطفال . عندما يثمل يستطيع أن يفعل أية بذاءة يختار. قرّرت أن لا أترك سعدون ، فلا أعرف إين أذهب إن تركته ، لكن لا يمكن أن أقضي حياتي كالدّابة ، ولا بد من حل.
كانت حياتي جميلة مع الحاج أبو إسلام. نخرج معاً ، يسمعني أجمل الكلام، يعاملني كطفل مدلل. إنّه متدين، وما الضرر في الأمر؟ هو لا يتحدث بالدين عندما نلتقي ليلاً ، فقط يمنحني طاقته الإيجابية في الحب والحنان. كان المنقذ الحنون لي من رائحة زوجي ، ومن عناء الحياة، وزوجي ليس له طلبات كثيرة فقط ينهي مشروبه
، يتحدّث عن فحولته، وهو يعانقني، ثم يشخر قبل أن ينتهي من كلامه ، أقلبه على السرير، و أسرع إلى الحاج أبو إسلام، يكون قد أعد لي طعاماً ، يجلسني على ركبتيه، يطعمني، أشعر أن العالم ملكي. عشت مع زوجي عشرين عاماً ، مات في عمر الستين تحت تأثير الإدمان، وبقي الحاج معي، و بينما كنت أفتّش في أوراق الحاج الرّسمية رأيت أن لديه أربعة نساء، قتلته، دفنته قرب تمثال الفحولة. نسيت شكله. هل كان الحاج حقيقياً ؟ لا أعرف إن كنت أنا من ابتكر اسمه ورسمه ، وجعلته عالماً آخر لي كي أستمر، أم كان وهماً ضحكت به على نفسي؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش
![](https://i4.ytimg.com/vi/_pQc54PDj3Y/default.jpg)
.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص
![](https://i4.ytimg.com/vi/JCdmQT7hYhI/default.jpg)
.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود
![](https://i4.ytimg.com/vi/cmixbV08DPc/default.jpg)
.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا
![](https://i4.ytimg.com/vi/RVfsohkh8Vo/default.jpg)
.. الموسيقار نصير شمة: كل إنسان قادر على أن يدافع عن إنسانيته ب
![](https://i4.ytimg.com/vi/qGY1GwS75zw/default.jpg)