الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكذّابة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 2 / 1
الادب والفن


للنساء فوق السّتين
هل هنّ السبب، أم هم السبب؟
حديث يطول بين باسم ورباب حول وراثة العنف و الفقر، و الزيف .
تقول رباب : أخجل أن أسمي أمي الكذابة بيني وبين نفسي، فهي أمي، لكنها حقيقة تكذب، و الناس تعرف الحقيقة .
يتهامسان، وقد كانا قد تجاوزا سن العشرين حول والدتهما ، يصفانها مزاحاً ب: " الكذابة"، يقلدانها وهي تعيش حالة الفراغ مع والدهما . تقول رباب لأخيها أن أمها تعتقد أنّ والدهما ضحى بالزواج منها لأنه يصغرها بعام واحد إلا شهر ويوم ، يجيبها الأخ بأن أجمل ما في علاقتهما بأنها دائماً تأخذ دور المتحدّث بينما هو يصمت في سره ويبتسم ابتسامة صفراء. لم يصل أبو باسم للستين بعد، وهو يعتبر نفسه شاباً، وفي الحقيقة هو ليس عجوزاً بمقاييس العصر ، لكنّه بالتأكيد قد وصل إلى سن النّضج ، مع هذا فهو يعيش المراهقة كون زوجته أصغر منه بعام واحد إلا شهر ويوم.
أم باسم نشيطة اجتماعياً ، تجتمع النساء عندها في الصّباح ، يدردشن حول حياتهنّ اليوميّة ، و إن لم يأتين في يوم ما تضع كرسياً أمام بيتها فيجتمع النساء و الرجال، ومنهم زوجها، حيث يطيب له محضر النساء ، وتجري الأحاديث حول الحياة العائلية بينما باسم ورباب ينصتان إليها من داخل الغرفة المطلة على الشّارع حيث يفتحان جزءاً من النافذة، وبعد بدء الأحاديث تتبرع أم باسم بالحديث عن علاقتها المثالية مع زوجها، وتتهم النساء المطلقات بأنّهن لم يفهمن حاجات الرّجل، وفيما تقوله: " المرأة الذكية هي التي تحافظ على زواجها و أسرتها ، فالرجل يتعب و يشقى من أجل الأسرة ، مثلاً أبو باسم مرهق من العمل. أحدّثه بكلام طيب ، فنقضي ليلة سعيدة. أعتبر نفسي محظوظة كيف التقيت برجل استثنائي"
تسأل رباب أخاها: هل سوف تكون رجلاً استثنائياً كما والدك؟
-إن التقيت بامرأة استثنائية كأمّي تعتبر أنها تغطي على الفضيحة. البارحة فقط أمسكت به عند باب الدار يقبّل سماهر، ويعطيها مئة ليرة -طبعاً هذا الحديث عندما كان للمئة ليرة قيمة فباسم ورباب اليوم يكادان يصلا الخمسين من عمرهما-
-أمي تعتبر نفسها ذكية عندما أعطت ذهبها لأبي كي يطلّق سماسم بعد أن قضى معها سنتين .
لا أرغب أن أكون مثل أمّي يا باسم . أحبها لأنها تستطيع أن تفدينا بحياتها، لكنّها مزيفة.
-لا أرغب أن أكون مثل أبي . سوف أكون جديّاً . أحترم عائلتي ، لكنّني أعتبر أن أمّي تدافع عن وجودها، وليس عن أبي. نسيت أنّنا نعيش في الغاب. لا أعرف كيف أهرب من هذا المكان . بدأت بالدراسة الجامعية، ولست مقتنعاً بشيْ.
-معك حق . إن رأيت مخرجاً قل لي علني أذهب معك ، وعندما أصبح قوية مادياً سوف أساعد أمي فقط لأن أبي حتى لو صار عمره مئة عام لن يتوقف عن الطريق الذي سلكه.
-سوف تعطيه ما ترسلينه، فلا زالت تعتبر أنّه ضحى بشبابه ، وتزوجها تلك الفتاة العانس في الخامسة و العشرين من عمرها.
هل تسمع أصواتاً مثلما أسمع. أسمع أصوات تقول: حرّية، وأسمع ما يشبه طلق الرّصاص.
-الخبر على المحطات الفضائية . إنهم يقتلون المتظاهرين من أجل الحرية .
بعد خمس سنوات سمع باسم أصواتاً تقول الله أكبر!
عد سبعة أعوام سمع أصواتاً تقول: فداك أمّي و أبي يا رسول الله!
بعد عشرة أعوام سمع أصواتاً تقول : إلا رسول الله!
بعد عشرة أعوام وشهر سمع أصواتاً تقول: لا للحريّة !
أمسك بيد أخته ، بدءا يطويان الأرض و الزمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود


.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا




.. الموسيقار نصير شمة: كل إنسان قادر على أن يدافع عن إنسانيته ب