الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن .. والإنتخابات ...والأقلية الصامتة / 2

كاظم الأسدي

2021 / 2 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لعل دولة جنوب إفريقيا من البلدان الرائدة في تجنب حالة اللادولة وفقدان الأمن خلال عملية التحول الديمقراطي التي حصلت فيها , من نظام عنصري تعسفي الى نظام ديمقراطي متعدد الثقافات .. ومن دون إراقة دماء وضحايا .. مع المحافظة على الأمن والقانون ؟ ولسبب بسيط يتلخص بتمسك الرئيس الجديد نيلسون مانديلا وقيادته في تبني مبدأ العدالة الإنتقالية خلال عملية التحول ,
ما أحوجنا اليوم في العراق الى إستلهام الدروس والعبر من تجربة هذا البلد..ومسيرة قائد التغيير فيه مانديلا ؟ الذي إستطاع أن يتجاوز تلك الفترة السابقة من العنف المعهود والظلم الواقع على أبناء جلدته من قبل الأقلية العنصرية التي كانت تحكم قبل فوزه في الإنتخابات . كما تسامى على كل الجراح التي سببتها له سبع وعشرون عاما" من السجن . وتنازل حتى عن معاقبة جلادبه ! من أجل الحيلولة دون الإحتراب الأهلي وإراقة المزيد من دماء شعبه , مسترشدا" بالقول السديد .. (( ولم يعد مقبولا البتة ، البقاء اسرى الظلام في حين ان بامكاننا ان ننسج خيوط الشمس اين ماحطّت بنا أقدامنا )) بالتأكيد أن نيلسون مانديلا . ما كان بإمكانه أن يحقق كل ذلك الإنجاز الوطني لشعبه , لولا تبنيه سياسة التحالف الوطني مع الحزب الشيوعي وبقية القوى الوطنية الصغيرة . لخوض الإنتخابات وتحقيق الفوز الساحق على السلطة العنصرية التي كانت تمتلك القوة والنفوذ والمال في حينها !! ورغم أن مانديلا وحزب المؤتمر كانا يتبنيان العنف والإحتجاجات في طوال نضالهما ضد التمييز العنصري الذي يمارسه العنصريون من البيض ؟ إلا أنه أصر بعد فوزه على تبني سياسة المصالحة الوطنية حتى مع جلاديه . إضافة لحرص القيادة الجديدة على توفير الضمانات القانونية والعدالة وكامل الحقوق للمتهمين من رجال السلطة المزاحة . ما أحوجنا في عراق اليوم . وقد وصلت العملية السياسية الى طريق مسدود وإنغلاق الأفق السياسي أمامها . لأحياء شعار ((عفا الله عما سلف )) من أجل إستعادة الهوية الوطنية المفقودة نتيجة التناحر السياسي والطائفي الذي ينخر الوطن . ما أحوجنا وقد يأس الجميع اليوم من إصلاح الوضع . ولم يبقى أمامه إلا الإنتخابات القادمة . فهل تستطيع القوى والأحزاب السياسية المعول عليها قيادة التغيير , ومن مختلف المنابع الفكرية والسياسية , المدنية منها , والديمقراطية , والتشرينية , والإسلامية . أن تتجاوز عقدها و حساسيتها ومواقفها السابقة . وتخطو بمسؤولية نحو بعضها, من أجل إستثمار الإنتخابات القادمة وخوض معتركها في قائمة"وطنية" واحده . تكون قادرة" على إستعادة ثقة الأغلبية الصامتة من المواطنين الذين نفضوا أيديهم من إمكانية التغيير وأعطوا ظهورهم للعملية السياسية برمتها , وعزفوا عن المشاركة في الإنتخابات الأخيرة . والذين لايمكن تغيير قناعاتهم تلك . بعد كل تلك الإخفاقات والإحباطات المتكررة التي عاشوها مع الإنتخابات , , إلا في حالة وجود حاضنة إنتخابية وطنية جامعة , تضم أوسع طيف ممكن من المخلصين الوطنيين النزيهين . تكون قادرة على تغيير موقفهم وجذبهم نحو المشاركة الفاعلة ؟ لاتوجد خسارة يواجهها الانسان اكثر من الفرص المواتية التي يهدرها ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |