الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسقف المنخفضة ... وهامش الديموقراطية

عبد الفتاح أحمد عبد الفتاح

2003 / 5 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

في محاضرة قيمة لأحد أساتذتنا الأجلاء تحدث عما أسماه بـ "حق الأسقف المنخفضة " ، وفي دراسة ممتعة له طالبنا بألا نجعل من "هامش الديموقراطية " عبئًا على الحاكم .. ! ولأن سيادته يتمتع بكاريزما خاصة لا تملك أمامه إلا الانبهار وفتح كل مسام العقل لاستقبال ما يصرح أو يهمس به ، ولأن الحوار معه غير ممكن حيث إن الانبهار يكبل التفكير ، وكثير الاحترام له يأسر اللسان ، فليسمح لي سيادته أن أحاوره على الورق ...
سيدي .. إن هامش الديموقراطية .. ولا أجادل فيما نتمتع به دونما كل الدول المحيطة باستثناء دولة إسرائيل . هذا الهامش الذي بالكاد انتزعناه بعد سنوات لا أستطيع إحصائها .. هذا الهامش الذي ارتوى بدمائك وأمثالك من المناضلين والذي _ بالتالي _ فهو ليس منحة من حاكم أو تفضلا من محسن .. هذا الهامش بخطوطه الحمراء التي يزداد عددها يومًا بعد يوم وتزدهر به دولة الرعب داخلنا لينسكب مداد الأقلام خوفًا ومواربة ، وتصبح به حروفنا ملتوية وسميكة تستعصي على الفهم وتفقد الهوية والهدف .. هذا الهامش سيدي لم يصب عبئًا على الحاكم بل أصبح قيدًا ثقيلا يجثم فوق صدورنا ، يكتم الصراخ فيصبح همسًا في برية أو "حي على الفلاح " في مالطة ..!! وأخذنا نتواضع في عقائدنا ، وتصغر مطالبنا ، وتتقزم أهدافنا تختنق تحت الأسقف المنخفضة أحلامنا التي كانت عريضة .. ألا ترى ياسيدي أن عمودنا الفقري قد احدودب بفعل فاعل ؟ وأننا أصبحنا غير قادرين على رفع الرؤوس لنرى سطوع شمس الحرية فوق ربوع العالم وتخفيها عنا نوافذنا المعتمة فتحولنا إلى كائنات هشة لا ترى من الدنيا سوى ما تحت أقدامها .. !! وتوقف نمونا الذهني والنفسي فأصبحنا "ديوكًا" لا تملك إلا الصخب حول دجاجة نافقة ..!!
سيدي ... حينما كانت الأحلام تسع السماء رغم احتلال الأرض وحينما كانت القلوب فتية رغم الشيب فوق الرؤوس حينما كنا رجالاً رغم ضحالة التجربة وضآلة المعرفة كنا مع ذلك أكثر مهابة فاحترمنا الأعداء رغم الانكسار ومع آثار القهر فوق أجسادنا كنا أكثر احترامًا لأنفسنا .. !!
سيدي ... إن الحكمة لا تغني عن جموح الشباب والخبرة لا تلغي حلاوة التجربة والفشل والديموقراطية ليست منة أو هبة ومن يرتض بـ "الهامش " سيظل دومًا على قارعة الطريق ومن تعود انخفاض الأسقف وانكماشها سيجد متعته في الانكفاء ولو لم يوقن الحاكم أن الديموقراطية لا تتجزأ وأن الالتحاف بالشعب هو الضمان من برد التخلف والاستقواء في وجه غول الأعداء ولو لم يؤمن النظام أن احتضاننا في صدوره هو قوته وأمانه وأن من الأفضل له أن يحكم رجالا تصرخ لا أقزام بكماء وأن النقد دليل الاحترام وأن الأمان سبيل الاستقرار وأن العقول الحرة تبدع والأيدي الطليقة تبني بينما الأرجل المقيدة كسيحة والقلوب المنكسرة تنتحر وأن الله يعطي بقدر العمل وأنه سبحانه رفع التكليف عن العبيد .. لو لم نؤمن جميعًا بهذا .. فهل هناك أمل ؟
فهيا جميعًا _ حكامًا ومحكومين _ نكسر أغلال الرق ونرفع سقف الأحلام ونلغي الهامش لتبقى الديموقراطية والحرية لنصبح جميعًا .. أحرارًا ..

كارت أحمر

"بوش" يعتبر ما حدث في العراق اللبنة الأولى لإرساء قواعد الديموقراطية .. فوق أجسادنا ودماء شهدائنا .. !!

"رامسيفيلد " : القوات الأمريكية باقية في العراق وأفغانستان لحين تكوين حكومتين ديموقراطيين ... أو إلى قيام الساعة أيهما أقرب .. !!

"توم لانتوس" عضو الكونجرس الأمريكي المعروف بدعمه غير المحدد لإسرائيل يؤكد تجاوب سوريا مع المطالب الأمريكية الستة ... وانهمر الغيث .. !!

حظر أمريكي على رجال الأعمال اللبنانيين والسوريين لمنع فوزهم بصفقات تجارية في العراق ... آخر خدمة الغز .. !!

منظمة " انتقام الأطفال " اليهودية المتطرفة تستخدم عبوات على شكل ألعاب أطفال لإحداث أكبر قدر من الخسائر في المدارس الفلسطينية ... مين فيهم مش إرهابي .. ؟!!

الرئيس علي صالح : إن ما حصل في العراق درس يجب أن يتعلمه الجميع … فالحكام خدام للشعوب  ومن الأفضل أن يتم انتخابهم بشكل ديموقراطي … بس حد يجرب الأول في بلده  …  !!!

الخلافات الكويتية حول السيد عمرو موسى .. علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني .. !!

السيد عاطف عبيد : أسبوع بلا تصريحات وردية .. اللهم اجعله خير .. !!
     
د. عبد الفتاح أحمد عبد الفتاح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف