الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرق أوسط جديد مأزوم

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


منذ زمن غير قليل لم نعد نسمع بمشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي تم الترويج له منذ زمن غير بعيد حتى عادت هذه الأيّام وزيرة الخارجية الأمريكية طرحه، وذلك بعد المُفاجأة التي صعقت إسرائيل والغرب معها بآلية عسكرية سياسية نفسية جديدة لم يعهدانها، أنبتها الصراع، والتجربة، والهزائم لهذه الأمة المحبطة، والتي كان من دلالاتها حالة الإحباط لدى الأنظمة التي حمّلت المقاومة اللبنانية خطأ ومسؤولية ما يحدث، وذلك نتيجة قناعات رؤوس هذه الأنظمة بضعف إمكانيات الأمة بتحقيق أي تقدم في هذا الصراع.
يبدوا أن الإدارة الأمريكية سارعت بطرح هذا الموضوع قبل الحسم العسكري الذي على ما يبدو أنهم قلقون من نتائجه/رغم الفارق في القدرات العسكرية كما كانت بين أمريكا والفيتكونغ/، وذلك في حال خسرت اسرائيل المعركة البرية حسبما يتوعد حزب الله، الذي ينال ثقة الإسرائيليين والأمريكان معهم لمصداقيته النوعية المتميزة،والملاحظ أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتم إحياءه، قادم من الولايات المتحدة الأمريكية مع القنابل الموجهة ضد شعوب المنطقة، فهل سيتحقق هذا المشروع على أطلال هذه الشعوب، وهل يمكن لهذا المشروع أن يكون طالما هناك غبن أو ظلم أو قهر.
كيف سيكون هذا المشروع على الصعيد الاقتصادي،أو السياسي،أو الأمني،ومن سيكون رائده في المنطقة؟
بالتأكيد هم يرسمون للمنطقة سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا تكون اسرائيل فيه شاويش هذا المشروع التي ترسل جزء من أرباحه للمستفيدين من أصحاب القرار الأمريكي،ويُلقوا ببعض الفتات لممثليهم من وجهاء بني عريب، دون معرفة بالتحولات الثقافية في المنطقة العربية باتجاه المقاومة وثقافتها النزيهة النظيفة التي أبدعتها المقاومة اللبنانية،ودون معرفة بأن رهانهم على حمل السلاح ضد المقاومة فشل، بل حل محله لحمة نوعية بين أبناء الشعب اللبناني من جهة وبين أبناء الشعب اللبناني وأشقاءهم في سوريا من جهة أخرى يُضاف له المد الشعبي العربي وليس الرسمي.
اسرائيل خلال خمسين عاماً لم تتمكن من الانغراز في المنطقة إلاّ عن طريق القتل،لذلك هناك شرخ نفسي قبل السياسي والمصالح بينها وبين شعوب المنطقة،فهم لم يتمكنوا من الحضور بوعي ناس المنطقة إلا بمواصفات غاية في السلبية، وذلك نتيجة الهمجية والكذب والتعامل مع أعداء شعوب المنطقة وهذا مشهود له تاريخيا،وإن كان هناك من مشروع للمنطقة مهما كان سيكون مشروع قسري لن يُكتب له النجاح،فلا تقوم المشاريع الاقتصادية/وهو الهم الغربي/على دماء الناس وكرامتهم.
من خلال تعامل الرئيس الأمريكي بوش مع ما يدور في منطقة الشرق الأوسط على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، يتبين أنه جاهل بمكوّن المنطقة الثقافي أي وعي الناس وبنيتهم النفسية،فعندما يجد أنّ من خسر بيته وأولاده وأمواله يقول بكل إيمان:نحن فداء المقاومة، يجب أن يعرف بوش أن هذا مؤشر لظلم وقهر كبيرين مصدره إدارته وإسرائيل، وهذا أحد أسباب الكراهية الحقيقية لأمريكا في هذه الديار ،كما في كل الديار التي تواجه ظلما منهم في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
علّ كونداليزا رايس أن تُدرك مع سيدها أن التأسيس لمشاريع اقتصادية حتى لوفي المريخ لاتقوم على الكراهية والحقد،ولا على أُصولية دينية قدمت مع الموت من أصقاع الدنيا إلى شرقنا الأوسط، فخلقت أصولية سياسية زرعها القتل الذي مارسته هذه الأصولية الدينية، جعلت شرقنا الأوسط يتحول إلى ثقافة نوعية راسخة في الذهن والوجدان الشعبي، ونبعت من المعرفة والإحساس بالظلم في هذا الصراع، وعززتها مواقف إدارتها من شعوب هذا الشرق الأوسط، وإن كان لديها مع سيدها مشروع شرق أوسط جديد مُنتج يتم التأسيس له على التقارب بحدوده النفسية الدنيا بين الشعوب وهي المفقودة هنا في ديار العرب بين ربيبتهم وبين شعوب هذا الشرق الأوسط القديم والجديد، وذلك نتيجة الاحتلال والاغتصاب الذي يُعطّل كل المشاريع التوافقية والقسرية، وهم المسؤولون مع مخفرهم المُتقدّم عن خلق هذا الحقد وهذه الكراهية لهم،وهذا التعطيل لكل مقومات التنمية وبكل أشكالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما تضامنيا مع غزة بجامعة أريزونا


.. ناشطون يعدّون -المقلوبة- أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن




.. مراسل الجزيرة: 6 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف مدينة الزهراء


.. مظاهرة لطلبة جامعة ولاية كينيساو الأمريكية تضامنا مع غزة




.. حديث السوشال | حاولوا ضرب -نمر- فضربوا بعضهم