الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسار المشوه للدين

المهدي المغربي

2021 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الدين الذي يتطور هو الذين القابل للتعايش من دون قيود و عقوبات جزرية
مثلا بدا الاسلام في بدايته كحركة ثورية و انتهى به المآل الى حركة رجعية او حركة انتحارية معزولة كما نشهد بشكل ملفت للانتباه في وقتنا الحالي و كما شوهد من قبل كذلك
شيء مؤسف ان تفقد الافكار بعد مدة بريقها الثوري
في البدا كان الاسلام في حاجة الى الاتباع و الموالين من العبيد و الفقراء لحشد الدعم و لما تاسست الدولة حولوهم الى جنود غزو و كانت هذه نقطة انطلاقة الاشكال
انذاك كانت فلسفة الحرب هي المثل الاعلى للدولة
ليس في الدفاع و الحفاظ على حدود البلاد فحسب و انما كانت مصدر اغتناء و قوة و عنف الحكم
فتحول العباد من الدفاع على الله بالايمان الى الدفاع على الخليفة و حكم الخليفة بالسيف
و بذلك تحول الايمان تدريجيا الى مادة سياسية يوظف لقضاء الحاجة و ليس للتقرب من الله و جلب السكينة و المسالمة و تتطبيق شعار "اللي بغا وسخ الدنيا يبقى فيها"
هذه الروح بالرغم من مثاليتها و قدسيتها لم تكن تغدي جيب الجنود فكانوا مستعدين ان يحولونها الى ايديلوجيا بها يتم خدمة مصالحهم الدنيوية بدل مصالح الاخرة حتى و لو حسب الاسطورة الاسلامية ففي الاخرة تنتظرهم الحوريات و الغلمان و اباريق الخمر الحلال اذا هم جاهدوا في احتلال و غزو بلاد اخرى و انتهى بهم الحال الى الموت في القتال او ما يصطلح عليه فقهيا الجهاد
الدين الذي يقتدى به هو الدين الشعبي العفوي البريء من العنف و تسلق المناصب و تطوير فنون الحرب المدمرة الذي اصبح الخليفة اصبح دين السلطة و دين الدولة
الدين الذي لا يحصد عدوة مع احد هو دين كعبادة دين الفرد و صلاته وعلاقته مع الله في السماء الدين الذي يدوم هو الذي لا يلطخ سمعته بخبت السياسة و التملق الى الملك او القائد او المقدم عون السلطة
الدين الذي يحفظ لله كرامته هو ذاك الذي ينفصل عن الدولة و يفتح حرية الاعتقاد بين البشر كما تشاء الطبيعة و المجتمع و العقل التنويري

لا بد من تعبئة الجماهير على تقبل مبادئ الاعتقاد الحر انها مبادئ تسلية الروح فكل انسان يبحث عن كسب توازنه النفسي حسب ما يرضيه و يقنعه من دون ضغوطات او اهداف نفعية صرفة تضر بالاخر
كي يعود للايمان صفائه فهو اصلا الايمان و لا شيء علمي فيه لذلك هو مجرد طقوس فردية و هكذا يظل و يا دار ما دخلك شر و ان يتنفع به من اراد ذلك و من شاء من دون محاكم تفتيش و نصب المشانق لمن لديهم افكار مختلفة عن الدولة الدينية

مع اصدق التحيات
المهدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا