الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما لاتعلمهُ عن الحب

أثير علي السيد علي

2021 / 2 / 3
الادب والفن


لم يُخبركَ أحدٌ إنكَ ستقضي جزءاً ليس باليسير من حياتكَ كشخصٍ بالغٍ في محاولةِ تجاوزَ آثار حبكَ القديم وإنكَ لفتره لايُعرف مداها ستضعُ لا أرادياً كلَ من يحاول التقربَ منك وكلَ موعدٍ عاطفي وكُل من تشعرَ مستقبلًا بالانجذابِ اليه في ميزانِ مقارنة مع أول شخصٍ أخترق أسوار قلبكَ وأستوطن بهِ وهذه مقارنة غيرُ عادلةٍ بالمرة .
لم يخبروكَ بأن حبك السابق سيستحوذُ عليك بجنونهِ كوحشٍ نهمٍ لايكلُ ولا يشبعُ من التهامكَ ببطىءٍ دون حتى أن تدركَ ذلك ، ويومًا ما ستكونُ ممتنًا اذا وجدتَ حباً أكثر هدوءٍ وأبطأ وتيرةً مما كان عليهِ ذلك الحصانُ الجامح .
لم يحدثكَ أحدٌ عن الحبِ حد الإدمان فهو أكبرُ ضررًا من إدمان التدخين ، فإدمانُ الحبِ يستهلك الروح والجسد وليست الرئتينِ فقط ولن يهدأ حتى يحولكَ شخصًا آخر غير الذي كنت عليهِ ويمتص منكَ كلَ رغبةٍ وقدرةٍ على التفكيرِ بأي شيءٍ يمتُ للعاطفةِ بصلةٍ ولو جاءكَ البشرُ كلهم عاشقين يقبلونَ يديك.
فضربة الحبِ كضربةِ التجربةِ الاولى لعقار الهيروين قد تودي بك للضياع .
لم يخبروكَ كيف تعملُ عجلةَ الحبِ وكيفَ تتلاعبُ بالأقدار وكيف رحاها من نهرِ المشاعرِ وجنةَ أحلام العاشقين الى طُرقٍ لاتودُ السير بها وخياراتٍ لاتتمنى القيام بها وعلى حينِ غرة يفقدُ كُلَ شيءٍ بريقهُ وتخفتُ أضواء المشاعرِ الزاهيه. لم يخبروكَ إن الحبَ أحيانًا يصنعُ منك شخصًا آخر غير الذي تريد وحياةً أخرى غير التي ترغب.
لم يُخبركَ أحدٌ عن كسرةِ الحب وتداعياتها وكيف أنه يُحيل كل أملٍ لديك بالحبِ والعطاء الى شكٍ وكفرٍ بهذا الشعور الرائع ومهما حاولت ومهما أشتبكت يديك بأيادٍ أخرى ومهما قبلتَ من شفاهٍ أو لامستَ أجسادٍ فلن تعودَ أبدًا كما كنت قبل أن تُكسر .
لم يبلغكَ أحدٌ بأن صراع الشك وعذابات فقد الإيمان هذه ستنتهي يومًا حينَ تجد من يغيرُ كل ذكرياتك المؤلمة ويستبدلها بأخرى ملؤها الابتسامة والفرح ناسيًا كل ما مر من تقلباتٍ على صليبِ قلبك .
لم يُحدثكَ أحدٌ بأنك ستدخل مرحلةً تنسى بها معنى الحبِ وعيشه وإنك ستنحي المشاعر جانبًا كما ترمي بحقيبتكَ على المقعدِ المجاور في الحافلة وتنهمكُ في مسؤولياتك وصراعاتٍ أخرى في الحياة ناسيًا معنى ان تكون عاشقًا ، ناسيًا طعم قبلةِ العاشقين وأحضان المحبين ، وفي داخلك توقٌ لان تُحبَ وتُحَبَ مهما حاولت اخفاءهُ تحت الف قناع فأنه سيظهر لك كل ليلةٍ على وسادتك الخالية.
لم يخبروكَ إن الحب عادةٌ يمكنكَ التخلي عنها لكنك لن تعود كسابقِ عهدك أبدًا وستمضي بقيةَ عمرك تسأل لما بحق السماء حين هدمتُ حواجزي لأسكنهُ قلبي جعلني أبني سوراً أعلى من سابقة الأن وإنَ شيئًا صغيرًا كسماعِ أغنيةٍ ينكأُ لي جرحًا خلتهُ برأ منذُ زمن ؟ ولما لمستةٌ من يدٍ محبه أعادت لي تلكم الغصة التي كنت نسيت ؟ وتكتشفُ بلحظةٍ إنك لما تشفى بعد من جِراحِ نزاعكَ الذي مضى .
لم يخبركَ أحدٌ إن لا أحد قادرٌ على أعطائك الوصفةَ الشافية لكل تلك الجراحات فلكلٍ منا جراحهُ السابقة ولكلٍ منا معاركهُ الفريدة في ميدانِ الحب ولن يفهم أحدنا معنى أن يخوض غمار التجربة حتى يسبح ضد التيار في تلك الدوامةِ العاتية بهدوئها وضجيجها بغرقها ونجاتها بغرورها واعتدالها ، لن يخبركَ أحدٌ لأنهم لايملكون لسانًا لأخبارك فبعد هذا العمر كله لازلنا نفتقدُ الكلمات لوصفِ الحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع