الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقلانية جنبلاط وروحانية نصرالله

درويش محمى

2006 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الحرب القذرة التي تتعرض لها لبنان اليوم، لم تبدأ قبل عشرة أيام كما يعتقد البعض، عملياتها الأولى بدأت مع فرض لحود ورئاسته على لبنان، واستمرت وتصاعدت بعمليات الأغتيال والتصفية المافيوية التي طالت العديد من أبناء وقادة لبنان على مدى عام أو أكثر، وهذه الحرب المتواصلة البربرية والتي تجري على الأرض اللبنانية، هي حرب أقليمية بحتة وبأمتياز، مع الأخذ بعين الأعتبار الوكالة الخارجية التي تشمل حزب الله، والعنصر البشري يشكل جزء وحسب من الحرب وليس كل الحرب، وأطراف النزاع في الحرب القائمة ، ايران وربيبتها النظام السوري وحلفائهم من حزب الله من جهة، وأسرائيل وحلفائه من الجهة الأخرى، لهم أهداف و"جدول أعمال" غير معلن وحسابات وفواتير سرية قديمة وجديدة ، ليس للبنان فيها ناقة ولا جمل ، سوى الضريبة الهائلة التي سيدفعها ويدفعها الأن، من أرواح بريئة وعذابات وألام وأموال دون مقابل .
وللأسف لولا وجود العنصر البشري والمتمثل بحزب الله، لتجنب لبنان هذه الحرب الأقليمية القذرة، ولما تجرأت ايران لتصفية حساباتها الدولية منها والأقليمية، وتجربة صواريخها من "رعد وزلزال" وأسقاطها على اسرائيل، ولولا حزب الله لما تمكن النظام البعثي السوري من النفاق السياسي والأدعاء بالصمود والتصدي، وتصفية حساباته الدولية والأقليمية مع أسرائيل وغير اسرائيل من الوطنيين اللبنانيين، ولما تمكن من عرض عضلاته الهشة، ولما تجرأ لأطلاق طلقة واحدة لا غير، على حدود الجولان المحتل، ولولا حزب الله ومغامراته لربما لم تحتفظ أسرائيل بأسرى لبنانيين، ولا أستمرت بأحتلالها لمزارع شبعا، ولما تمكن اليمين الأسرائيلي المتعجرف من كسب الشارع اليهودي وتعاطفه، بأختصار إنها حرب الغرباء والمتطرفين .
لبنانية حزب الله، لاتجعل من هذه الحرب لبنانية، ولاتفقدها نكهتها وطبيعتها وحقيقتها الفرس ـ سورية الأسرائيلية ، ومهما كانت الأسباب التي دفعت حزب الله للبننت الصراع، سواء كانت أصولية أو عقائدية أو طائفية أو حتى تحررية صادقة، وسواء كانت مقصودة أو عن طيب خاطر، فهي تخدم الخارج وكل ما هو ليس لبناني، وتدخل ضمن التصرف أللا مسؤول والغير مبرر، والتي تخدم الغير، والغير فقط .
حروب قذرة عديدة ، اجتاحت الشرق الأوسط والعالم العربي ، أنهكت شعوبه وأهدرت مقدراته، وكان التطرف واللاعقلانية والتعجرف خصوصية ملازمة لمعظم تلك الحروب، وعلى صعيد النزاع العربي الأسرائيلي، ظهرت في العقدين الأخيرين قناعات وأفكار عقلانية معتدلة متوازنة جدية، لحل الصراع العربي الأسرائيلي وأهمها على الأطلاق مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله، والتي أجهضت بفعل اليمين اليهودي والتطرف الأسلاموي ـ العروبي المنافق ، ولكن المبدأ مازال قائم ولا بديل عنه في حل جذري وعادل لكل أطراف الصراع .
و بأجراء مقارتة بسيطة بين السيد وليد جنبلاط من التيار المعتدل العقلاني في لبنان وهم الأكثرية، والسيد حسن نصر الله وتياره المتطرف الروحاني وحزبه حزب الله وهم الأقلية، يمكن للمرء أثبات جدوى الأعتدال وصوابه وعدم جدوى التطرف وخطأه .
العقلانية لدى وليد بيك جنبلاط وحلفائه، سواء من أستشهد منهم أو الباقين، تكمن ببناء لبنان وأعماره، وجعله كما كان كسابق عهده وزمانه، بلد الديمقراطية والأمان ووجهة السياح ومحبي الشمس والبحر، فيزدهر أقتصاده وتقوى مناعته ومكانته، أما الروحانية وأللاعقلانية عند السيد حسن نصر الله، تكمن في تجييش جنوب لبنان وتسليحه بالعدة والعتاد و"الصواريخ الايرانية"لمقارعة الأعداء من أل "صهيون" أعداء أهل الكتاب وقتلة الأنبياء، وتقع الواقعة وتدق طبول الحرب وأهوالها، ويخسر لبنان البنيان والبنون ويتحطم أقتصاده .
العقلانية لدى وليد بيك جنبلاط وحلفائه، تكمن في تحرير لبنان من كل أحتلال، سواء السوري أوالأسرائيلي، وبسط سلطات الدولة على كامل أراضي لبنان، ونزع سلاح الأحزاب وتعزيز الجيش اللبناني، فيعود لبنان لهيبته وقوته، أما الروحانية واللاعقلانية لدى السيد حسن نصر الله، تكمن في قوة صواريخه ومفاجئاتها، وتحرير الكيلومترات القليلة من مزارع شبعا، وبقاء القوات السورية ومخابراتها تفسد في لبنان وتعبث به ، كعادتها.
العقلانية و"الواقعية"أيضاً، لدى وليد بيك جنبلاط وحلفاءه، تكمن في أقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس، دولتان جنب الى جنب، بجهود وأجماع عربي، أما الروحانية واللاعقلانية لدى السيد حسن نصر الله، تكمن تحرير كامل الأرض الفلسطينية من البحر الى النهر" وهوحلم مشروع طبعاً" أنطلاقاً من جنوب لبنان وبدعم وأجماع الثورة الأسلامية الأيرانية والبعث السوري .
العقلانية لدى وليد بيك جنبلاط وحلفائه من اللبنانيين، تكمن في أعتمادهم على أشقائهم المخلصين من الدول العربية وحتى الغربية في تحقيق مطامحهم المشروعة، والروحانية واللاعقلانية لدى السيد حسن نصر الله تكمن في أعتماده على أيران الثورة الأسلامية والنظام السوري البعثي في تحقتق أهدافه الروحانية واللاعقلانية .
كلام مقتضب ، وصراحة منقطعة النظير، ومواقف "واعدة صادقة" ، خوف على لبنان، ورغبة جامحة في أزدهاره وسلامته وأستقلاله ، رجل يتعاطى السياسة بأخلاق وشجاعة، وفي أدائه السياسي لايجيد الوصولية والأصولية ، عقل كبير وقلب أكبر يحمله وليد بيك جنبلاط ، مشروع الشهادة في سبيل تحرير لبنان من الأحتلال السوري البغيض والأطماع الأيرانية الثوروية الأقليمية ، ولبنان حر مستقل مزدهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا