الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرية الموريتانية

سعدبوه الشيخ سيدي أحمد

2021 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


شاع في العصر الحديث مقولة" موريتانيا بلد المليون شاعر "ويبدو كأن اللقب أطلق والسكان حيئذ مليونا، ومما لا يدع مجالا للشك أنها مقولة تحمل كثيرا من المجاملة والظرافة،قد يقول قائل إن الشعر في موريتانيا لم يعرف الانحطاط ولا الانحدار لأن جزءًا ليس بكثير مما عرف بعصور الانحطاط لم تعرف البلاد فيه انحطاطا بل بلغت الثقافة الأدبية والشعرية أوج ازدهارها ،لقد كان القرن الثالث عشر عصرا ذهبيا كماقيل ،وقد شهد تنويعا ثقافيا،ووضعيات علمية بديعة،ولكن المكون الشعري ظل مهيمنا على الساحة الثقافية في جزء من البلاد،ولعل الكثرة الكاثرة من الشعراء استبطنت في الأنساق الذهنية شاعريةً تجاوزت مساحتها الأدبية حتى صادمت مختلف المواقف الاجتماعية والسياسة وزاحمت الحقيقة وما أمر المعارضة منا ببعيد
*المعارضة الموريتانية أين تذهب:
كانت المعارضة الموريتانية إلى عهد قريب ظنين الاغلبية والعكس صحيح كانت تنشئ آمالا عريضة ومرامي مثلى لبعض التواقين إلى العدالة والتوزيع المقسط ومعاندة القاسطين، لا ريب أن أبواقها كانت تصادف بطون الجائعين وتقرع أسماء المتشردين كالفقراء الموظفين كالجنود والمعلمين والأساتيذالخ ،ممن لا يملكون مكانا يأويهم ولا شبرا من الأرض يسكنون فيه إلا قليلا ممن أنعم الله عليه بغير حساب وغير المزظفين من الصابرين ،كانت تحرك الحق ليصادف هوى المغبونين، ولمّا بلغ الرئيس الشيخ الغزواني عرش الحكم طفق يخسف عليها من ورق جنة الحكم فكشف سوءاتها"إننا نلاحظ صمتا رهيبا ونشاهد ثناءً عجيبا من لدن هؤلاء في الوقت الذي لم نلحظ كبير إنجاز يستحق أن يُذكر فلا الشأن الصحي تطورولاالتربية والتعليم ولا الوضعية الاقتصادية العامة سوى ما كان من صدقات غير منظمة في سوقها وهدفها ووجتها،فهي أقرب إلى أن تكون تغليفا لمرحلة من مراحل الفساد ربما لطول الطريقة والالتباس وفوضوية التنفيذ،إنها لا تفسير للثناء المستعجل ومحبته غير النسقية الشعرية الثاوية في نفوس الموريتانيين وليتها لم تمد سلطتها إلى ما ليس لها بحق.
*الشاعرية وتصفيف المثقفين:
المعارضة ليست وحيدة في ذلك التوجه فثمة رجال لا يعرف لهم نشاط سياسي فاعل،وكانوا يقولون من عهد قريب إن لهم ذكرا من القاصدين ، وكانوا يستفسرون عن هدر الأموال ويكشفون سبل تحسين الفساد فلمّا جعلتهم الدولة بحيث ينتفعون كما انتفع الذين من قبلهم، وكما ملأ الذين من قبلهم جيوبهم قبلوا فسكتوا لقد كانت الشاعرية تمدهم بأسباب الرضى ،وهذا يكشف أمرين اثنين
-أن مبادئ المثقف الموريتاني لا يُعول عليها، فهو في مكان ما يختلف عنه في مكان آخر، وهو محوجز بتعطشه للمال وهذا يفسر حقيقة فقر الشعب ووقع وطأة ذلك، وليس الفقر المادي فحسب بل الفقر المعنوي الذي يحرك الأول ويقوده إلى مغارات ومدخل الطمع فكم من غني فقير،وكم من فقير غني.
-أن تغير هذا الشعب وامداده بالعلم والعمل لن يكون إلا من القيادة العليا بأن يُقيض الله لهم رجلا حزما يقظا عدلا صارما مرهوب الجناب يدلهم على الطريق الصحيح وينزع من أيديهم حب الطمع وجمع وتعديد المال العامة وإثارة النفس على غيره فيما هو عام.
-أنه لا بد من تحقيق هيبة الدولة باعتبار أقل وكلائها شأنا وترقية العاملين فيها سكاناوتكوينا ومزيد احترام غرسا لحقيقتها وإنباتا حسنا لمشروعيتها
-أنه في ضوء محيط التملق والاسترزاق وعدم اعتبار الفرد المواطن في كل صفقة عمومية في المستوى المعيشي والصحي حاضرا ومستقلا فلن يحدث ما يستحق الإشادة
فإلى أين نسير ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم