الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية العربية طريق الخلاص

غسان شفيق ابو نجم

2021 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


القومية العربيةطريق الخلاص
نحو مشروع عربي مقاوم
تدفعنا التغيرات السياسية على الصعيد العالمي(،في المجتمعات الرأسمالية والاشتراكية) وتوجه معظم الامم نحو الانكفاء القومي رغم اندماجها اقتصاديا ومن ثم سياسيا ضمن المنظومة العالمية بشقيها الامبريالي والاشتراكي لكسر حاجز الاندماج الكلي ضمن هذه المنظومات لاعتبارات قومية لها اسبابها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية واحيانا الاخلاقية لتعيد بناء قوميات مرتبطة بالجغرفيا اكثر من الارتباط التاريخي لهذه الامم يدفعنا الى ضرورة اعادة صياغة منهج قومي عربي بوصف هذه الامة تدور في فلك المحيط الرأسمالي ليس من اجل تحسين شروط تبعيتها لهذا المعسكر وانما محاولة لرسم مشروع عربي مقاوم يخرج هذه الامة من فلك التبعية للمعسكر الرأسمالي وصياغة مشروع نهضوي خاص بها يعيد بناء علافات انتاجية ذات صبغة عربيه مستقلة البنية الانتاجية القائمة واستغلالها نحو بناء بنية راسمالية اقتصادية تزيل التشوه البنيوي وتصيغ العلاقات الانتاجية بطرق ووسائل ثورية تضعها سياسيا ضمن دائرة الاستقلال والغاء التبعية. .
من المفيد ان ندرس التغيرات هذه ضمن رؤية منهجية مادية باطارها التاريخي والقاء الضوء على النموذج البريطاني والنموذج الروسي للافادة نظريا من تجربة كل منهما في احياء الفكر القومي في كلا البلدين مع التأكيد على اختلاف كل تجربة عن اخرى من حيث المنطلقات والاهداف.
ولاغناء البحث في هذا المشروع اناشد كل الغيورين والشرفاء من امتنا للمساهمة الفاعلة من اجل صياغة مشروع قومي عربي مقاوم حتى لا نظل نحصد الشوك في ظل عالم يطحن الضعفاء ويستغلهم حتى النخاع ويحذف جماهير الشغيلة فيها في بحر الاستغلال والاستلاب وتنهب مقدراتها بكافة اشكال الاستعمار الكولونيالي المباشر او عبر ربطه بالكارتلات الاحتكارية.يبدو ان فوز دونالد ترامب القومي/الشوفيني رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وقبله دعوات ساركوزي الفرنسي لبناء فرنسا القوية كوطن قومي فرنسي يحي اثار اجدادهم الغال والتمسك بالهوية الفرنسية كعنوان يقف خلفه جمهور فرنسي عريض وانكفاء بريطانيا نحو احياء قوميتها العريقة ورفضها الانصهار الفعلي ضمن الاتحاد الأوروبي ورفضها تغير عملتها ومحاولة الخروج سياسيا من عباءة امريكا واحتاجات الامة البريطانية على حكوماتها لانصياعها للارادة الامريكية بوصفها امة جاهلة وشعوبها اغبياء يبدو ان هذه التغيرات فتحت الباب من جديد لدى المواطن العربي والمثقفين العرب الى اعادة طرح فكرة الوحدة العربية وصياغة مشروع عربي نهضوي يعيد بناء اسس الوحدة العربية ضمن رؤيا واضحة واسس بنيوية انتاجية تؤسس لاقتصاد قوي غير مشوه مستفيدين من مقدرات هذه الامة ومحققين حلم جماهير هذه الامة الذي كاد ان يتلاشى امام فشل تجارب الوحدة التي خاضها العديد من القادة العرب كان ابرزها تجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر هذه التجربة رغم قصر عمرها وفشلها لاسباب سنأتي على ذكرها لاحقا ظلت تعيش في عقل ووجدان جماهير هذه الامة المتعطشة للحرية والاستقلال والوحده.عودة نهوض الشعور القومي العربي

لم يقدر لهذه الامة ان تستنشق هواء الحريه والاستقلال الحقيقيين منذ عشرات السنين فقد رزحت هذه البلاد تحت الحكم العثماني عاشت فيها اقسى درجات الاستغلال والنهب والسلب عبر الضرائب التي بلغت عشرات الانواع تقاسم الفلاح المنتج لقمة عيشه وتسرق من التجار والصناع في المدن جهدهم وريع تجارتهم ولم يقف ظلم الحكم العسملي عند حد نهب جهد ومقدرات هذه البلاد بل سحب ابنائها لحروب ليس لهم مصلحة حقيقية فيها والتي عرفت بسفر برلك حيث اقتيد شباب هذه البلاد الى حروب طويلة كانوا هم وقودها واعلن المحتل التركي الحرب على العربية كقومية عبر منهج التتريك الذي حاول تغيير عادات وتقاليد ولغة هذه الامة لكي يسهل ضمها الى الاقطاعية التركية البغيضه التي جلبت الويلات لهذه الامة وادخلتها في عصر ظلامي دام عشرات السنين.
لسنا هنا بصدد الحديث عن الويلات التي جلبها الاحتلال التركي لبلادنا العربية رغم فظاعتها ولكن لكي نلقي الضوء عل على بداية تنامي الشعور القومي العربي لدى الجماهير العربيه التي ضاقت ذرعا بالمحتل التركي وبداية ادراكها بان هذا التركي الذي يسرق وينهب ويفرض الضرائب ويقتل خيرة شبابنا ليس اخا مسلما يستظل بمظلة الاسلام انما عدوا غاشما ولصا وسارق ومستغل ويجب محاربته وتطهير البلاد العربية من ويلاته لينشأ حركات تحررية عربية ضد المحتل التركي هدفها تحرير البلاد والعباد منه ومن ويلاته واعادة احياء قومية هذه الامة وعروبيتها بعد ان حولها الاحتلال العثماني الى محمية تركية لا تملك مائها وهوائها ولا تمتلك السيطرة على حدودها او قرارها.على ضوء تنامي الظلم والاستغلال الذي مارسه المحتل التركي وتنامي حالة الغضب الجماهيري ضد الاضطهاد والسلب والنهب بدء الشعور القومي العربي بالتبلور ليصبح وعيا جماهيريا لضرورة تحرير الامة العربية من نير الاحتلال واعادة الهيبة لهذه الامة وللحفاظ على مقدراتها من السطو التركي فظهرت حركات تحررية نادت بالقومية العربية وضرورة تفعيل دور القوى العربية الحيه وانطلقت عدة حركات بدء من الحجاز حيث اعلن الشريف الحسين بن علي الثورة العربية الكبرى عام ١٩١٦ وقاد الملك فيصل جيشا انطلق باتجاه دمشق عبر الساحل الفلسطيني ليلتقي بجيش اللنبي الذي تجاوز العقبة باتجاه دمشق ولم يتمكن الملك فيصل من اقامة حكمه في سوريا بسبب معارضة الفرنسيين له فاتجه نحو العراق واقام مملكته هناك ليسدل الستارة على حكم الاتراك للبلاد العربية عام ١٩١٨.
حاول الشريف حسين بن علي اقامة دولة عربية وواحدة تحت مسمى الدولة العربية المتحده ولكن قوى الاستعمار البريطاني والفرنسي التي ساندت هذه الحركات التحررية للتخلص من الاحتلال العثماني للوطن العربي لم يكن ليسمح بوحدة عربية ان تقام في ارجاء هذا الوطن فتم الاعلان عن دويلات عربية مقسمة وومزقة وضعت تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي ليخلق الاستعمار الكولنيالي المباشر واقعا جديدا قائما على خلق دويلات ضعيفه وتابعه مستبدلا الاحتلال العثماني بالاحتلالين الفرنسي والبريطاني ليبدأ العمل من جديد ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي .
اود اخيرا ان اوضح بان ما اوردته في المحاولة هذه وما قبلها هي احداث تاريخية اثرت المرور بها بقصد الربط التاريخي بين حركة التحرر العربي المعاصره وبين عمقها التاريخي في تبلور الوعي القومي العربي فقط وليس بقصد دراسة تاريخ الامة في هذه الحقبة والا فان هذه الاحداث ستحتاج لمجلدات فاقتضى التنويه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا